حالة من الحراك السياسى تشهدها مصر فى الفترة الراهنة، بعد فوز الرئيس عبدالفتاح السيسى بالولاية الثانية، والإعلان عن التشكيل الوزارى الجديد برئاسة المهندس مصطفى مدبولى، بالإضافة إلى تحرك العديد من الأحزاب لعمل ائتلافات جديدة نتج عنها تغير فى شكل الخريطة السياسية، ومن أبرز تلك الائتلافات ما دعى إليه المهندس موسى مصطفى موسى رئيس حزب الغد والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية، بتشكيل ائتلاف للمعارضة تحت زعامته. انضمام نواب المصريين الأحرار لمستقبل وطن شو إعلامى.. ومستعدون ب 60 ألف شاب لخوض «المحليات» حان الوقت لجنى ثمار ما تم بناؤه فى السنوات الماضية.. وإحداث توازن بين الدخل والأسعار «الصباح» حاورت «موسى» حول العديد من الملفات السياسية والاقتصادية، حيث أكد أن لديه برنامج للإصلاح الاقتصادى سيقدمه لرئيس الجمهورية، وإلى الحوار. * حدثنا عن رؤيتك للمستقبل الاقتصادى؟ - المرحلة القادمة ستكون أفضل لأن ما مضى كان عملية إصلاح، وبناء لعدد من المشروعات، وأعتقد أنه حان الوقت للاستفادة منها، وجنى ثمار ما تم بناؤه فى السنوات الماضية، وما حدث فى مصر من زيادة الأسعار سوف تتراجع خلال سنة، حيث سيزداد الدخل بعد بداية تشغيل حقول الغاز الجديدة وفتح المصانع والمشروعات، وأعتقد أن زيادة الأسعار سوف تحدث ولكن بتوازن مع بداية فتح مشروعات جديدة خلال الفترة القادمة، أى نعم كان من الممكن أن تتم هذه الزيادة بتوازن، ولكن هناك أمور لا نراها، والموضوع فقط يحتاج إلى صبر. * وماذا عن الائتلاف الجديد؟ - ائتلاف المعارضة الوطنية سيسعى إلى تقييم الوضع، ومعارضة أى قرار خاطئ وفى نفس الوقت المحافظة على الدولة، فالرئيس لا يحتاج إلى معارضة للمحافظة عليه يكفيه ما حوله من قوى، ودور المعارضة هو مراقبة كل شخص بداية من الوزراء حتى الرئيس، مادام ذلك فى مصلحة الدولة. * هل ما تسعى له هو ائتلاف يضم بعض الأحزاب أم دمج؟ - فكرة الدمج مرتبطة أكثر بالشكل القانونى، وهى تعتمد على انصهار حزب داخل الآخر، وهى قانونيًا فيها بعض المشاكل، بخلاف ذلك لن يرضى حزب أن يندمج تحت اسم حزب آخر، لكن ما نسعى إليه هو ائتلاف بيننا، وبين مجموعة من الأحزاب التى تحمل نفس الرؤية. * ما هى الخطوات التى تم اتخاذها لتشكيل الائتلاف؟ - نقوم بإعداد مجموعة من المبادئ التى سوف يقوم عليها الائتلاف، وأنا أتعامل مع كل الأحزاب والقوى السياسية فى مصر، وسوف أعرض على الجميع وسنتناقش للوصول إلى نقاط اتفاق، ولكن معظم القوى تخاف من المنظور الجديد الذى أعمل به، فأنا أسمى نفسى ائتلاف المعارضة المصرية، والجميع يخشى من فكرة المعارضة، كما حدث وتم الوقوف ضدى حينما قررت خوض الانتخابات الرئاسية. * هل سيقبل تيار المعارضة الوطنية انضمام حزب مثل التيار الشعبى؟ - أنا أطرح المبادئ على الجميع، ومن يقبلها أهلًا به، ولكن مثلًا أنا أرفض قرارات مثل مقاطعة الانتخابات والقرارات التى تضر بالوطن، ولكن لا أنكر على أحد، فليكن هناك تيار معارضة آخر، فأنا لا أسعى إلى احتكار الساحة السياسية، المهم أننا نعمل جميعًا لإنقاذ الدولة وليس ضدها، لذلك فإن الائتلاف يتسم بالشجاعة وعدم الخوف، وسوف نتعامل ضد أى فكر مضاد للدولة، فلسنا معارضة ضد البلد لكننا معارضة مع الدولة. * كيف ترى ما يحدث من تدافع القوى الوطنية نحو حزب مستقبل وطن؟ - لأن هذا هو فكر الدولة حيث يوجد أحزاب فى البرلمان، تسمى نفسها أحزاب مع الدولة، تقف معها فى أى قرار ولا تعارضها، كمستقبل وطن وائتلاف دعم مصر، وهو بالفعل يسعى لأن يكون حزب الأغلبية، لأنه لا يوجد حزب الآن لديه أغلبية، فالوفد كأقدم حزب فى مصر ليس لديه أغلبية ولا النور ولا غيره، لكن الغد هو الوحيد الذى أخذ موقفًا مع الدولة بترشحى لرئاسة الجمهورية، لأننا نحتاج إلى الحزب الذى يأخذ مواقف كما فعلنا وليس حزب أغلبية غير مؤثر. * على ذكر الانتخابات.. كيف ترى النسبة التى حصلت عليها فى الانتخابات؟ - أنا حصلت على حوالى 700 ألف صوت، ولكن ال 25 مليون صوت الذين انتخبوا الرئيس السيسى ليسوا ضدى، بل يحترمونى كثيرًا لكنهم اختاروا الرجل القوى الذى يستطيع إدارة مصر فى هذه الفترة، بالإضافة إلى أننى لم أستطع أن أقدم الدعاية الانتخابية الكاملة، فأنا رئيس مجلس القبائل العربية وكلهم معى، ولكنهم لم يعطونى أصواتهم لأنهم خافوا أن يأخذوا موقفًا معينًا، ويُحسب عليهم أنهم ضد الدولة والرئيس، بالإضافة إلى قلة ظهورى الإعلامى بسبب موقف بعض القنوات التى كانت لا تستضيفنى خوفًا من أن يتم فهم موقفهم على أن هذا ضد الدولة، ولكن دعنا نقول إن شعبية حزب الغد ورئيسه زادت بعد الترشح للرئاسة مائة مرة، ويوجد إقبال كثير على الحزب ودخول العديد من الأعضاء الجدد. * ما هى استعدادات حزب الغد للانتخابات المجالس المحلية القادمة؟ - لدينا 60 ألف شخص جاهز لخوض انتخابات المحليات القادمة حال صدور القانون، الذى أعتقد أن سبب تأخيره هو بعض الإجراءات القانونية والأمنية لتأمين الوضع، لأن المحليات هى أساس وعصب الدولة، وكما قولت إننا سوف ننزل ب 60 ألف شخص، ولكن واقعيًا نستهدف 15فى المائة من مقاعد المجالس المحلية. * كيف ترى تغيير بعض النواب لصفتهم الحزبية وانتقالهم من حزب لآخر؟ - ما حدث هو إعلان هؤلاء النواب فقط، ولكن فعليًا لا أعتقد أنهم غيروا صفتهم الحزبية إلى الآن، كما أنه لا يوجد معارضة الآن داخل المجلس، فالوفد لا يتخذ أى موقف معارض، ولا يستطيع أحد من النواب أن يتحدث عن انتقال زملائهم من حزب لحزب ويقول إن هذا غير دستورى، لأنه هذا يعتبر اتجاه للدولة، فكل النواب لن يخرجوا عن بوتقة الدولة، وبالفعل حينما حدثت الانتخابات جاءت بنواب مع الدولة والرئيس، أما سكوت بعض النواب عن القول بأن تغيير الصفة الحزبية يعتبر إبطالًا للعضوية فأنا أعتقد أنهم يبحثون لها عن حل ومخرج دستورى وقانونى، ولكن لابد أن يتم تطبيق الدستور على الجميع، رغم أنه فى حالة تطبيقه لابد من موافقة ثلثى المجلس على قرار إبطال العضوية، وهذا لن يحدث لأنهم كما قولت جميعهم مع الدولة، وأؤكد على أن نواب المصريين الأحرار لم يقوموا بتغيير صفتهم الحزبية، وكل هذا يعتبر شو إعلامى، بما فيهم رئيس الكتلة البرلمانية للمصريين الأحرار علاء عابد، حيث أعلن انضمامه لمستقبل وطن، ولكن لم يغير صفته الحزبية إلا بعد تعديل الدستور والقانون. * كيف ترى المطالبات بتعديل الدستور ومد فترة الرئاسة؟ - أعتقد أن الدستور محسوم، والرئيس نفسه لا يريد ذلك، لكن لو كان هناك مطلب شعبى فالموضوع يختلف، فسوف يتم تقديم طلب لمجلس النواب وبعد موافقة المجلس سيتم عمل استفتاء شعبى، وغالبًا سيأتى بالموافقة ولكننا ضد هذا التعديل حتى لو حدث بالطريقة القانونية، وأعتقد أن الرئيس هو الآخر ضد ذلك. * هل مازالت الدولة توفر لك حراسة مثلما كان يحدث أيام الانتخابات؟ - بالفعل مازالت الحراسة موجودة، بل أكثر لأننى أصبحت شخصية عامة، وأرى أن الأجهزة الأمنية تخاف أن يحدث لى شىء ويحسب على الرئيس أو الدولة، وبالتالى الحراسة موجودة. * كيف ترى تقديم أحد النواب قانون لمراقبة الدخل المالى للأحزاب؟ - أنا مع ذلك قلبًا وقالبًا لمزيد من الشفافية، وخاصة أننا كحزب الغد كان لدينا مشاكل مثل ذلك فى حقبة أيمن نور، حيث حصل على العديد من التمويلات الخارجية دون علم أحد.. وبخصوص تمويل الحزب يكون عن طريق عرض الموضوع على أعضاء الحزب وتحديد المبلغ المطلوب وفيما سيتم صرفه، وماذا يستطيع كل عضو أن يقدم ولا نمانع من أى دعم للحزب من أعضائه دون قيد أو شرط، كما حدث كمثال مع تبرعات تركى آل الشيخ للأهلى، فلا يجوز أن تفرض على أن أصرف هذا التبرع تحت شروط المتبرع، ومن قبل أى تبرع مشروط لابد أن يُفصل، ولكن التبرعات سواء للأحزاب أو أى مؤسسة لابد أن تكون ضمن رقابة المؤسسة المالية للحزب دون قيد أو شرط من المتبرع.