عقد المشاركون في ندوة حول الدبلوماسية الثقافية وأهميتها في بناء العلاقات بين الدول ، على أهمية الدبلوماسية الثقافية باعتبارها الذراع القوي للقوة الناعمة لأي مجتمع ، كما أنها وسيلة لفهم طبيعة الشعوب في حالة السلم. وقالت الملحق الثقافى بالسفارة الامريكية في القاهرة روث آن ستيفنز- كليتز ، خلال مشاركتها في الندوة التي تأتي ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في رابع أيامه ، إن الدبلوماسية الثقافية مفهوم جديد للادارة الامريكية التي بدأت تأخذ بجدية أهيمتها بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. وأضافت روث أن بلادها بدأت تتبنى أدوات جديدة تركز على البرامج بين الشعوب أكثر من إقامة المعارض الفنية والترفيهية من خلال دعوة المثقفين في الدول الأخرى الى زيارة بلادها وإيفاد مثقفين من أمريكا للقيام بجولات خارجية للتعرف على ثقافة الشعوب الأخرى. وتابعت إن برامج التبادل الثقافي لا يكون معظمها مدعوما حكوميا في بلادها ، مشيرة إلى دور المجتمع المدني في هذا الخصوص ، وكذلك الجامعات ، وهناك طلاب مصريون من الجامعات المصرية يزورون أمريكا وكذلك طلاب من الجامعات الأمريكية يزورن مصر للتعرف على ثقافة البلدين. ولفتت إلى أن هناك أدوات أخرى تستخدمها بلادها للتواصل بين الشعبين من خلال التبادل الفني خاصة في مجال السينما ، حيث تعقد ورش عمل بين صناع السينما في مصر وأمريكا لأهمية الفيلم في توصيل رسالة أي دولة لأكبر عدد من الناس. من جهتها ، أكدت إينا بابلوفيتش رئيس مركز الثقافة العربية في صربيا أن الثقافة نوع من الدبلوماسية لأنها تساعد في بناء العلاقات بين الدول ، مشيرة إلى أن صربيا ومصر لديهما تاريخ يرجع إلى 100 عام في العلاقات الثنائية ويعملان حاليا على تعزيز هذه العلاقات. وقالت إن السفارة المصرية في بلجراد تدعم كثيرا جميع أنواع الفعاليات الثقافية ، مشيرة إلى أنه تم تنظيم شهر ثقافي مصري في صربيا لأول مرة مؤخرا ، حيث تم عرض خمسة أفلام مصرية ، واليوم سيعرض أحد المراكز الثقافية في بلجراد فيلم (المصير) للراحل يوسف شاهين. وأكدت اهتمام بلادها باللغة العربية وخاصة مصر ، لذلك أقيم في بلادها أول إحتفال باليوم العالمي للغة العربية ، لافتة إلى أن الجمهور الصربي يعرف الكثير من الكتاب ، ومن أبرزهم نجيب محفوظ ، وكل هذا بسبب وجود ترجمات من كتاب مصريين الى اللغة الصربية. وأشارت إينا الى أهمية الترجمة في التبادل الثقافي بين الشعوب ، ونوهت إلى أن هناك 25 كتابا تمت ترجمتها من العربية إلى اللغة الصربية. من جانبه ، قال سفير مصر السابق في الصين محمود علام إن الدبلوماسية الثقافية وسيلة مهمة لتسوية النزاعات على المستوى الشعبي والانساني ، وهي وسيلة لمعرفة طبيعة الشعوب إذا كانت متقدمة أو متأخرة. وأشار إلى نجاح الصين في غزو العالم من خلال الدبلوماسية الثقافية ، حيث أصبح للصينيين تواجد كبير في الجامعات فضلا عن رغبة الكثير في تعلم اللغة الصينية باعتبار اللغة مفتاح الثقافة.