نحاسب المتجاوزين على الشاشة والعقوبات تصل إلى حد الشطب «أعطنى إعلاماً بلا ضمير.. أعطيك شعباً بلا وعى »، هكذا لخص هتلر دور الإعلام فى تشكيل ثقافة وإدراك الشعوب، ومن هذا المنطلق تأتى خطورة جميع وسائل الإعلام فى ماراثون الانتخابات الرئاسية، لذا تحاور «الصباح »فى السطور التالية حمدى الكنيسى، نقيب الإعلاميين، للحديث عن أداء الإعلام المرتقب خلال الانتخابات الرئاسية، وإلى نص الحوار.. فى البداية.. كيف ترى تعامل الفضائيات مع خبر القبض على الفريق عنان؟ - للأسف أصبحت القنوات الفضائية والإعلاميون الكبار لا يتحرون الدقة فى تقديم مثل هذه الأخبار، ويسيرون وراء ما يتم نشره على مواقع التواصل الاجتماعى، فالفريق «عنان » لم يتم القبض عليه بالشكل الذى تم إذاعته، ولكن تم إيقافه بسبب خطأ فى الإجراءات والأوراق الخاصة بترشحه للانتخابات. ■ كيف ترى التغطية الإعلامية للانتخابات الرئاسية قبل بداية الفترة المحددة للدعاية الانتخابية؟ - بالفعل بدأت القنوات الفضائية فى الحديث عن السباق الرئاسى، وهو الحدث الأهم فى 2018 ، حتى قبل فتح باب الترشح وذلك من أجل توعية الشعب بهذا الحدث بشكل موضوعى. ■ ألا تعتبر عرض إنجازات الرئيس على الفضائيات دعاية له ؟ - هى بالفعل دعاية لمرشح معين، تعبر عن الاتجاه الشخصى للقناة والإعلاميين ولا يمكننا كنقابة بعيدًا عن اللجنة العليا للانتخابات اعتبارها مخالفة طالما أنها تتحدث عن شخص معين فقط دون المساس بشخص أو جهة أخرى، بمعنى أن ما يتم تقديمه كدعاية للرئيس السيسى يظل غير مخالف طالما لم يتم الهجوم على مرشح آخر أو التشهير به. ■ هل تتوقع أن يفتح التلفزيون الرسمى مساحة متساوية لجميع مرشحى الرئاسة أم سيكون الوضع كما كان فى انتخابات 2005 ؟ - لا يمكننا مقارنة الوضع فى 2005 بما نحن عليه الآن خاصة أننا قمنا بثورتين، فأيام مبارك كان لا يوجد إعلام خاص غير التليفزيون المصرى، وكان النظام مسيطر على البلد ككل وليس الإعلام فقط، أما الآن فالوضع مختلف فماسبيرو هو تليفزيون الشعب، وبالتالى فى حالة وجود أكثر من مرشح فمن حق الجميع الظهور على شاشته وإبداء وجهة نظره دون التدخل فيها طالما لم يتعد المعايير الأخلاقية. ■ هل ستعلن النقابة تأييدها لمرشح معين ؟ - دور النقابة الأساسى هو توجيه الإعلاميين للالتزام بالموضوعية، وبالتالى إذا كان هناك أكثر من مرشح فلن يتم إعلان تأييدنا لأحد بشكل صريح، بمعنى أننا من الممكن أن نعلن أننا نقف مع من يكافح الإرهاب ويعمل على استقرار وتقدم البلاد دون ذكر صريح للاسم. ■ ماذا عن ميثاق الشرف الإعلامى الذى أعلنت النقابة عنه؟ - تم إصدار ميثاق الشرف الإعلامى وتم نشره منذ حوالى شهرين فى الوقائع المصرية وجارى العمل به من أجل تقديم إعلا م يتسم بالموضوعية والشفافية ولا يخرج عن الإطار الأخلاقى للمجتمع. ■ كيف تحدد النقابة التجاوزات خاصة الأخلاقى منها؟ - يوجد فى النقابة لجنة متخصصة للمراقبة والاستماع لمراقبة ما تبثه القنوات الفضائية والتحقيق فى أى تجاوز بالإضافة إلى الشكاوى التى تقدم سواء من الإعلاميين أو الضيوف أو حتى المشاهدين يتم التحقيق فى الكل وفى حال وجود خطأ يتم اتخاذ الإجراء اللازم على الفور. ■ وماذا عن مداخلات بعض الضيوف التى تتضمن عبارات غير أخلاقية؟ - النقابة دورها الرقابة على ما يقوله الإعلامى وخاصة فى ظل وجود العديد من مقدمى البرامج غير المتخصصين، أما الضيف فلا نملك الرقابة عليه لكننا نلاحظ موقف الإعلامى فى حال خروج الضيف عن الإطار الأخلاقى هل تمادى معه أم أوقفه وأنهى المداخلة، وفى حال تمادى الضيف وموافقة الإعلامى له وتكرار استضافته يتم اتخاذ ما يلزم تجاه الإعلامى سواء الإنذار أو التحقيق، وفى حالة التجاوز يمكن أن تصل العقوبة إلى الشطب من النقابة.