سالى: طردونا من دار الأيتام بسبب مخالفات.. وعشت3 شهور بالشوارع وأسبوع اً فى القسم فتاة فى العقد الثانى من عمرها، تقف خلف قضبان حجز قسم شرطة العمرانية، ملامحها البريئة تحفز الفضول داخل من يراها، لمعرفة التهمة التى جاءت من أجلها إلى القسم، بسؤالها تبين أنها يتيمة. روت ل «الصباح » بصوت متهدج حكايتها قائلة «اسمى سالى، لم أعرف من هم أبى وأمى، كنت أعيش فى دار أيتام بمنطقة أكتوبر، منذ أن فتحت عيونى على الدنيا، هكذا أخبرونى مشرفو الدار .» عشت به سنوات طويلة حتى انتهت علاقتى به منذ 3 أشهر عندما أخبرونا أن«الحكومة » ستقوم بحملة على الدار، لأن بها مخالفات وعلينا أن نخرج منها. وتكمل «خرجت ولم أكن أعلم إلى أين أذهب وكيف سأقضى ليلتى وأيامى القادمة، مشيت فى الشوارع تائهة من منطقة أكتوبر، حتى وصلت إلى منطقة أخرى بعيدة )عرفت بعد ذلك أنها الطالبية(، جلست على رصيف أحد شوارعها من شدة التعب والإرهاق فلم يكن معى أموال أستطيع أن استقل بها سيارة، نظرت إلى الناس من حولى يتحركون، فانهارت الدموع من عينى، حتى سألتنى فتاتان عن سبب بكائى، حكيت لهم ما جرى، فقالوا لى إنهم بإمكانهم أن يقدموا لى المساعدة .» وتضيف «بالفعل أخذونى معهما إلى منزلهما فى منطقة الطالبية، ووافق أهلهما على أن يستضيفونى معهم، هنا ارتاح قلبى قلي لً، لكن المشاكل بدأت تظهر بيننا، وبدأوا يعاملوننى بقسوة، وكان أكثر شيئًا يؤلمنى هو تكرار كلمة: )لمى هدومك وامشى من هنا( مع أصغر مشكلة تحدث بيننا، فأنا لا أعلم إلى أين أذهب.. وفى ذات ليلة حدثت مشادة بينى وبينهم، وأجبرونى على ترك المنزل، وعدت مرة أخرى إلى قسوة الشارع .» اليتيمة سالى تسرد «بعد يوم طويل قابلتنى سيدة أخرى يبدو على ملاحها الطيبة، اقتربت منى وسألتنى عن حالى؟ حكيت لها ما حدث معى، فرق قلبها وأخبرتنى بأنها ليس لديها ضمن أولادها بنات، وأنها كانت تتمنى أن ترزق بفتاة، لكن قدر الله لها أن يكون جميع أولادها ذكور، وأخذتنى معها إلى منزلها الذى تسكن فيه هى وأخوتها وأولادهم، وجدت فيهم معنى العيلة وشعرت بأننى أجلس مع أمى التى حرمت منها..وهناك سألتنى عن بطاقتى، أخبرتها بأنى لا أحمل أى أوراق، فذهبنا إلى قسم الشرطة، وهنا كان الروتين وراء حبسى، القسم أخبرنا بأننى يجب أن يتم عرضى على النيابة خصوصًا وأن السيدة أصرت على أن تتبنانى .» وتقول «بالفعل احتجزت داخل قسم الشرطة وذهبت إلى النيابة العامة، وهناك قابلت السيدة وزوجها هناك، والذين وعدونى بأنهم لن يتركونى، وعندما عدت من النيابة دخلت مع المتهمات داخل حجز القسم، وسمعت ألفاظًا لم أكن أعلم معناها، حتى جاءت السيدة وسألت عنى فخرجت من داخل الحجز وجلست فى قفص النوبتجية ووعدتنى بأنها بدأت فى الإجراءات القانونية لاستلامى، كى أقيم لديها.. لكن الروتين جعلنى أجلس أسبوعًا كاملًا خلف القضبان، وبقى لى يوم واحد كى أخرج من محبسى، وذلك عند إتمام استلام اسمى الرباعى الجديد .» وتلفت «خلال هذا الأسبوع ذهبت إلى دار رعاية أحداث، إلا أنهم رفضوا استلامى لأننى لم أكن متهمة بأى شىء، لذلك لم يتم إيداعى هناك، بعدها تم توقيع كشف طبى علىَّ وإجراء فحوصات دم لى بإحدى المستشفيات العامة، وعندما سألونى عن سنى لم أكن أعلم غير أننى فى عمر ال 18 سنة، لكنهم أخبرونى بأن سنى الصحيح 20 سنة .» وتكشف عن ألم التجربة «لا أود أن أتذكر أيام دار الأيتام، فقد مرت ببطء وكانت قاسية، فمشرفو الدار كان يمنعونا من الحديث مع بعضنا البعض، كنا ممنوعين من الخروج من الدار، حتى أننى تعلمت القراءة والكتابة فقط دون أن أحصل على مؤهل دراسى .» وتختتم «السيدة خطبتنى إلى نجلها أحمد، ووعدتنى بأن تقيم لى أجمل حفل زفاف، وحاليًا اسمى سالى، لكننى سأغير اسمى إلى حبيبة، لأننى أحبه جدًا،وخطيبى أحمد يحبه أيضًا ووافق عليه، وأنتظر حياتى الجديدة مع عائلتى )اللقب الذى حرمت منه( والذين وعدونى بأنهم سيقومون بتعليمى وتوفير كل ما حرمت منه.