«مها»: أقسط ثمن الشبكة للشباب غير القادر.. وأنزل مع العروسين لشرائها تجنبآ الربا بعد غلاء الأسعار وارتفاع تكاليف الزواج بدرجة تفوق تحمل الشباب لها، بدأ فى التحايل على جنون الأسعار، وخصوصًا الشبكة والتى تعد من عادات وتقاليد الأسرة المصرية، فلجأ البعض لتقليل جرامات الشبكة لتحتوى على دبلة وخاتم فقط، ولجأت محلات الذهب إلى بيع الشبكة بالتقسيط، وظهرت بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى لتأجير شبكة العروسة. لتظهر بعض السيدات اللاتى يعملن فى البيع بالتقسيط، لمساعدة الشباب المقبل على الزواج وتقسيط ثمن الشبكة له مقابل إيصال أمانة. تقوم فكرة التقسيط على سيدة تريد استثمار أموالها، قد تبدأ بمبلغ ضئيل نسبيًا، ثم يرتفع كلما زاد زبائنها، فمثلاً تريد سيدة أن تشترى ملابس لأولادها، فتشترى لها هذه السيدة الملابس وتقسط المبلغ على أقساط شهرية، ووصلت هذه الفكرة لتجهيز العروسة أو فرش شقة بالكامل أو شراء شقة لمساعدة المقبلين على الزواج مقابل أقساط شهرية لتنتهى بتقسيط الذهب. «مها» سيدة تبلغ من العمر 45 عامًا، وإحدى المشتغلين بالتقسيط، تقول إنها بدأت فكرة تقسيط الشبكة منذ سنتين وذاع صيتها فى الفترة الأخيرة، فبدأت الفكرة حين تحدثت معها إحدى جيرانها عن ابنها الذى يريد أن يخطب فتاة ولكنه لن يستطيع أن يشترى الشبكة، ولا العفش، فعرضت عليها مها أن تشترى له الشبكة مقابل أقساط يدفعها لها. وتقول مها إن الفكرة انتشرت من خلال ابنتها التى تعمل بالتدريس، وإخبار المعلمات بفكرة التقسيط، فكل يخبر معارفه من الأهل والجيران حتى انتشرت الفكرة التى تقوم من الأساس على مبدأ الثقة بين الشارى والمشترى. وتضيف أن أم العريس أو أخته تأتى لبيتى لكى تعرف الشروط والمبلغ الذى تريده تقريبًا، ثم يأتى بعدها العريس ليكتب إيصال أمانة ويبصم عليه أيضًا لضمان حقها، ليدفع أول قسط بعد زيادة الفائدة وتتراوح بين 500 جنيه إلى ألف جنيه، أما الفائدة فتكون بنسبة زيادة 30فى المائة على المبلغ الأصلى والذى يتراوح بين 5 آلاف جنيه وحتى عشر آلاف جنيه، ويقسط المبلغ على عشرة أشهر، وتضيف أنه توجد سيدات تضع فائدة أكثر من ذلك وتقلل من شهور الأقساط، ولذلك تبحث أم العريس أو أخته عن أفضل عرض موجود من قبل سيدات التقسيط. وتقول مها إنها تنزل بنفسها مع أهل العريس والعروس، على أنها من أهل العريس لشراء الشبكة، ولا تعطى العريس المال مباشرة وذلك حتى تتقى وضع نفسها فى خانة الربا، ولكى تطمأن من أن الرجل سيشترى بها شبكة ولن يصرف الفلوس فى شىء آخر. أما عن تهرب البعض من دفع الأقساط بعد ذلك، فتقول إنها تعتمد على أصحاب الثقة والجيران الذين تقسط لهم وأيضًا تمضى العريس على الإيصال حتى لا يتنصل منه بعد ذلك، وهذا ما حدث مع سيدة أخرى تقسط الشبكة ولكنه لم يمض على إيصال الأمانة وهرب بعدها وتنصل من إيصال الأمانة. وتكمل أن العريس يأتى بعد ذلك ليقسط عفش بيته كله من غرف النوم ومستلزمات تجهيز الشقة، فهى تفرش شقق عرسان بالكامل، كما تشترى جهازًا للعروسة بالقسط، فالعرسان يلجؤون إليها بسبب الثقة فى المقام الأول، وأن أيضًا نسبة الفائدة تكون أقل بكثير إذا اشترى العريس العفش بالتقسيط من المحلات. وتقول إسراء إنها عرفت فكرة تقسيط الشبكة من الجيران الذين قسطوا شبكة ابنهم أيضًا، لتذهب إلى سيدة التقسيط هى ووالدتها ويتفقون على شراء دبلة ومحبس وخاتم، على أن يحددوا المبلغ بعد الشراء، لتنزل معهم السيدة دون علم أهل العروسة أن شبكة ابنتهم بالتقسيط، وذلك لعدم وضع أخيها فى موقف محرج بالنسبة لهم. بحذر شديد تحدث أحمد -اسم مستعار- 30 عامًا، يعمل «طيار» لإحدى محلات الطعام، فيقول إن الأمر يسبب إحراجًا كبيرًا بالنسبة له فبعد أن بلغ عمره 30 عامًا لا يستطيع أن يدخر ثمن شبكة بسيطة لخطبة الفتاة التى أحبها، فمرتبه لا يتجاوز الألفين جنيه، والذى يكاد يكفيه ويكفى أقساط الجمعيات، بجانب ارتفاع أسعار الذهب كل فترة، فكلما ادخر مبلغًا من المال يزداد سعر كل شىء ويقل قيمة المال الذى يدخره، لذلك لجأ إلى تقسيط الشبكة بعدما اقترحت عليه والدته هذا الأمر، وذلك دون أن تعلم خطيبته بالأمر.