"مشهد 1" صرخات تدوي في الأزقة ورزاز يأتي من أعلى وليس من الجوانب، ويوم لم يمر سوى في قراءة "سورة الفيل" بعمر العشر سنوات سقط الأب قتيلا لحجارة من سجيل، فما كان للأبن أن ينحب أباه، تحركات من الدولة، وآهات على التلفاز الذي انقطع في الثامنة مساءا وانقطعت بعده السيرة. "مشهد 2" دقت الساعة الرابعة عصرا، من عام 2008، حيث يعود الأبن الذي أصبح شابا، من عمله، ليكرر أمامه نفس المأساة، ويفقد صديقه في نفس الحادث، رزاز من أعلى وحجارة من سجيل تأبى إلا أن تفقده صديقه هذه المرة، فلا عمل مشترك ولا طعام يمكن أن يتقاسماه، فقط الحجارة وكأنهم "عصف مأكول". تمر السنون وتأتي غيرها ويبقى أهالي مدينة الدويقة رهان التحركات التحكومية المتأخرة، حيث لا يتم مراعاة مواقفهم من حكومات متدفقة، حتي يأتي يوم جديد بعد 8 سنوات آخرى، وتلقى 28 أسرة ضرر بالغ نتيجة وقوع انهيار صخري في منطقة الدويقة، نتج عنه تضرر 28 أسرة. وانهارت صخرة بمنطقة على بعض المنازل مما أدى إلى تضرر عشرات الأسرة جراء السقوط المفاجئ. في تحرك سريع، وزيرة التضامن الاجتماعي، غادة والي، أكدت متابعتها لحادث انهيار صخره بمنطقة بمنشيه ناصر "الدويقة" بمحافظة القاهرة. وأطمأنت والي على الأسر المتضرره والتى بلغ عددها 28 اسرة، مؤكدةً أنه سيتم نقلهم إلى منطقة الأسمرات، ووجهت والي مديرية التضامن الاجتماعى بالقاهرة بتقديم كافة أوجه الدعم والرعاية للأسر المتضررة. وتعد منطقة الدويقة بمنشية ناصر منطقة جبلية اعتاد قاطنوها على اهتزاز أرضى من حين لأخر، حيث يعد ذلك الانهيار ليس الأول. في تطور ودعم فوري أعلنت وزارة التضامن الاجتماعي، نقل كافة الاسر المتضررة من الحادث إلى منطقة الأسمرات، حيث يتم توفير سكن مناسب وملائم لهم خلال الفترة المقبلة، لحين بحث المنطقة التي كانوا يسكنون فيها، خاصة وأن هذه الفترة تشهد فصل الشتاء وبرودة الجو الشديدة. لم تكن هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها أهالى منطقة "الدويقة" لمثل هذه الظروف، حيث اعتاد المواطنون في فصل الشتاء تفت المنطقة الصخرية وهبوطها عليهم، لتلقي بأرواحهم بعد حين، في الوقت الذي تقوم الدولة لأول مرة بحل جذري وسريع للمشكلة ونقل الأسر لمنطقة الأسمرات. وكان أول موعد للأهالى مع أول مأساة عام 1994، ثم الانهيار الصخرى الأشهر والأكثر مأساوية الذى وقع عام 2008، والذى أسفر عن مقتل 130 من السُكان.