تحطمت العديد من الذكريات لأجيال قضوا أسعد أوقاتهم في سينما فاتن حمامة، بعد أنباء هدمها الذي أثار جدلاُ كبيراً بين الأوساط على وسائل التواصل الاجتماعي، عندما قرر ملاك العقار إنشاء بدلاً منها برج سكني، وبعد أن كانت سينما فاتن حمامة ملجأ للطلاب والشباب والأسر التي ترغب فى تمضية وقت ممتع مع أفلام كوميدية والدراميه، أصبحت مجرد أنقاض وذكرى لن تعود. كانت السينما شاهدة على مرحل مختلفة فى تاريخ الفن المصري، بعد ان تعرضت عدد من سينما "الغلابة" للإغلاق في الفترة الأخيرة، منهم سينما دوللي في شبرا، وفريد شوقي، وحديقة النصر، وكوزموز، وعلي بابا، وهليوبوليس، والكواكب، وحديقة الأهرام. وعلقت وزارة الثقافة المصرية وفقاً للخطابات السابقة الخاصة بالسينما، أن شركة مصر للتوزيع ودور العرض السينمائي المندمجة مع شركة مصر للصوت والضوء، كانت مستأجرة سينما فاتن حمامة، وسلمتها إلى ملاكها في يوليو 2002، بعد نهاية التعاقد المُبرم بين الشركة والمالك، وقد صدر أخيراً ترخيص الهدم مستوفياً جميع الإجراءات القانونية. ومن جانبة قال العميد محمد زين، رئيس حي مصر القديمة، إن سينما فاتن حمامة صدر لها بالفعل ترخيص هدم رقم 10 لسنة 2018، طبقاً للقانون 49 لسنة 1977، مؤكداً أن مبني السينما غير تابع للأثار رغم مزاعم البعض أنه تابع للأثار وذو طراز معماري، لافتاً إلي أن جهاز تفتيش البناء التابع لوزارة الإسكان أعطى ترخيص الهدم، كما أن لجنة من محافظة القاهرة فحصت الأوراق وتبين صحتها. تم افتتاح السينما فى 29 ديسمبر 1984، وتعتبر اول سينما قطاع عام يطلق عليها أسم أحد نجوم الفن المصري، وتم اختيار اسم الفنانة فاتن حمامة تقديراَ لمسيرتها الفنية وكان يطلق عليها سينما "ميراندا، وقبلها كان اسمها ربع لبة، وسينما الطلبة بسبب إرتياد الطلاب عليها، ثم اللروضة قبل أن تصبح على اسم الفنانة. ضمت السينما 1100 كرسي ومكيفة الهواء، وتم عرض فيلم عندما يبكي الرجال كأول فيلم يعرض بعد الافتتاح، دخلها السادات للتموية ليلة ثورة 23 يوليو وشاهد فيلم لعبة الست. وبدلاً من أن تعلق أفيشات الأفلام، على جدران السينما علق الحي يافطة ترخيص الهدم، الذي صدر رسميا من محافظة القاهرة، وحي مصر القديمة. وغرد الفنان محمود البزاوي على صفحته الشخصية بموقع تويتر، يدين هدم سينما فاتن حمامة، مشيراُ إلي أن السينما هي المكان الوحيد الذى كان يحمل اسم سيدة الشاشة العربية و كانت في نفس الوقت بتحمل ذكريات كل سكان حي المنيل اتهدت و هيطلع مكانها برج، متابعاً: "عشان نفضل ماشيين في سكتنا اللي دايما طريقها الخراب و هي ان مفيش حاجة ليها قيمة في مجتمعنا غير الفلوس". " وعلق "محمد عبد الوهاب" زوج الفنانة الراحلة، على قرارهدم السينما، مشيراً إلي أنه يملكها شخص من حقه أن يفعل بها ما يريد، وملكيته لها يعتبر شيء لا يمكن لأحد أن يتحدث عنه، لأن القانون هو من يقرر في مثل هذا المسائل. واوضح زوج الراحلة، أن السينما جزء من الثقافة الموجودة في البلد حاليًا، فنحن نحتاج للثقافة مثلما نحتاج للاقتصاد والتعليم وغيره، وبالتالي كل شيء يهدم جزء من تلك الثقافة، من أجل استبدالها بمول أو جراج، فهو خسارة للبلد، بحسب قوله. وأكد عبد الوهاب أن أسم الفنانه فاتن حمامة مش هيتغير لو أزيل من على جدران مدرسة أو تم هد سينما اتسمت بإسمها، معتبراً أن هدم سينما تحمل اسم فاتن حمامة، أو رفض أهل قرية وضع اسمها على إحدى المدارس إشارة إلى الواقعة التي حدثت في قرية ترسا كل هذا يسيء إلى الرافض للاسم . بينما أعرب الفنان أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، عن استيائه بقرار هدم سينما فاتن حمامة، بحي المنيل بالقاهرة، مؤكداً أن من صرح بهدم السينما وبناء برجًا سكنيًا بدلًا عنها، قد هدم قيمة كبيرة للغاية، متابعًا أنه لا يمانع الاستثمار لكن لابد من الحفاظ على السينما. وطالب "زكي" اللواء عاطف عبد الحميد، محافظ القاهرة، بأن يتخذ قرارًا بوقف الهدم، مرجحًا أن تتحرك الدكتورة إيناس عبد الدايم، لتحقيق التوازن من خلال إنشاء مشروع استثماري سكني يتضمن مجمع سينمات تحت اسم فاتن حمامة.
اقرأ أيضاً : صور| "قصر البارون".. قربان عشق مصر! قصة "جليلة" ملكة الحشيش فى مصر