جاء قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالإطاحة بوزير خارجيته ريكس تيلرسون، بعد ساعات من عودته لواشنطن بعدما قطع جولته الإفريقية، ليضع حدًا للعلاقة المتوترة بينهما، فخلال الفترة الماضية اشتعلت معركة التصريحات بين الاثنين، حيث بدأها «تيلرسون» بوصف الرئيس الأمريكى ب«الغبى» خلال اجتماع للفريق الرئاسى للأمن الوطنى، ليرد عليه «ترامب» أن وزير خارجيته فشل فى ملف «كوريا الجنوبية»، كما اشتعل الموقف بين الاثنين على خلفية تسمم جاسوس روسى مزدوج وابنته فى إنجلترا، حيث اتهم «تيلرسون» روسيا بتدبير الحادث، فيما التزم البيت الأبيض «الصمت». كان ترامب قد أقال «تيلرسون» الثلاثاء الماضى، وعين مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية مايك بومبيو بديلاً له، كما عين جينا هاسبل، نائب «بومبيو» مديرًا للوكالة. إقالة «تيلرسون» لن تكون الأخيرة حيث سيشهد البيت الأبيض قرارت إطاحة بوزراء ومسئولين، يأتى على رأسهم وزيرا الكهرباء «ريك بيرى»، وشئون المحاربين القدامى «ديفيد شولكين»، وسيقوم «ترامب» بإجراء تعديل وزارى محدود ليخرج من ورطة إقالة الوزراء، من جانبه، قال د. أدموند غريب، الباحث فى العلاقات الدولية: إن طريقة وتوقيت إقالة وزير الخارجية الأمريكى لم تكن مفاجأة، خاصة أن «تيلرسون» كان قد عرض استقالته منتصف العام الماضى، لكن «ترامب» رفضها، وبعد ذلك اشتعلت معركة تصريحات بين الاثنين، موضحًا أن «تيلرسون» فشل فى فرض نفسه على ترامب، خاصة أن أغلب الخلافات بينهما كانت بسبب عدد من الملفات أهمها الملف الكورى الشمالى وإيران وقطر ونقل السفارة إلى القدس. وأكد الباحث فى العلاقات الدولية، أن سياسة «ترامب» فى التعامل مع الأزمات متخبطة، والدليل على ذلك إقالة بعض الإداريين والأشخاص الذين ليس لهم أى علاقة بالأزمات والسياسات القائمة بين الدول، مشيرًا إلى أن «ترامب» يبحث عن وزراء يفكرون بنفس عقليته، وينفذون كل أوامره دون الاعتراض على الانتهاكات التى تتسبب فيها تلك الأوامر، فإذا استمر فى تلك السياسة سينقلب عليه الجميع.