"اقتلوا الكلاب".. كان هذا هو الصوت السائد والأكثر انتشارًا بين المصريين وعلى مواقع التوصل الاجتماعي، بعد حادثة الهجوم الشرس لكلبي حراسة على طفل في "مدينتي" إحدى المدن الجديدة التي تقع في شرق العاصمة القاهرة، والتي تسببت في زيادة المطالبات بإعدام كلاب الشوارع. على الرغم من الرعب الذي شهدته المنطقة بعد الحادثة، وشكاوي سكان المدن الجديدة في الرحاب وبدر والشروق وغيرها من المدن، إلا أن أصوات أخرى أيضا طالبت بعدم التعرض لكلبي الحراسة بعد هجومهما على طفل "مدينتي"، والمطالبة بالكشف عن هوية صاحبيهما ومعاقبته، بدلا من معاقبة الكلب. ناشطون في مجال حقوق الحيوان طالبوا بمعاقبة صاحب الكلبين، المسئول عن تدريبها وتعليمها، حيث علقت دينا ذو الفقار الحقوقية في مجال حقوق الحيوان بقولها "تسيبوا الحمار وتتشطروا على البردعة "، متسائلة عن مالك الكلبين، وأسباب عدم ظهور معلومات واضحة عنه حتى الآن، وسبب تدريبه للكلبين على الهجوم بهذه الطريقة الشرسة. وشددت "ذو الفقار"، في تصريحات ل "الصباح"، على أنه لو لم تتخذ الدولة قرارا صريحا بشأن مالك الكلبين ستتكرر مثل هذا النوع من الحوادث من جديد، ملقية اللوم على صاحب الكلبين وأنه لا يتمتع بالوعي الكافي اتجاه تربيه الكلاب وتدريبهم وحماية الجيران، خاصة الأطفال منهم، موضحة "الكلب المدرب زي السلاح بالظبط". وفى تعليق منها على انتشار الكلاب في المدن الجديدة قالت إن السبب وراء ذلك هو "عقدة الخواجة"، وأن مالكي الكلاب يقلدون الغرب في امتلاك الكلاب، ولكن دون وعي أو دراسة أو تحمل للمسئولية، لافتة إلى وجود غياب لدور الدولة في القضية. وأوضحت "ذو الفقار"، أن سلالات الكلاب الأجنبية تغزو مصر، مشيرة إلى وجود ما يقرب من 6 مليون كلب أجنبي على حساب الكلب البلدي ذو ال 7 آلاف سنه حضارة. وألقت الحقوقية في مجال حقوق الحيوان، اللوم على صاحب الكلب، قائلة " اللوم مش على الكلاب اللوم على البنى آدم "، موضحة أن القرآن الكريم ذكر الكلاب في 3 مواضع كما لم يذكر حيوان آخر كتميز لهم من الله وصفات الكلب الرائعة في خدمه الإنسان سواء حراسة أو حماية وما يتمتع به من وفاء تميزه عن سائر الحيوانات، فحاسة السمع والشم قوية جدا لديه لدرجة تمكنه من الإحساس بالزلازل قبل حدوثها، حيث أثبتت دراسة حديثه أن للكلاب قدره على اكتشاف السرطان". وانتشر فيديو مؤخرا بكثافه على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر " وتداوله رواد هذه المواقع بشكل كبير وكان عباة عن مقطع مصور التقطته إحدى كاميرات المراقبة يرصد هجوم كلبي حراسة على طفل في مدينتي بالقاهرة الجديدة". ظهر في الفيديو طفل صغير يركض خلفه كلبي حراسة في محاولة من الطفل للوصول إلى مدخل العمارة القاطن بها، لحق به الكلبان وهاجماه بشراسه وأثناء مهاجمه الكلبين للطفل حضرت المالكة وابنتها وحاولا جاهدتين تخليص الطفل من الكلبين وسيطرت المالكة على الوضع بصعوبة شديدة. وعلقت والده الطفل "رشا حسين عبر حسابها ب"فيسبوك"على الفيديو قائلة إن ابنها كان يقف مع أصدقائه قبل أن يتفاجئوا بظهور الكلبين أمامهم وأنه اثناء محاولته الهروب منهم قاموا بمهاجمته وقامت بنشر صور لطفلها بعد تعرضه للعض في ساقه ويده وراسه . وأصدر النائب العام أمس بيانا تفصيليا بشان الكلبين اللذين هاجما الطفل حيث قررت النيابة العامة، ضبط الكلبين اللذين عقرا طفلا في مدينتي بدائرة القاهرة الجديدة، في إطار التحقيقات التي تجريها في القضية المقيدة برقم 2169 لسنة 2019 جنح التجمع الأول. وأمرت النيابة بإيداع الكلبين في الحجر البيطري تحت الملاحظة لمدة 15 يوما، وتشكيل لجنة من مديرية الطب البيطري لفحص الكلبين موضوع الواقعة محل التحقيق وبيان نوعهما وجنسهما ولونهما وبيان ما إذا كان أي منهما يعاني مرضا من عدمه، وعما إذا كان صادر بشأنهما تراخيص من مديرية الطب البيطري من عدمه وذكر بيان النائب العام أن النيابة تستكمل تحقيقاتها في القضية بسماع شهود الواقعة وسؤال والد الطفل المجني عليه واستدعاء مالك الكلبين.