المكتبة المركزية وشارع الحب بجامعة القاهرة.. وقصر الزعفران فى عين شمس.. والصالة المغطاة بحلوان الكيف يضرب «تجارة وجراج حقوق بنها وحقوق وآداب الزقازيق وحديقة تربية أسيوط» مخدرات وأعمال خارجة ب«زراعة» طنطا والمدرجات المركزية و«تلاجة تجارة» «الصحة»: 60 % من طلاب جامعات مصر يتعاطون المخدرات.. ورئيس وحدة إدمان العباسية السابق: طلاب الجامعات مستهدفون ضجة كبيرة أثيرت الفترة الماضية بسبب خروج مصر من التصنيف العالمى للتعليم، ولا يخفى على أحد تدهور الحالة التعليمية لاسيما فى الجامعات، الأمر لا يرتبط بضعف التلقى والتحصيل فقط، بل تراجع المستوى الأخلاقى للطلاب أيضًا، ووصل الأمر لانتشار تعاطى المخدرات فى الجامعات، خاصة ال27 جامعة حكومية، التى تضم نحو مليون طالب، وفقًا لآخر إحصائية للمجلس الأعلى للجامعات فى أبريل 2015م. «الصباح» ترصد فى هذا التحقيق، بالأسماء والتفاصيل، خريطة أوكار تعاطى المخدرات داخل بعض جامعات الدولة، فى ظل الغياب والتقصير الأمنى وانعدام الرقابة. «اللف» بجوار المكتبة المركزية أشهر أماكن الإدمان داخل جامعة القاهرة بجوار المكتبة المركزية بالجامعة، حيث يشاهد عدد من الطلاب يوميًا يعدون سجائر الحشيش ويتعاطونها علانية، فضلًا عن مخدرات أخرى، مثل الترامادول، وأيضًا الكحوليات، ويزداد تردد الطلاب على هذا المكان بعد الساعة الخامسة عصرًا، مستغلين عدم وجود الأمن بالمنطقة، وأيضًا من المناطق الشهيرة بجامعة القاهرة، المنطقة الخلفية، وأيضًا شارع الحب، وكر تعاطى المخدرات الأشهر هناك، وأيضًا المنطقة بين كلية العلوم ومبنى قبة الجامعة. ويقول كريم منتصر، طالب بالفرقة الثالثة بكلية حقوق جامعة القاهرة، «منطقة المكتبة المركزية بالجامعة يقصدها الطلاب الراغبون فى تعاطى المخدرات، نظرًا لوجودها فى منطقة بعيدة بالجامعة، وأيضًا لبعدها عن أعين الأمن، ويقصدها الطلاب فى أوقات متأخرة من اليوم الدراسى من بعد الساعة الخامسة مساء». أما جامعة عين شمس فتعد المنطقة الموجودة خلف قصر الزعفران، حيث توجد إدارة الجامعة، أحد أشهر أماكن تعاطى المخدرات بالجامعة، ويستغل الطلاب هذه المنطقة لبعدها عن مبانى الجامعة وقاعات المحاضرات، وأيضًا غياب الأمن فيها، وبعدها أيضًا عن أماكن تجمعات طلاب الجامعة. حشيش الصالة المغطاة وفى جامعة حلون توجد المنطقة المحيطة بالصالة المغطاة، وهى أشهر الأماكن لتعاطى المخدرات بالجامعة، لأنها بعيدة عن أماكن تمركز طلاب الجامعة، وقليلًا ما يمر بها أحد، لذلك يستغلها بعض الطلاب كوكر ومنطقة معزولة لتعاطى المخدرات. ويقول حسين أبو المكارم، طالب بكلية الآداب بالجامعة «هناك عدة أماكن داخل جامعة حلوان معزولة عن مبانى الجامعة، والأمن لا يسيطر عليها ولا يمر بها، ويستغلها الطلاب كأماكن لتناول المخدرات بأنواعها، كمنطقة الصالة المغطاة المعروفة لدى الطلاب بأنها وكرًا لتعاطى المخدرات، خاصة سجائر الحشيش». وبالنسبة لجامعة بنها، فتعد المنطقة الموجودة خلف كلية التجارة أحد أشهر أماكن تعاطى المخدرات بالجامعة، لأنها منطقة شبه معزولة عن باقى مبانى الجامعة وبعيدة عن أماكن مرور الطلاب وتواجدهم، وأيضًا بعيدة عن أعين أمن الجامعة. وتوجد فى جامعة الزقازيق 3 مناطق لتعاطى المخدرات ومعروفة لدى معظم طلاب الجامعة، وهى جراج كلية الحقوق والمنطقة المحيطة بكلية الآداب ومنطقة كلية التربية الرياضية بنات، كلها تعتبر أوكارًا للمخدرات. مثبت بتحقيق ويقول محمود سليمان طالب بكلية الآداب جامعة الزقازيق، «الجامعة ينتشر بها أوكار تعاطى المخدرات فى ظل غياب الأمن وانعدام الرقابة على تلك المناطق، وسبق أن تم رصد طلاب يتعاطون المخدرات داخل الحرم الجامعى فى بداية العام الجارى، وفتحت إدارة جامعة الزقازيق تحقيقًا فى الواقعة». مجمع الكليات بمدينة سبرباى بالغربية، حيث توجد جامعة طنطا، توجد عدة أماكن بعينها يقصدها الطلاب لتعاطى المواد المخدرة والكحوليات كالمنطقة الموجودة خلف كلية الزراعة، وخلف المدرجات المركزية والمنطقة المحيطة للمبنى الإدارى لكلية حقوق، هذه المناطق انتشر بها تعاطى المخدرات بعد مغادرة الحرس الجامعى وتولى الأمن الإدارى مسئولية تأمين الجامعة، ويستغل الطلاب عدم التواجد الأمنى بهذا المناطق. ولم يقتصر الأمر على تعاطى المخدرات فقط، فأيضًا هناك أعمال منافية للآداب بين بعض الطلاب والطالبات، وسبق أن تم ضبط أكثر من حالة لأعمال منافية بهذه المناطق. وأيضًا هناك منطقة شهيرة بكلية تجارة بجامعة طنطا، التى تقع بشارع سعيد بطنطا، وهى منطقة الثلاجة الموجودة بجوار مبنى الدراسات العليا بالجامعة، ويقصدها الطلاب لتعاطى المخدرات فى ظل قلة أفراد الأمن بالجامعة. تلاجة الكيف وتقول منى شاهين، طالبة بالفرقة الأولى بكلية تجارة، «منطقة (التلاجة) إحدى أشهر المناطق لتعاطى المخدرات والأعمال المنافية للآداب بالجامعة، فى ظل الغياب الأمنى، فهناك فردا أمن فقط، رجل وسيدة متواجدان عند باب الكلية من ناحية شارع سعيد، وأيضًا هناك فردا أمن آخران عند باب الكلية من ناحية شارع الحلو، ويقتصر دورهم على فحص كارنيهات الطلاب، ورغم ذلك يدخل أشخاص من خارج الكلية إلى الداخل. وأضافت منى «هذه المنطقة لا يمر بها الأمن نهائيًا، ويتعاطى بها الطلاب المخدرات، حتى أننا نشم رائحة المخدرات عندما نمر بجوار مبنى الدراسات العليا بالكلية». وتعتبر حديقة كلية التربية بجامعة أسيوط أحد أشهر الأماكن لتعاطى المخدرات بجامعة أسيوط، ويقصدها عدد من الطلاب للف سجائر الحشيش وتعاطيها، وتم ضبط 3 طلاب قبل ذلك يتعاطون المخدرات بهذا المكان، وتم إحالتهم للتحقيق بمعرفة مسئولى الجامعة. إحصائية ووفقًا لدراسة أجرتها وزارة الصحة فى عام 2012 عن أعداد متعاطى المخدرات والمدمنين بين طلاب الجامعات، فقد انتهت الدراسة إلى أن 60فى المائة من طلاب الجامعات فى مصر يتعاطون المخدرات، و7فى المائة منهم مدمنين، وأشارت الدراسة إلى أن عدد الذين جربوا المخدرات لمرة واحدة تبلغ نسبتهم حوالى 30فى المائة من الطلاب. وذكرت الدراسة إلى أن نسبة من يتعاطون مخدرى الحشيش والبانجو تبلغ نسبتهم 27فى المائة من إجمالى من يتعاطون المخدرات بشكل عام، وأن من يتعاطون الكحول تصل نسبتهم إلى 12فى المائة. وفى السياق ذاته، قال الدكتور عبد الرحمن حماد، الطبيب النفسى، والمدير السابق لوحدة إدمان مستشفى العباسية، «تعاطى المخدرات يبدأ عادة فى سن المراهقة، لكنه يزداد فى مرحلة الجامعة فى سن ال18، والأسباب الرئيسية لإقبال الشباب الجامعى على المخدرات وهو تأثير ما يعرف ب(الشلة) عليهم، أى أصدقاؤهم فى الجامعة والذين يؤثرون عليهم بتعاطى المخدرات سويًا، وهناك طلاب يقبلون على المخدرات اعتقادًا منهم أنها سوف تعطيهم القدرة على التعرف على فتيات بالجامعة». وأشار حماد إلى أن مجتمع الجامعة يسهل انتشار المخدرات لأنه مستهدف من قبل عصابات الاتجار فى المخدرات، وأضاف «الحشيش أكثر أنواع المخدرات انتشارًا بين طلاب الجامعات، يليه الترامادول، ثم الكحول والهيروين»، لافتًا إلى أن هناك طلابًا يقبلون على المخدرات من أجل أن يكون لديهم قدرة على التركيز أثناء المذاكرة، خاصة فترة الامتحانات. وأكد الخبير فى مجال الوقاية من تعاطى المخدرات «طلاب الجامعات لا يلجأون للعلاج من المخدرات فى مرحلة التعاطى، ولكن عندما يصلون إلى مرحلة الإدمان، حين تؤثر عليهم بالسلب مجتمعيًا ودراسيًا وجسمانيًا». التعليم العالى وتواصلت «الصباح» مع المكتب الإعلامى لوزارة التعليم العالى، فرد علينا أحد موظفى المكتب وأخبرنا بأنه لن يستطيع الرد، ونصحنا بالتواصل مع الدكتور عادل عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة التعليم العالى، فقال «علينا الاتصال برؤساء الجامعات المذكورة، لأخذ الرد منهم»، ثم أنهى المكالمة مباشرة، متجاهلًا أن كل الجامعات والمعاهد الحكومية تابعة لوزارة التعليم العالى، وهى المنوط بها الرد على كل الموضوعات المتعلقة بجامعات مصر.