الشركة توقف عمل أتوبيسات خط «شبين - القاهرة» لعدم وجود أموال للصيانة المركبات المتبقية لا تصلح للعمل ولا توجد بها وسائل للأمان تساهم شركة «وسط الدلتا» للنقل الجماعى بمحافظة المنوفية، فى عملية نقل الركاب بصورة حضارية عبر أتوبيسات مكيفة وبأسعار مميزة بعيدًا عن استغلال سائقى «الميكروباصات والسيرفيس»، علاوة على أن الأتوبيس كان يصل لقلب العاصمة «رمسيس - أحمد حلمى»، على عكس باقى المواصلات التى تتوقف فى «المؤسسة أو عبود»، واستمرت فى تقديم خدماتها للركوب حتى وقت ليس بالبعيد، لكن الوضع تغير مؤخرًا، إذ قامت الشركة بإلغاء تسيير عدد كبير من الأتوبيسات بحجة عدم قدرة الشركة على صيانتها، ليتم تشغيل عدد محدود من الأوتوبيسات على بعض الخطوط مثل «شرم الشيخ والغردقة»، وهى لا تصلح للسير، فهى عبارة عن هياكل تسير على الطريق، وأصبح المسافرون يسيرون على الطريق برفقة «عزرائيل» خاصة أن الأتوبيسات لا تصلح ولا يوجد بها أى وسيلة من وسائل الأمان، ما يجعل الركاب معرضين لكثير من الحوادث. سائقو الميكروباصات استغلوا الأوضاع، وبدأوا فى ابتزاز الركاب، فالراكب أصبح الآن مضطرًا لدفع الأجرة مضاعفة أو على حسب مزاج السائق، علاوة على إجبار الركاب على دفع أجرة على أمتعتهم الشخصية، بالإضافة إلى امتناع السائقين عن تحميل الركوب فى أوقات كثيرة، ما يتسبب فى تكدس المواطنين فى الموقف لساعات دون أى تدخل من المسئولين. فيما قال أحد الشباب بالمحافظة يدعى أحمد شرف: «أنا أسافر بشكل مستمر إلى القاهرة لأشترى بضاعة لمحلى، وكان الأتوبيس يخدم أهالى محافظة المنوفية بشكل كبير، علاوة على أنه كان مريحًا ومكيفًا، وسعر التذكرة به أقل من سعر ركوب سيارة ميكروباص، لكنى أصبحت أعانى من صعوبة الركوب نتيجة ازدحام الركاب المستمر بعد وقف شركة وسط الدلتا لرحلاتها إلى القاهرة، لكن الغريب هو صمت المحافظ والمسئولين، فنحن أصبحنا لعبة فى يد سائقى ميكروباص خط «المنوفية_ عبود». بينما أضاف د. محمد طاحون، أن شركة أتوبيس وسط الدلتا من الشركات العريقة التى كانت تخدم أهالى محافظة المنوفية بصورة مميزة، علاوة على أنها إحدى شركات الشركة القابضة للنقل البرى والبحرى التى تأسست فى الخمسينات برأس مال 83.174 مليون جنيه، وكانت تملك أسطولًا كبيرًا ومتنوع الخدمة يسافر لجميع المحافظات، وكانت أتوبيساتها على مستوى عالٍ من الرقى والنظافة ومكيفة وكانت وسيلة نقل جماعى محترمة. واستطرد: «كانت تجوب قرى ومراكز الجمهورية لتخدم فئات الشعب المختلفة، خاصة الفئة الفقيرة من عامة الشعب، وكانت مواعيده وانتظامه كالسكك الحديد، خاصة أنها كانت تحت سيطرة الدولة وكانت هى من تحدد الأجرة، لكن الأمر تغير بعد أن تحولت لشركة قابضة، فظهرت الخسائر والمشاكل وبدأت الشركة فى الانهيار وانخفضت عدد الأتوبيسات، وتختفى من خطوط المراكز، فيما تعمل باقى الأتوبيسات على الخطوط الطولية، لكن الجزء الأكبر منها موجود بالورش لعدم توافر قطع غيار لإصلاحها. من جانبه، قال المواطن عبد الحليم الجندى «موظف»: أذهب بشكل يومى إلى عملى بالقاهرة، وكان الأتوبيس وسيلة نقل مضمونة لأنه ملتزم بموعيد سير محددة، علاوة على أنه كان يذهب لموقف أحمد حلمى، وكان يوفر علىّ مصاريف إضافية لقربه من محل عملى، أما الآن فالوضع تعير وأصبحنا فريسة لسائقى الميكروباصات إن وجدت، فمعظ الأوقات نقف بالطوابير فى الموقف دون أن نجد سيارة واحدة». «الصباح» تواصلت مع بعض مسئولى شركة أتوبيس وسط الدلتا فى المحافظة، والذين أكدوا أن ميزانية الشركة ليست كبيرة لصيانة الأتوبيسات المتهالكة، فيما رفض آخرون الحديث عن الأوضاع.