الزراعة تفسد مخطط الكبار لتدمير الصادرات الزراعية

«صيام» أحد المصدرين قام بتلوين زيت الزيتون الأخضر ب«مازوت» حتى يصلح للتصدير
رئيس المجلس التصديرى: وزير الزراعة قرر وقف أى مصدر مخالف
تمكنت وزارة الزراعة، من وقف مخططات من قبل بعض كبار المصدرين لتشويه صورة مصر وحاصلاتها الزراعية، وذلك بعد أن نجحت مفاوضاتها مع عدد من دول الخليج «الإمارات- البحرين -الكويت» بنجاح لرفع قرار حظر استيراد منتجات زراعية مصرية من الخضار والفاكهة، خاصة بعد تأثير القرار فى حجم الصادرات الزراعية المصرية لدول الخليج.
وزير الزراعة الدكتور عبدالمنعم البنا، أعلن موافقة دول الخليج المتمثلة فى البحرين، الكويت، الإمارات العربية، على رفع الحظر المفروض على وارداتها من الحاصلات الزراعية المصرية، وذلك بعد عدد من اللقاءات والمفاوضات التى عقدها الوفد المصرى المكلف من وزارة الزراعة مع نظرائه بدول البحرين، والكويت، والإمارات.
مصادر كشفت ل«الصباح» أن الوفود المصرية استمرت نحو 5 أشهر فى جولات متكررة إلى الدول التى حظرت المنتجات المصرية، برئاسة مستشار وزير الزراعة الدكتور سعد نصار، والذى يعد من أكبر الزراعيين والمفاوضين الزراعيين فى مصر، ونجحت هذه المحاولات فى إلغاء الحظر الخليجى.
مسئولون وخبراء أكدوا ل«الصباح»، أن إلغاء القرار خطوة داعمة للاقتصاد المصرى فى الفترة الجارية، خاصة أن 40 فى المائة - حسب خبراء- من الصادرات المصرية تستقبله دول الخليج، موضحين ضرورة تشديد إجراءات التصدير، ووضع إجراءات رادعة لأى مصدر أو شركة تصدير تخالف مواصفات التصدير عبر تصدير شحنات فاسدة أو غير مطابقة للمواصفات.
د. جمال صيام أستاذ الاقتصاد الزراعى بجامعة القاهرة، قال إن قرار إلغاء الحظر من دول البحرين والكويت والإمارات، نجاح للمفاوض المصرى، لكن لابد من اتخاذ إجراءات ضد المصدرين المخالفين، مؤكدًا أن دول الخليج تستورد ما يقرب من 40 فى المائة من حجم الصادرات الزراعية المصرية، التى تبلغ 2 مليار دولار، أى دول الخليج تستورد نحو 800 مليون دولار سنويًا، لافتًا إلى أن مصر خسرت نحو 100 مليون دولار على أقل تقدير فى ال 4 أشهر الماضية التى حظرت فيها دول الخليج استيراد السلع الزراعية المصرية.
وأوضح «صيام»، أن سبب الحظر هو عدم مطابقة الخضر والفاكهة للمواصفات القياسية الخاصة بتلك الدول، لوجود متبقيات مبيدات بها، وعدم التزام بعض المصدرين بتلك المواصفات، ووجود مجاملات فى المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية لهؤلاء المصدرين المخالفين «الكبار»، مشددًا على ضرورة تشكيل لجنة من وزارتى الزراعة والتجارة لوقف أى مصدر يخالف المواصفات القياسية المعمول بها، ويتم ضبط شحنة تخصه بها متبقيات مبيدات فوق الحدود المسموح بها.
وأكد أن أحد المصدرين الكبار قام بتلوين زيت الزيتون الأخضر ب«مازوت» حتى يصبح لونه أسود ويصلح للتصدير، منوهًا إلى أن المصدرين يتعاقدون مع مزارع خاصة تعتمد على مبيدات وأسمدة غير مطابقة، وأيضًا يستكملون كميات التصدير من أسواق الخضر والفاكهة كسوق العبور، دون وضع أى اعتبار للمواصفات المصرية للتصدير، موضحًا ضرورة حصول أى مصدر على شهادة «جلوبال جاب»، وهى شهادة للممارسات الزراعية الجيدة.
الدكتور محمد فتحى سالم، أستاذ الزراعة بجامعة السادات، أكد أن هناك بعض الدول مثل السعودية والإمارات حظرت دخول الخضروات والفواكه المصرية لعدم الالتزام بشروط متبقيات المبيدات.
وأكد أستاذ الزراعة بجامعة السادات، ل«الصباح»، أن مصر بالفعل تنتج فى بعض الأحيان محاصيل دون مواصفات وخاصة لبعض المصدرين غير المسئولين، لكن توجد شركات أيضا تحافظ على سمعة المنتج المصرى، وتوجد شركات أخرى لا تراعى أى معايير عند التصدير.
بينما أكد أصحاب شركات تصدير، أن هناك بعض المصدرين لا يلتزمون بالقواعد واشتراطات التصدير، حيث إنهم يذهبون بعينة جيدة للمعمل للحصول على شهادة جيدة، ثم يرصون فى الحاوية صناديق معبأة من السوق، حيث أكد أحمد حافظ، صاحب شركة الحافظ للاستيراد والتصدير، أنه يجب حجز الكميات المجهزة للتصدير فى مخازن مبردة تحت رقابة الحجر الزراعى، ثم يكون سحب العينات من الشحنات المتحفظ عليها بمعرفة لجان الحجر، ثم يتم الإفراج عن الشحنات المطابقة للمواصفات بعد نتيجة التحليل، ثم تعدم الكميات غير المطابقة على نفقة صاحبها.
وقال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الزراعة بجامعة القاهرة أن بعض الدول، مثل السودان، يدعون ويشوهون سمعة حاصلاتنا الزراعية دون تقرير علمى معملى واحد يشير إلى سبب الرفض ونوع الميكروب الملوث.
الدكتور سميح عبدالقادر منصور، أستاذ علم المبيدات والسموم البيئية بالمركز القومى للبحوث، ورئيس اللجنة القومية للسميات بأكاديمية البحث العلمى كشف أن هناك مخططات من جهات مغرضة لتدمير الصادرات المصرية، مشددًا على ضرورة عمل الدولة على مواجهة تلك المخططات التى تهدف إلى تدمير الاقتصاد.
الدكتور محمد عبدالمجيد، رئيس لجنة مبيدات الآفات بوزارة الزراعة، قال إن هناك خطة إرشادية كبيرة جدًا بدأت فيها الوزارة، بعمل دورات تدريبية ل 500 ألف شاب من المفتيش الزراعيين، ومفتشى الجمارك وشرطة المسطحات المائية، وغيرهم، مشددًا على ضرورة وضع عقوبات رادعة لكل المخالفين فى مختلف المراحل.
بينما أكد الدكتور حسين الحناوى، رئيس المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، أن وزير الزراعة أصدر تعليمات للجهات الرقابية على الحاصلات الزراعية، بإيقاف أى مصدر يخالف المواصفات القياسية المصرية، وهذه التعليمات تعتبر رادعة لأى مصدر يفكر فى تصدير أى شحنات فاسدة أو مطابقة للمواصفات.