السويدى والجمال وأبو زيد أبرزهم .. وعنان وحمزة وخالد على خسروا الرهان انتهت الانتخابات الرئاسية، وكالعادة فهناك رابحون وهناك خاسرون، ورغم أن المنافسة فى السباق نحو الاتحادية كان محسومًا لصالح الرئيس السيسى، نظرًا للشعبية الكبيرة التى يتمتع بها، وتأييد أغلب المواطنين لترشحه، إلا أن النتيجة النهائية تسببت فى نتائج عكسية، على بعض الشخصيات والكيانات السياسية، سواء بالإيجاب أو السلب. «الصباح» رصدت أبرز المكاسب والخسائر فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بالنسبة للشخصيات السياسية وبعض الكيانات والأحزاب، ونستعرض الرابحين والخاسرين من الانتخابات الأخيرة. يأتى على رأس الرابحين من الانتخابات الرئاسية، حملة «كلنا معاك من أجل مصر» الظهير السياسى لجمعية «من أجل مصر»، والتى انتشرت فى المحافظات خلال فترة الدعاية لتوعية المواطنين بالنزول إلى الصناديق، واستطاع مندوبو الحملة على مستوى الجمهورية حشد المواطنين للتصويت فى الانتخابات. لا يختلف اثنان على الدور الذى لعبه الائتلاف برئاسة المهندس محمد السويدى، خلال فترة الدعاية، عبر إقامة مؤتمرات انتخابية فى جميع المحافظات، علاوة على حشد المواطنين وتكثيف الدعاية، وإقامة أكثر من مؤتمر لتأييد السيسى. يعد حزب «مستقبل وطن» صاحب الشرارة الأولى فى الحملات الداعمة لترشيح الرئيس السيسى لدورة رئاسية ثانية، حيث أطلق الحزب حملة «عشان نبنيها» برئاسة المهندس محمد جمال الجارحى، عضو الهيئة العليا للحزب، من خلال جمع توكيلات فى جميع المحافظات لمطالبة «السيسى»، بخوض الانتخابات الرئاسية، ونجحت الحملة فى توحيد الشعب قبل الانتخابات الرئاسية. لم تكن الكيانات والأحزاب السياسية فقط، هم الرابحين فى الانتخابات، بل هناك شخصيات سياسية، أبرزهم المهندس محمد السويدى رئيس ائتلاف «دعم مصر» بمجلس النواب، والذى كان شعلة نشاط، بجولاته المستمرة ومؤتمراته فى جميع المحافظات، حيث كان يعقد أكثر من مؤتمر فى اليوم الواحد، وجاب جميع المحافظات، لدعم الرئيس السيسى، وحس المواطنين على المشاركة فى الانتخابات. اما طاهر أبوزيد فعلى الرغم أنه لاعب كرة قدم، إلا أنه انخرط فى العمل السياسى بعد وصوله إلى منصب وزير الرياضة قبل ثلاثة أعوام، وشارك فى تأسيس قائمة «فى حب مصر» مع اللواء الراحل سامح سيف اليزل، ثم صُعد إلى المكتب السياسى لائتلاف «دعم مصر» ليحصد لقب «مارادونا السياسى»، بعد جولاته فى جميع محافظات مصر لدعم «السيسى»، وحس المواطنين على المشاركة بالانتخابات. ودائما ما يختفى اللواء سعد الجمال عن المشهد الإعلامى فى أى محفل ديمقراطى، لكنه يشارك بقوة ونشاط مستمر، بعيدًا عن الشو الإعلامى، وهو ما حدث فى الانتخابات الرئاسية، حيث لم يكتف بالمشاركة فى مؤتمرات ائتلاف «دعم مصر»، بصفته عضوًا فى المكتب السيسى للائتلاف، بل جاب جميع المحافظات، للحشد فى الانتخابات. رغم ابتعاده عن الحملة الرسمية للرئيس عبدالفتاح السيسى كوجه شاب فى العمل السياسى، إلا أنه قام بدور كبير وفعال فى الانتخابات الرئاسية، بصفته المتحدث الرسمى باسم مجلس النواب، وعضو الهيئة العليا لائتلاف «دعم مصر»، والأمين العام لحزب «الحرية»، حيث قام د. صلاح حسب بجهود كبيرة أثناء فترة الانتخابات الرئاسية سواء فى الإعلام، أو فى المؤتمرات، أو تحت قبة البرلمان، لحس النواب على حشد المواطنين على صناديق الانتخابات. بينما السفيرمحمد العرابى ابتعد فى الفترة الأخيرة عن الهيئة العليا لائتلاف «دعم مصر» ورئاسة لجنة «العلاقات الخارجية» بمجلس النواب، إلا أن ذكاءه فى التعامل مع المشهد السياسى، جعله يكسب احترام وتقدير الجميع، سواء داخل البرلمان، أوخارجه، بعد رفضه خوض الانتخابات الرئاسية، وظهر منذ الأيام الأولى مؤيدًا للرئيس عبدالفتاح السياسى، ومطالبًا المواطنين بالنزول لصناديق الانتخابات. يأتى فى المرتبة العاشرة من الرابحين فى الانتخابات الرئاسية، أكثر من شخصية، بداية من النائب الأسبق رجب هلال حميدة، والذى كان ضمن حملة الفريق سامى عنان، بصفته عضوًا فى الهيئة العليا لحزب «مصر العروبة»، وكشف فى مؤتمر صحفى كبير عن تجاوزات عنان فى حق الدولة، ومخطط دعم دول أجنبية وعربية له مثل قطر وتركيا، ومعه أيضًا الفريق أحمد شفيق الذى تراجع سريعًا عن فكرة خوض انتخابات الرئاسة، بعد عودته من أبو ظبى، بعدما استشعر ضعف تواجده وتأييد الشارع له، وأيضًا تدارك نفس الخطر المستشار مرتضى منصور، الذى أعلن انسحابه مبكرًا من مشهد الانتخابات الرئاسية، ودعم الرئيس عبدالفتاح السيسى، بالإضافة لبهاء أبوشقة رئيس اللجنة التشريعية بالبرلمان، حيث سيحصل على العديد من المكاسب السياسية بعد دعمه للرئيس. فيما شملت قائمة الخاسرين كيانات وأشخاصًا هاجموا الدولة ودعت لمقاطعة الانتخابات، ولم تلق دعواتهم أى صدى فى الشارع. يعد المرشح الرئاسى الأسبق حمدين صباحى أبرز القيادات السياسية، التى خسرت الرهان فى انتخابات الرئاسة الأخيرة، بداية من عدم ترشحه فى الانتخابات، لضعف شعبيته، بجانب مطالبته الدائمة بمقاطعة الانتخابات الرئاسية، وفشله فى استكمال توكيلات المحامى خالد على، بعدما أعلن دعمه لترشحه قبل فتح باب الترشح. المحامى خالد على يعد خاسرًا فريدًا من نوعه، حيث إنه خسر مرتين، عندما فشل فى استكمال توكيلاته للترشح لانتخابات الرئاسة، وعندما أعلن مقاطعة الانتخابات، ودعوة المواطنين لعدم المشاركة فى الانتخابات الرئاسية، ليفقد رصيده المتبقى عند الشباب، بعد إقبال المواطنين على صناديق الاقتراع. اما المستشار هشام جنينة رغم أنه حديث العهد بالسياسة إلا أنه خسر من الجولة الأولى، عندما أعلن دعمه للفريق سامى عنان، وشاركه فى الهجوم على الدولة وتجاهله للدستور والقانون، وزادت خسارته بدعوته لمقاطعة الانتخابات الرئاسية. رغم أن الفريق سامى عنان كان صاحب فكرة تعيين المستشار هشام جنينة نائبًا له حال فوزه بانتخابات الرئاسة، إلا أن خسارته تعد أقل من خسارة جنينة، حيث إنه لم يعترض على المشاركة فى الانتخابات الرئاسية من البداية، وإنما أعلن مشاركته ودعا المواطنين للنزول للصناديق لانتخابه فقط، ثم خالف القانون والدستور، والقوانين العسكرية، ليبتعد عن المشهد مبكرًا. بينماعمرو موسى رغم أنه لم يعلن ترشحه، أو دعم أى مرشح، إلا أنه خسر بعدم مشاركته فى الانتخابات الرئاسية عن قرب، مثلما فعل فى الانتخابات الرئاسية الماضية، عندما أعلن دعمه للرئيس عبد الفتاح السيسى، والمشاركة فى مؤتمراته الانتخابية، إلا أنه فاجأ الجميع فى الانتخابات الأخيرة بعزوفه عن المشاركة واختفى تمامًا عن المشهد. أما المستشارأحمد الزند فرغم أنه لم يظهر معارضًا للنظام الحالى، أو الانتخابات الرئاسية، سواء كان فى الحكومة، أو بعد خروجه من وزارة العدل، إلا أنه اختفى عن المشهد السياسى نهائيًا، وكتب شهادة خروجه من الحياة السياسية، بعد غيابه عن الانتخابات الرئاسية، والتى كانت من الممكن أن تحيى آماله فى العودة للمشهد من جديد، حال ظهوره فى مؤتمرات دعم الرئيس عبدالفتاح السيسى، مثلما كان يفعل فى الانتخابات الماضية. والناشط السياسى ممدوح حمزة دائمًا ما يخسر أى رهان سياسى، فقط كسب رهان ثورة 30 يونيه بسقوط جماعة الإخوان، ثم انشغل بعدها بالهجوم على النظام الحاكم، واستمر فى هجومه حتى الانتخابات الرئاسية، بدعوة المواطنين لمقاطعة الانتخابات، واجتمع برموز المعارضة والتيار اليسارى وشباب ثورة 25 يناير، لمقاطعة الانتخابات، إلا أن اجتماعاته وجولاته لم تعكس أى آثار سلبية على الانتخابات الرئاسية.