تحل اليوم الذكرى الرابعة لميلاد نجم الكوميديا الفنان الرابع سعيد صالح، الذى ولد فى مثل هذا اليوم عام 1939م في حي السيدة زينب بالقاهرة، لعائلة متوسطة الحال وكان والده أزهريًا ويعمل في شركة الغاز، وحصل على ليسانس الآداب من جامعة القاهرة عام 1960م ظهر عشق صالح للفن منذ طفولته فحرص على المشاركة في التمثيل على المسرح المدرسي، حتى وصوله للمرحلة الجامعية، إلى أن اكتشفه الفنان حسن يوسف، وقام بتقديمه على مسرح التليفزيون. انطلاقته الحقيقية جاءت عقب نجاحه في مسرحية "مدرسة المشاغبين" التي فتحت له أبواب النجومية. قام بتأسيس فرقة "مصر المسرحية" عام 1984، والتي نجح من خلالها في تقديم ثلاثة عروض متميزة ساهم فيها بالتمثيل والتلحين والغناء، واشتهر "سعيد صالح"، بأدواره الكوميدية في السينما والمسرح، وقدم في معظم أعماله ثنائي كوميدي بارز في تاريخ الفن المصري مع الزعيم عادل أمام، لما يتسم به أداؤه الفني من تلقائية. تعرض للحبس ثلاث مرات، ففي عام 1983م، خرج المشاغب عن النص في مسرحية "لعبة اسمها الفلوس" قائلاً: "أمي اتجوزت ثلاث مرات.. الأول وكلنا المش.. والتاني علمنا الغش.. والثالث لا بيهش ولا بينش، وقد تسببت هذه الجملة فى اتهامه بالسخرية من رؤساء مصر الثلاثة، الرئيس جمال عبد الناصر، والرئيس السادات، ومبارك، وكان فى ذلك التوقيت بداية حكم مبارك، ووجهت له تهمة إهانة الرئيس، وحكم عليه بالسجن 6 أشهر. بينما الواقعة الثانية كانت عن طريق الصدفة، بسبب "لعبة اسمها الفلوس" أيضاً، ولكن الاتهامات هذه المرة كانت بدافع الانتقام، وبدأها سعيد صالح عندما عاتب شخصًا نائمًا أثناء عرضه لإحدى المسرحيات، لتفتح القضية القديمة مرة أخرى ولكن باتهامات جديدة هي خدش الحياء العام والتدني بالذوق الأخلاقي، ليحبس احتياطيًا 7 أيام. وكانت المرة الثالثة عام 1991 حين تم القبض عليه بتهمة تعاطي المخدرات وتم سجنه لمدة عام، وهكذا أصبح سعيد صالح أشهر فنان سوابق في تاريخ الفن، وبعد أن خرج من السجن فقد رونقه. وعلى الرغم من كل ذلك إلا أن سعيد صالح أصبح أيقونة النجاح وتميمة الحظ لدى المنتجين في السينما ، حيث انهالت عليه الأعمال السينمائية، ولم يرفض أي عرض لدرجة أنه أصبح أكثر الممثلين غزارة في الإنتاج، في تاريخ السينما العربية علي الإطلاق فقد وصل عدد الأفلام الذي اشترك فيها إلى ما يقرب من 500 فيلم في سابقة لم تحدث من قبل مع أي ممثل حتى إسماعيل ياسين، وكان صالح يردد دائماً مقولة "أنا اشتركت في ربع أفلام السينما المصرية". لم يشهد الوسط الفني علاقة صداقة قوية مثل الزعيم عادل إمام وسعيد صالح فقد بدأ سويًا وانطلقت شهرتهما معًا ونجحا معًا، فقدما العديد م الأفلام سويًا، ومنها أشهرها سلام ياصاحبي، والهلفوت، وعلى باب الوزير، والمشبوه"، إلا أن عادل إمام تفوق على سعيد صالح، في ذكائه الفني الذي صنع به علاقات واسعة المدى جعلته نجم مصر الأول خاصة علاقته مع كبار المسؤولين في الدولة وجعل السينما نصب عينيه ثم المسرح. حصل طوال مشواره الفنى على العديد من التكريمات من المؤسسات الأهلية والرسمية حيث تم تكريمه في الدورة الثانية لمهرجان "المسرح الضاحك"، الذي نظمته "الجمعية المصرية لهواة المسرح" عام 1996م، ومهرجان المركز الكاثوليكي للسينما عام 2007م،بالإضافة إلى مهرجان الرواد المسرحي بدورته الثانية عام 2009م. وعن الجانب الشخصى فى حياته نجد أن صالح تزوج مرتين ، فقد تزوج قبل وفاته فتاة تصغره ب30 عامًا، وذلك بعد أن انفصل عن زوجته الأولي وأم ابنته الوحيدة. توفى فى الجمعة الأولى من أغسطس، وذلك بعد أن تدهورت صحته ودخول العناية المركزة أكثر من مرة، حيث تعرض لأزمة صحية شديدة عقب إصابته بضيق في ثلاثة شرايين تطلبت إجراء عملية قلب مفتوح، بالإضافة لإصابته بمرض السكر وجلطة في المخ.
