كثرت الأحاديث فى الأشهر القليلة الماضية عن تكوين جبهة معارضة تضم سياسين وأساتذة جامعات ورجال مجتمع سابقين، ومتنوعة فى الأشخاص الحزبيين، ممن لم يتواجدوا فى السوق السياسى فى الفترة الماضية، وربما كان ذلك لعدم وجودهم إعلاميًا أو داخل البرلمان أو لأنهم لم يستطيعوا مسايرة الأحداث الجارية فى مصر بما يكفى فاختفوا تدريجيًا، وشملت تلك الأحاديث التى طالت الكثير من الأشخاص -«تحدثت (الصباح) معهم مباشرة»– وأشارت إلى تحركات سرية لبعض الموقعين على ما يسمى ب«جبهة التضامن» وأبرزهم السفير معصوم مرزوق، الذى كان متحدثًا باسم حملة حمدين صباحى خلال الانتخابات الرئاسية الماضية، وكذلك الدكتور عمار على حسن الخبير فى الحركات الإسلامية، ومعهم الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة. كل تلك الأحاديث والمعلومات التى لم يتم تحديد مصدرها من الأساس، أوضحت أن من يشرف على تلك الجبهة هو المهندس ممدوح حمزة، وأن كل تلك التحركات الأخيرة كانت تهيئ الوضع للتواصل مع جماعة الإخوان الإرهابية وذلك لمغازلتهم بهدف معاودة دمج الجماعة بالمشهد السياسى عبر بيانات ومقالات، كما ترددت معلومات عن عدم اتفاق أعضاء الجبهة الموقعة ووجود خلافات بأوساطهم حول تقسيم المكاسب مقابل عودة الإخوان للمشهد عبر المتعاطفين معهم من الموقعين على الجبهة، وأن كل السعى لتحقيق مكاسب شخصية والبحث عن أى أدوار ريادية عبر التشكيك فى مؤسسات الدولة. وكشفت تقارير إعلامية عن وجود خلافات داخل الجبهة بين عدد من الأحزاب والشخصيات المنضمة، وذلك بسبب وجود ممثل للإسلام السياسى فى الجبهة، وذلك بعدما تسربت أنباء عن وجود حزب مصر القوية الذى أسسه الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، والذى يعتبره البعض أحد رجال الإخوان الكبار، وذلك بعد أن حضر ممثلون عن حزب مصر القوية اجتماعين داخل جبهة ممدوح حمزة، غير أن الكثير من أعضاء الجبهة لا يريدون أى إسلام سياسى حتى لا يتهمهم أحد بأنهم يعيدون الإخوان للساحة. ووفق مصادر سياسية، فإن بورصة الأسماء داخل الجبهة ضمت المستشار هشام جنينة، الرئيس السابق للجهاز المركزى للمحاسبات، ووزير سابق، وقاض شهير، وأوضحت المصادر أن عدة اجتماعات قد عقدت بشكل فعلى فى منزل أحدهم، وكذلك اجتماعات عبر الموبايل، كما يجرى التنسيق لإعلانها رسميًا وتحديد مهام كل فرد بها، وأنه يتم التشاور حتى أيام لدعم مرشح رئاسى بعينه، وهو ما نفاه أعضاء الجبهة جملة وموضوعًا ل«الصباح»، وذلك على نقيض ما قاله أعضاء من تكتل دعم مصر الذين توقعوا أن ينتهى التوافق على مرشح رئاسى للدفع به فى الانتخابات المقبلة مع نهاية شهر ديسمبر المقبل، بينما إذ لم يستطع التيار الديمقراطى وجبهة ممدوح حمزة، التوافق على مرشح من بين الأسماء السابقة، سيتم صرف النظر بشكل نهائى عن المنافسة فى الانتخابات. «الصباح» تحدثت إلى الدكتور حسن نافعة بعدما رددت التقارير الإعلامية اسمه بأنه قيادى فى الجبهة، وأنه سافر عدة مرات لتركيا وعقدة لقاءات مع قيادات إخوان هاربة هناك، إلا أنه نفى الأمر جملة وموضوعًا، موضحًا أنه لم يقف أمام حملة التشوية المتعمدة لشخصه ولبعض الشخصيات السياسية الأخرى، وأنه لم يترك مصر فى الفترة الأخيرة، مشيرًا إلى أن كل التشويه الذى يتصيده من صناعة بعض الأطراف التى تسعى لإسكات الجميع فى الفترة الحالية. أما السفير معصوم مرزوق، فقال ل«الصباح» إن هناك جبهة حقيقية. واصفًا بأن الأمر ليس سرًا وأنهم يشكلونها منذ 10 أشهر، كاشفًا عن اتصالات تتم بينه وبين الأعضاء الحاليين فى الجبهة، إلا أنه أوضح أن بعض المنصات الإعلامية تعتبر ما نفعله مؤامرة، موضحًا أنهم شكوا تلك الجبهة بسبب ما يحدث فى الوطن من أزمات لم يترك فيها النظام فرصة لمعارضيه للتعبير عنها –حسبما قال- وأضاف مرزوق، أنهم جمعوا أنفسهم فى تلك الجبهة بحسب تعبيره ل«إنقاذ مصر» من الخطر الذى أشار إلى أنه يأكل فى الجسد، لكنه استوقف الحديث، مؤكدًا أن الجبهة وتوجهها ليس ضد شخص بعينه، وأنها ليست جبهة إنقاذ مثل الذى كانت ضد حكم الإخوان لأن حينها كان الإخوان ينتهكون الدستور والقانون، مشيرًا إلى أن قضية «تيران وصنافير» كانت سببًا من أسباب تشكيل تلك الجبهة، ونفى السفير مررزوق أنهم لا يبحثون عن مرشح رئاسى من الأساس كما يروج البعض، ولكن الهدف هو مواجهة الفساد، وتحكيم العقل، مؤكدًا أن معظم المشاركين فى الجبهة ممن أيدوا الرئيس السيسى بل والرافضين لما فعله الإخوان، لكن هناك من يخلط الأوراق ببعضها، لأن الإخوان انتهوا بلا رجعة وأصبحوا إرهابيين بموجب القانونن والقضاء. وعلى الرغم من طلبه عدم السؤال عن أسماء الأشخاص المشاركين بالجبهة، مبررًا ذلك بأن كل واحد مسئول عن نفسه وأن بينهم اتفاقًا بألا يتحدث أحد باسم الجبهة أو باسم أحد آخر.