رحل الأنبا بيشوى مطران دميانة وكفر الشيخ، والذى يعتبر مهندس المحاكمات الكنسية للرهبان وصندوق أسرارها، حيث كان سكرتير المجمع المقدس أثناء وجود الراحل البابا شنودة الثالث. الأنبا بيشوى حاصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة الإسكندرية سنة 1963، وذلك قبل أن يترهبن فى دير السريان عام 1969، وشغل منصب سكرتير المجمع المقدس فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى الفترة بين 1985 وحتى عام 2012. وكان «بيشوى» الملقب بالرجل الحديدى مسئولًا عن الحوار اللاهوتى بين الكنيسة الأرثوذكسية والكنائس الأخرى، ومثل الكنيسة فى كثير من الحوارات اللاهوتية، وكان قبل نياحته بساعات عائدًا من لقاء مسكونى عقد بمقر بطريركية الأرمن الأرثوذكس فى أرمينيا. وشغل منصب رئيس أكثر من لجنة فى المجمع المقدس بالكنيسة ومن بينها «لجنة الإيمان والتعليم والتشريع - لجنة شئون الإيبارشيات - لجنة شئون الأديرة - لجنة العلاقات الكنسية (المُقَرِّر) - لجنة الرعاية والخدمة» حيث خاض العديد من المعارك، خاصة فى عهد الراحل البابا شنودة. وكانت أبرز معاركه على الإطلاق ضد رواية «عزازيل» للكاتب الكبير يوسف زيدان، حيث اتخذ أكثر من وسيلة فى حربه ضد الرواية التى اعتبرها المطران الراحل مسيئة للديانة المسيحية على طريقة دان براون فى روايته شفرة دافنشى، ولم يدخر سلاحًا فى حربه تلك، فأصدر بيانًا مناهضًا للرواية، وألف كتابًا يفند فيه الأفكار التى تضمنتها الرواية، كما دشن حملة على موقع الفيديو «يوتيوب» بث من خلالها العديد من المقاطع المصورة للرد على الرواية المشهورة. ولم تتوقف معارك الأنبا بيشوى مع الأطراف من خارج الكنيسة، فكان من المعروفين بالحرس القديم للبابا شنودة أو التيار المحافظ داخل الكنيسة، فكثرت معاركه بعد تولى البابا تواضروس الثانى وتجليسه على كرسى الكرازة المرقسية، حيث أعطى بعض الحرية فى الكتابات والآراء وفتح باب الحوارات مع الطوائف الأخرى، فحميت المعارك حول قضية «تناول المرأة»، ما سبب انقسامًا داخل الكنيسة القبطية بين رجال الصف الأول من الأساقفة فقاد حربًا ضد الهرطقات، وما أن ألف الأنبا بيفنوتيوس مطران سمالوط وتوابعها كتابًا يبيح فيه تناول المرأة القبطية، حتى اشتعلت معركة كان فيها الأنبا بيشوى قطبها الآخر، فأصدر كتابًا يرد فيه وأتبعه بدراسة بحثية. وكان من بين المحاكمات التى قادها الأنبا بيشوى للأساقفة: الأنبا إيساك الأسقف المساعد بالقليوبية سابقًا، وأسقف عام البحيرة حاليًا، والأنبا أمونيوس أسقف الأقصر، والأنبا متياس أسقف المحلة، والأنبا تكلا أسقف دشنا، كما تولى محاكمة الدكتور جورج حبيب بباوى الأستاذ بالكلية الإكليركية إلى أن تم عزله من الكنيسة عام 2006.