أخطاء التحكيم جزء لا يتجزأ من لعبة كرة القدم. البعض يسخر من هذه العبارة، ويعتبرها شماعة تعلق عليها بعض الفرق أخطائها. بل ويتخذ منها الآخرون ذريعة لمحاولة مداراة انحياز أو فشل ما. لكن ما يحدث فى كل ملاعب كرة القدم فى العالم يؤكد أن أخطاء التحكيم هى بالفعل جزء من اللعبة، لكن الدنيا لا تقوم ولا تقعد، مثلما يحدث فى مصر، عندما يخطيء جهاد جريشة، أو محمود عاشور، أو إبراهيم نور الدين مساء الثلاثاء شهدت مباراة ريال مدريد الإسبانى وبايرن ميونيخ الألمانى فى إياب الدور ربع النهائى لبطولة دورى أبطال أوروبا عدداً كبيراً من الأخطاء التحكيميمة الفادحة التى ارتكبها حكم المباراة المجرى هيكتور كاساى ومساعداه. مباراة الذهاب فى ميونيخ كانت قد انتهت بفوز ريال مدريد بهدفين لهدف،وساهمت الأخطاء فى خروج مباراة الإياب بفوز للفريق الملكى بأربعة أهداف لهدفين بعد وقت إضافي، بعدما انتهى الوقت الأصلى بفوز الفريق البافارى بنفس نتيجة مباراة الذهاب. الأخطاء بدأت فى الشوط الثاني، حينما احتسب الحكم المجرى ركلة جزاء صحيحة لبايرن ميونيخ، لكنه تغاضى عن إشهار الإنذار الثانى للاعب الريال كاسيميرو الذى كان قد حصل على إنذار فى الشوط الأول. كاساى عاد ليتجاهل إنذار كاسيميرو مرة أخرى بعد تدخل عنيف على آريين روبن ليبقى البرازيلى فى الملعب وسط اعتراضات لاعبى بايرن ميونيخ. فى المقابل طرد كاساى لاعب بايرن التشيلى أرتورو فيدال لحصوله على الإنذار الثانى فى الدقيقة 84 بعد كرة أظهرت الإعادة التليفزيونية حصول فيدال عليه بطريقة سليمة لا تستدعى الخطأ من الأساس. الأخطاء الفادحة امتدت لمساعدى كاساي، فاحتسب المساعد الأول تسللاً وهمياً على مهاجم بايرن روبرت ليفاندوفسكى الذى كان فى وضع انفراد تام بالمرمى والنتيجة تقدم بايرن ميونيخ بهدف. المساعد نفسه عاد ليخطئ فى احتساب الهدف الثانى للفريق الألمانى رغم وجود ليفاندوفسكى فى وضعية تسلل. ثم عاد المساعد ذاته ليحتسب الهدف الثانى لريال مدريد الذى سجله كريستيانو رونالدو من تسلل واضح للغاية فى الوقت الإضافي. ولم يكن المساعد الثانى أفضل حالاً حيث احتسب الهدف الثالث للفريق الملكى الذى سجله رونالدو أيضاً من وضعية تسلل واضحة مرة أخرى، لتؤثر القرارات التحكيمية على نتيجة المباراة بصورة كبيرة، وهو ما قاله مدرب بايرن ميونيخ الإيطالى كارلو أنشيلوتى عقب المباراة الذى اعتبر أن الحكم تدخل ليهدى الفوز لريال مدريد بطريقة غير مستحقة.