معركة ضخمة تستقبلها البيوت المصرية بداية كل عام دراسى، ولا تمر قرارات وزارة التربية والتعليم مرور الكرام على أولياء الأمور، ولكن هذا العام كان عام التحديات مع تطبيق النظام الجديد، ووقف تراخيص الكتب الخارجية، ومع ارتفاع أسعارها لجأ أولياء الأمور لإنعاش سور الأزبكية من جديد.. أما الدعوة السلفية فاعتبرت العام الدراسى الجديد موسماً مهماً لاستقطاب الشباب. «الفجالة » تتحدى قرار وزير التربية والتعليم ب «تاتا ».. وارتفاع بورصة الكتب الخارجية المستعملة بالأزبكية أعلنت «الفجالة » )أكبر سوق للكتب الخارجية فى مصر( العصيان على قرار الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، بوقف ترخيص إصدار الكتب الخارجية ل كى جى 1 وكى جى 2 وأولى ابتدائى، فى مقابل استمرار الترخيص لما بعد الصف الثانى الابتدائى، وتحدت القرار ببيع كتاب «تاتا » المخصص لمرحلة رياض الأطفال. ويؤكد تجار الفجالة أنه لم يتم إصدار أى كتب خارجية للصف الأول الابتدائى حتى الآن. على الرغم من وعد الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم، بأن نظام التعليم الجديد سيكون الكتاب المدرسى وافيًا ولن يحتاج الطالب أكثر من المنهج المقرر الذى سيؤهله لاجتياز امتحان نهاية العام دون احتياج كتاب خارجى، إلا أن أولياء الأمور مازالوا غير متقبلين الأمر، وتقول «هبة عثمان » إحدى أولياء الأمور قائلة: لدى ثلاثة أطفال فى مراحل التعليم المختلفة الأكبر بالصف الأول الإعدادى والأصغر فى كى جى 2، والحقيقة أننى أعتمد على الكتب الخارجية من أجل المذاكرة لهم بنفسى وعدم اللجوء إلى جشع الدروس الخصوصية، خاصة أن زوجى يرفضها، وأنا حالى كباقى أولياء الأمور لن نصدق أن النظام التعليمى الجديد كافٍ للأطفال حتى نرى المناهج بأنفسنا، فيما عدا ذلك فالكتب الخارجية هى منقذنا الأول. المدرسون بالمحافظات يفشلون فى تطبيق النظام الجديد وصلت أسعار الكتب الخارجية بسوق الفجالة إلى 250 جنيهًا فى مرحلة الثانوية العامة، أما كتب المرحلة الإعدادية فتتراوح ما بين 40 جنيهًا مثل «الأضواء » فى اللغة العربية بينما مادتى الرياضيات والعلوم للغات فبلغ سعر كتاب الأضواء الواحد إلى 178 جنيهًا، وفى المرحلة الابتدائية كان سعر كتاب «المعاصر » فى مادة اللغة الإنجليزية للصفين الخامس 94 جنيهًا. تقول ميار عبد الرحمن، طالبة بالصف الثالث الإعدادى بمدرسة قورص شمال محافظة المنوفية: إن الكتب الخارجية هى الملاذ الآمن بالنسبة للطلبة، ولا يمكن التوقف عن شرائها مهما ارتفعت أسعارها، نظرًا لشرحها الوافى الذى يساعد الطلبة على الفهم والحصو على أعلى الدرجات فى الامتحانات خاصة لاحتوائها على نماذج كثيرة ومختلفة للامتحانات يتدرب عليها الطالب على مدار العام الدراسى مما يجعله على دراية كاملة بكل الأسئلة غير المتوقعة والتى لا تخطر على بال المدرسين، مشيرة إلى أن المدرسين فى أغلب الأحيان فى المجموعات والدروس الخصوصية لا يقبلون طالبًا من دون كتاب خارجى يحدده بنفسه ويلزم الطالب بشرائه وذلك لاعتماده عليه فى طريقة الشرح. سور الأزبكية صاحب أحد الكتب الخارجية: لم نتفهم رؤية الوزير حتى الآن وآليات التطوير مع ارتفاع أسعار الكتب الخارجية الجديدة، لجأ الكثير من أولياء الأمور إلى سور الأزبكية توفيرًا للنفقات، ما جعل هذا السوق يشهد رواجًا وتعلو فيه بورصة الكتب الخارجية المستعملة. يقول عادل كارم، أحد أولياء الأمور، فوجئت بأسعار الكتب الخارجية الجديدة فى سوق الفجالة، ونظرًا لكونى أب ل 4 أطفال فى مراحل تعليمية مختلفة على تلك الأماكن، وبالفعل وجدت كتبًا خارجية مستعملة تبدأ أسعارها من10 إلى 20 جنيهًا تختلف الأسعار حسب حالة الكتاب وحسب المرحلة التعليمية فتكلفت كتب طفلى فى الصف الخامس الابتدائى 160 جنيهًا فقط أما ابنى فى الصف الثانى الإعدادى 190 جنيهًا، أما أبنائى فى أولى وثانية وثالثة ثانوى فمضطر أن أشترى لهم كتبًا جديدة. أما أمانى محمود، فلجأت إلى حيلة مختلفة للحصول على كتب خارجية بأسعار مخفضة، وتوضح: فشلت فى شراء كتب خارجية مستعملة استعماًل بسيطًا، وكانت لأن أغلبها فى سور الأزبكية مستخدم بشكل سيئ وبها كتابة كثيرة ومن هنا جاءت الفكرة فى البحث عن أوائل الصف الثالث الإعدادى والحصول على كتبهم الخارجية، وذلك لقدرتهم على الاحتفاظ بالكتب فى شكل يسمح باستخدامها مرة تلو الأخرى، وتشير إلى أسباب إصرارها للحصول على الكتاب الخارجى لأنه يغنى الطالب عن الكتاب المدرسى، وفى بعض الأحيان عن الدروس الخصوصية المكلفة، فضلآ عن تميزه بمحتوى وافر من المعلومات يساعد الطالب والأسرة على جعل المعلومة أسهل حيث يحتوى كل درس فى الكتاب الخارجى على أكثر من طريقة من التى يذكرها الكتاب المدرسى وهذا يساعد الطالب فى سرعة الإدراك والفهم. يشير عاشور عيد أحد بائعى الكتب المستعملة بالأزبكية، إلى أن ارتفاع أسعار الكتب الخارجية الجديدة أدى إلى انتعاش حركة البيع للكتب الخارجية المستعملة بل زادت بورصتها أيضًا واستطعنا بيعها بأسعار أعلى مما كانت عليه فى الأعوام الماضية، كما أن الإقبال الشديد على الكتب المستخدمة دفعنا إلى العمل على فرز وترتيب الكتب حسب الجودة فالكتب التى تصلح للتدريس يتم وضع سعر محدد لها والكتب التى لا تصلح يتم توزيعها على أصحاب المحلات. ويوضح عبد الخالق منصور أحد بائعى الكتب المستعملة، أنهم لجأوا إلى بعض الشباب السريحة من أجل الحصول على الكتب الخارجية فى الأقاليم من المدرسين ومن المنازل ليتم محاسبتهم عليها بالكيلو حيث بلغ ثمن الكيلو الواحد 2جنيه، ثم يخضعونها إلى الفرز بشكل جيد للحصول على الكتب الصالحة للاستخدام مرة أخرى ليتم بيعها داخل المكتبات من جديد بأسعار تتراوح ما بين 10ل 20 جنيهًا لأفضل كتاب. يعلق الدكتور أحمد إبراهيم، عضو اتحاد الناشرين بمكتبة نهضة مصر وصاحب كتاب الأضواء، على قرار وزير التربية والتعليم قائلآ: لم نتفهم رؤية الوزارة بعد، ربما لديها آلية للتطوير ولكن منحتنا تراخيص كتاب الفصل الدراسى الأول، وحجبت تراخيص كتب مرحلة التطوير، أيضًا كتاب يخص الصف الأول الابتدائى وكتابين يخصان الصف الثانى الثانوى، ولم نعلم بعد هل ستتراجع فى القرار أم ماذا بعد، أما عن الذين يلجؤون لسوق الكتاب القديم أو المقلد، فهم يخسرون دون جدوى وذلك لتغيير المهج شبه كاملآ.