«الفانوس الرقمى» يفشل فى إنعاش الأسواق قبل الشهر الكريم يكسوه الخشب تارة والزجاج تارة أخرى، يعلوه مِقبض دائرى يُحمل منه، يحمل بداخله قطع موسيقية مسجلة، تخرج بالضغط على زر جانبى، ليصحب صوتها ألوان متحركة.. إنه «فانوس رمضان» الذى يعد من أهم مظاهر شهر رمضان، فلا يخلو منه أى منزل مصرى، باختلاف أحجامه وأنواعه وأشكاله، وتتزيين به كل شوارع مصر فى الشهر الكريم، ليجمع بين الفقراء والأغنياء، ويضيئ الأحياء الراقية والمناطق الشعبية على السواء. ورغم المكانة الكبيرة التى يشغلها الفانوس لدى المصريين، فإن ارتفاع الأسعار لم يترك للفرحة بابًا إلا وأغلقه، حيث بات من الصعب على رب الأسرة أن يشترى لأبنائه الفوانيس التي تعودوا على اللهو بها مع قدوم رمضان، لتضيع فرحتهم بالأيام المباركة. «لو صممت على شراء الفانوس ستُحرم من مصروفك الشهرى»، تلك الجملة قالها الأب «أحمد مدبولى» لابنه «محمد» 13 عامًا، وهو يقف أمام أحد محلات الفوانيس بمنطقة وسط البلد، مشيرًا بإصبعه لأحد الفوانيس الذى يصل سعره إلى 400 جنيه. «أحمد» أكد ل«الصباح» أن الظروف المادية للأسرة لا تكفى لدفع 400 جنيه لإسعاد نجله «محمد»، وهو أخ لطفلين آخرين، سيختارا أيضًا فانوسيهما بنفسيهما، متسائلًا: كيف لأسرة أن تتكبد كل تلك المبالغ تحت بند الفوانيس وحده فى ظل ارتفاع أسعار كل السلع تقريبًا؟!. أما «خالد علاء الدين» تاجر الفوانيس بمنطقة السيدة زينب، فقال: «ألاحظ ركودًا وتراجعًا كبيرًا فى عدد المترددين على المحل مقارنة بالأعوام الماضية، بسبب ارتفاع أسعار الفوانيس، خاصة أن معظمها مستورد من الصين والهند، حيث يتراوح سعر الفانوس الصاج ما بين 120 و160 جنيهًا وفقًا للحجم. أما الفانوس الصاج الصغير فيصل سعره إلى 100 جنيه، وهو يصدر أصواتًا وإضاءة، فى الوقت الذى يبلغ فيه سعر فانوس مينمار الذى يصدر إضاءة فقط إلى 70 جنيهًا، أما فوانيس الشارع الكبيرة فيبلغ سعر الواحد منها 800 جنيه». «صلاح غلب فيفي».. هذا ما قاله «عبد الإله السعيد» تاجر فوانيس بجوار مسجد السيدة زينب ضاحكًا، وهو يوضح أن سعر الفانوس المصنوع على شكل الراقصة فيفى عبده يبلغ 100 جنيه، فى الوقت يصل فيه سعر فانوس اللاعب محمد صلاح إلى 200 جنيه. وأضاف «السعيد» أن الأطفال الذكور من سن 10 إلى 14 سنة يقبلون بشدة على فانوس «صلاح»، أما البنات فالوضع مختلف بالنسبة لهن، حيث ظهرت عرائس مصممة خصيصًا لتحل محل الفانوس لديهن، وتصدر منها موسيقى وأغانى رمضانية قديمة، وتتحرك وتمشى يمينًا ويسارًا مرددة تلك الأغانى، وهي تعد نوعًا جديدًا من الفوانيس المخصصة للفتيات، وتتراوح أسعار تلك العرائس من 80 إلى 150 جنيهًا وفقًا للخامات والأحجام، أما الفوانيس الصغيرة فعادت هى الأخرى لتنافس من جديد، وتتخذ أشكال عرائس بوجى وطمطم، وغيرهما من أبطال الزمن القديم. نوع جديد من الفوانيس ظهر مؤخرًا، يعتمد على وجود منبه مثبت بالهيكل الخارجى للفانوس، ويقبل عليه بعض الزبائن لما له من فوائد ممتدة إلى ما بعد رمضان، وهو ما أكده «شريف خير الله» الأب لطفلين، موضحًا أنه أقبل على شراء الفانوس الرقمى لأنه عملى، فبجانب أنه سيسعد أبنائه، سيساعدهم أيضًا على الاستيقاظ مبكرًا للذهاب للمدرسة، كما أن عدادًا مرفق به يعمل كمسبحة بالضغط عليه، ليحسب عدد التسبيحات التى يؤديها الفرد على مدار اليوم. إلا أن التجار أكدوا أنه رغم الفوائد العملية الكبيرة للفانوس الرقمى، فإنه لم يشهد الإقبال الذى كان ينتظرونه بسبب الأسعار، خاصة أن سعره وصل إلى 180 جنيهًا، وحجمه ليس بكبير.