السياحة تستعد بتجهيز الفنادق لاستيعاب أعداد أكبر من الوفود بائعو الأعلام يستعدون لافتراش الميادين.. العلم الصغير ب 15 جنيهًا والكبير ب 30 جنيهًا خبر سار انتشت له قلوب المصريين منذ عدة أيام بعد وقوع الاختيار على مصر لاستضافة كأس الأمم الأفريقية 2019، عقب تفوق ملفها على منافسه الجنوب إفريقى، فى التصويت الذى جرى بالعاصمة السنغالية داكار، لتتفوق مصر على الكاميرون، التى سُحب التنظيم منها، لتصبح مصر بذلك أول دولة تستضيف البطولة بنظامها الجديد الذى يضم 24 منتخبًا بدلًا من 16 كما كان عليه الوضع فى الدورات السابقة. فبينما الشباب تستعد لحضور المباريات والقائمين على كرة القدم فى مصر يستعدون لتجهيز الملاعب والاستراحات لاستضافة الوفود، هناك آخرون تنتابهم فرحة من نوع آخر، تغلفها لغة العمل وحساب الأرباح والخسائر بقيمة الأصفار والأرصدة وليست الأجوال وضربات الجزاء. يأتى فى مقدمتهم بائعو الأعلام وأصحاب المقاهى، والشركات السياحية، والفنادق وغيرها من الأمور التى تجعل من كأس الأمم الإفريقية المقبل صفقة كبيرة، فى السطور القليلة المقبلة نعرض أنواعًا مختلفة من بيزنس المستفيدين من استضافة مصر لكأس الأمم الإفريقية فى عدة مجالات مختلفة.
تجارة الأعلام «يارب النصر لمصر» جملة يرددها كريم الطفل الذى لم يكمل عقده الثانى بعد وقد اعتاد أن يقف بميدان مسجد مصطفى محمود ليبيع الأعلام فى المناسبات الكروية المهمة، موضحًا أن الأمر بالنسبة له هواية قبل أن تكون عملًا، فهو يشعر بفرحة شديدة عندما يشترى منه المارة ويرددون هتافاته، كما أنه يرى فى نفسه أيقونة خير وحظ، ففى أثناء المباريات المحلية دائمًا ما يفوز الفريق الذى يبيع أعلامه ويشجعه، وهناك زبائن تأتى له خصيصًا لتشترى منه الأعلام دون غيره.
أما صلاح الواقف فى ميدان التحرير حاملًا بإحدى يديه كمية من الأعلام الصغيرة، وفى يده الأخرى يحمل علمًا يلوح به فى وجوه المارة، اعتاد مخاطبة المارة ومناقشتهم فى نتائج المباريات السابقة، موضحًا أنه يبيع العلم الصغير ب 10 جنيهات، والكبير ب 25 جنيهًا، وهو مبلغ ثابت اتفق البائعون عليه فيما بينهم، وعلى الرغم من ذلك هناك من يخالف هذه التسعيرة من بعض البائعين حديثى العهد فى المهنة، فربما يرتفع الثمن ليصل إلى 15 جنيهًا للعلم الصغير، و30 جنيهًا للكبير. يؤكد صلاح أنه وزملاءه بدأوا من الآن تقسيم الدول المشاركة فى البطولة ليطبعوا الأعلام المطلوبة من الآن، حتى لا يبتزهم أصحاب المطابع. على الرغم من رفض صلاح الإفصاح عن سعر طباعة العلم الواحد سواء الصغير منه أو الكبير إلا أنه أوضح أن المكسب يعد مجديًا.
وافقه الرأى عم سيد أقدم بائع للأعلام بمنطقة حلوان، والذى يرى أن الأفضل بالنسبة له طباعة الأعلام فى إحدى المطابع التى يعرفها منذ زمن بعيد يملكها أحد أقاربه، فيحصل على خصم كبير يمكنه من طباعة أكبر عدد ممكن بأقل تكلفة، مؤكدًا أن الأمر يعد موسمًا للعمل، وهو فى الأساس يعمل كبائع متجول لأغطية السيارات، ويقف فى الإشارات العمومية طوال العام، إلا أن تجارة الأعلام تعد ذات مكسب أكبر بأقل مجهود ممكن.
المقاهى تستعد المقاهى والكافيتريات لافتراش مساحة كبيرة من الأرصفة وتعليق شاشات العرض الكبيرة، لتلتف حولها كراسى ومنضدات كثيرة، تتعامل معها بالإيجار طوال فترة عرض المباريات. فى وسط البلد وتحديدًا شارع محمد محمود، يقول «سعيد محمود» أحد عمال مقهى شهير هناك إن الزبائن تتضاعف خلال فترة عرض مباريات البطولات والمسابقات العالمية وحتى المحلية، ومن الطبيعى أن يتعامل أصحاب المقاهى والكافيتريات بشكل احترافى مع الوضع، ليس من باب الاستغلال وإنما من باب تحقيق المنفعة، موضحًا أن الكرسى يتم تأجيره طوال الفترات السابقة بمبلغ يتراوح ما بين 20 – 25 جنيهًا، ومن المؤكد زيادة المبلغ خلال عرض مباريات كأس الأمم الإفريقية، موضحًا أن سعر الكرسى شامل حصول «الزبون» على مشروب بشرط ألا تخرج دائرة المشروبات عن الشاى والقهوة والمياه الغازية. وافقه الرأى «محمد عصفورة» صاحب مقهى شهير بشارع السودان موضحًا أن الشباب على استعداد لدفع مبالغ أكثر فى سبيل مشاهدة المباريات، منوهًا أن الأسعار تتفاوت وفقًا للمنطقة، وأن الشباب أكثر إقبالا على مقاهى المناطق الشعبية، وهو يرى أنها أقل جشعًا من الكافيتريات باهظة الثمن، أو كما يطلقون عليها المُكيفة، والتى تطلب منهم رسوم دخول المكان بخلاف مشروباتهم وثمن خدمتهم فى المكان، مؤكدًا أنهم يتكبدون أيضًا مبالغ كبيرة طوال مواسم عرض البطولات الكبرى متمثلة فى الكهرباء الإضافية والكراسى وغيرها. لم تكن المقاهى الشعبية فحسب التى وضعت تسعيرة لمباريات كأس العالم، بل اتسع الأمر للحجز المسبق، وهو ما حدث بنادٍ شهير بمنطقة المعادى، حيث تقول «عايدة محمد» أحد أعضاء نادى «و. د» أنها اعتادت فى المباريات الكبيرة السابقة أن تحجز مكانها قبل المباراة بيوم أو أكثر، وهو ما كانت تفعله خلال عرض مباريات كأس العالم 2018، لكى تتمكن من الجلوس فى مكان مميز من الشاشات على الرغم من أنها عضوة فى النادى، إلا أن أحد العمال هناك نصحها بضرورة الحجز المسبق حتى يتسنى لها رؤية المباراة كما تريد. السياحة آلاف الوفود تنتظرها مصر خلال بطولة كأس الأمم الإفريقية ما بين جمهور وفنانين وسياسيين، أغلبهم سيتخذ من الفنادق سكنًا له خلال فترة تواجده فى مصر، كما سيقومون بجولات سياحية للتمتع بأوقاتهم والتعرف على أبرز المعالم السياحية، وهو ما يقع على عاتق السياحة المصرية بعبء كبير، ومن المتوقع أن يعود بالنفع بزيادة الدخل القومى وانتعاش الاقتصاد. جدير بالذكر أن الفنادق الصغيرة بدأت بالاستعداد من الآن لتوفير أماكن جيدة لاستضافة الوفود، وذلك من خلال إعادة ترميم الفنادق المتهالكة بمنطقة وسط البلد، وإعادة طلائها، كما أعلنت فنادق أخرى عن حاجتها لموظفين لشغل وظائف علاقات عامة يجيدون لغات بمرتبات مجزية، فيقول سعيد عبدالله صاحب فندق «السعادة» بمنطقة وسط البلد، أنه ليس جميع الوافدين لمشاهدة مباريات كأس الأمم الأفريقية قادرين على الإقامة فى فنادق كبيرة، موضحًا أن فندقه 3 نجوم ويقدم خدمات جيدة بأسعار تناسب الجميع وقريب من ميدان التحرير، وهو ما يسهل الحركة والمواصلات لنزلائه. أما فيما يتعلق بترتيبات الدولة يقول عاطف عجلان عضو غرفة شركات السياحة، فى أحد تصريحاته على الفضائيات خلال الأيام القليلة الماضية، إن قطاع السياحة هو أكثر المستفيدين من تنظيم مصر لبطولة أمم أفريقيا، وتواجد 24 منتخبًا فى مصر خلال فعاليات البطولة، التى تنطلق فى يونيو المقبل، وهو ما يعد تحديًا كبيرًا للغاية أمام الدولة والقطاع السياحى، مؤكدًا ثقته فى قدرة الدولة على إخراج البطولة فى أفضل صورة ممكنة، والتنظيم على أعلى مستوى وتجهيز المنشآت بشكل جيد. وأوضح أن قطاع السياحة قادر على تقديم شكل مختلف تمامًا عن الموجود حاليًا وعما كان موجودًا خلال الفترة الماضية، خاصة أن البطولة ستؤثر على المدى البعيد بانتعاش السياحة المصرية وحدوث طفرة كبيرة، باعتبارها واحدة من أكبر البطولات العالمية، فضلًا عن الأرباح المادية خلال البطولة، منوهًا بأن الأمر لا يتعلق فقط بملاعب كرة القدم وجودة التنظيم، ولكن الأمر يحتاج لتحويل شوارع القاهرة إلى كرنفال عالمى كبير، مؤكدًا أن غرفة شركات السياحة ستبدأ الاستعداد السريع من خلال عمل مكثف، لإيصال صورة للعالم بأن مصر آمنة ومستقرة وتغيرت كثيرًا من العام 2006، الذى استضافت فيه مصر بطولة كأس الأمم الإفريقية، مشيرًا إلى قدرة الفنادق على استيعاب أعداد أكبر مما يتوقع حضورها.