100 شركة أمريكية كبيرة تتواجد على أرض مصر.. ومشروعات عملاقة للدواء والمادة الخام الرؤية المصرية فى مكافحة الإرهاب تجبر أمريكا على طى صفحات «أوباما» الرئيس الأمريكى يعلن دعمه لتطوير الجيش المصرى.. وحاملة طائرات تصل إلى سواحلنا قريبًا «السيسى الرجل الأقوى فى الشرق الأوسط»، هذا ما قاله الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أمام العالم، ليعلن عودة مصر كلاعب أساسى فى الساحة الدولية، واستعادة دورها الاستراتيجى والمحورى داخل الشرق الأوسط. ووسط كل ذلك، لم يحظ زعيم عربى باستقبال حار من البيت الأبيض مثلما حظى «السيسى»، حيث قال «ترامب» بشكل واضح ومتعمد: «نقف بقوة خلف الرئيس السيسى.. لقد أدى عملًا رائعًا فى موقف صعب للغاية.. نحن نقف وراء مصر وشعبها بقوة»، مضيفًا: «أقول للسيد الرئيس إن لديك صديقًا وحليفًا قويًا فى الولاياتالمتحدة»، لتتوج مصر حليفًا رئيسيًا لأمريكا فى الشرق الأوسط، خاصة فى المجال العسكرى ومكافحة الإرهاب، فى ظل التحديات المشتركة التى تواجه الدولتين. وبعيدًا عن الدور السياسى، أشاد البيت الأبيض بجهود «السيسى» لتشجيع «مفهوم أكثر اعتدالًا للإسلام»، وشجاعته فى نشر صورة معتدلة للإسلام السلمى، أما سر نجاح الزيارة، فتمثل فى «ثقة السيسى»، وهو ما كشفته لغة الجسد للرئيسين، خاصة أن الرئيس تحدث عن بلده التى استقرت ملامحها الاقتصادية والأمنية، بعد أن وضعت قدمها على طريق الإصلاح الاقتصادى الجرىء، فضلًا عن إثباته لقدرة مصر فى التعامل مع ملف الإرهاب، فضلًا عن علمه بأن الإدارة الأمريكية بمختلف أجهزتها السيادية والمخابراتية تعرف قدره كرئيس بدأ يحقق إنجازات على الأرض، لذلك تحدث الرئيس باللغة العربية، خير دليل على فخره بقوة مصر. وعن مكاسب الزيارة، سعى الرئيس لتحقيق تعاون اقتصادى مختلف، لذلك التقى برئيس الغرفة التجارية، ورئيس مجلس الأعمال المصرى الأمريكى، بجانب رؤساء 12 من كبرى الشركات الأمريكية، التى تعمل على مستقبل الاستثمار فى مصر بكل الفرص، وكانت اللقاءات ناجحة على كل الأصعدة، خاصة أن الجميع شهد بأن «السيسى» مفاوض غير عادى، خاصة أنه توجه لأمريكا وبحوزته ملفاته مكتملة وحقيبة مرتبة. جزء من استراتيجية الرئيس خلال الزيارة، انصب على أن تكون لمصر حصة حقيقية فى صناعة الدواء والمادة الخام، فضلًا عن التنسيق مع شركة أباتشى للغاز الأمريكية، التى قررت أن تعمل فى مصر، ناهيك عن التحرك فى الملف السياحى، حيث أكدت الولاياتالمتحدة أن مصر آمنة، بينما حذرت رعاياها من الذهاب إلى تركيا وبعض الأماكن فى أوروبا. كما حرصت سحر نصر وزيرة الاستثمار على تجهز خريطة للتعاون مع 100 شركة أمريكية كبيرة، لكى يتواجد نشاطها على أرض مصر قريبًا، فضلًا عن تحركها لإنجاز عدد من المشروعات بعد تخصيص منطقة حرة فى قناة السويس، بينما أجرى طارق قابيل وزير الصناعة لقاءات هامة مع وزير التجارة الأمريكى وعدد من الشركات. وأكدت مصادر مطلعة أن زيارة الرئيس فتحت ملفات وناقشت تفاصيل كثيرة، إلا أنه لن يعلن عنها فى نهاية تلك الزيارة، حيث لن يتم الكشف عن كل الأوراق ولن يتم التحدث حول كل الملفات، وسيتم الانتظار حتى تتحول تلك المناقشات إلى أفعال على أرض الواقع. أما الإنجاز العسكرى فلم يعد يتمثل فى عودة المعونة، فالقضية أصبحت معقدة وأكبر وأهم، خاصة أنه أصبح لدى مصر مكونات عسكرية فى التسليح لم تكن على قائمتها، وهذا ما دفع «ترامب» للقول: «نطور الجيش الأمريكى وسندعم تطوير الجيش المصرى»، مؤكدًا استعداده لتقديم كل التسهيلات، كما تم التنسيق حول دعم مصر بحاملة طائرات أمريكية، وأيضًا إحياء التصنيع العسكرى فى مصر، والتى عملت إدارة أوباما على إعاقته. اللواء طلعت موسى، الخبير الإستراتيجى والعسكرى، أكد أن اللقاء كان بمثابة نقطة تحول فى إستراتيجية الولاياتالمتحدةالأمريكية تجاه مصر بشكل خاص، ونحو منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، فمن اللافت تكرار الحديث عن سبل مكافحة الإرهاب، وتطلع «ترامب» للاستعانة بمصر فى ملف مكافحة الإرهاب العالمى، مما يؤكد نجاح مصر خلال الفترة الماضية فى ردع الجماعات الإرهابية واستكمال العمليات العسكرية فى سيناء، وهو الأمر الذى أجبر الإدارة الأمريكية الجديدة على التعاون فى ملف مكافحة الإرهاب. وأشار إلى أن استمرار المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر المقدرة بنحو 1.3 مليار دولار، دليل واضح على حرص «ترامب» على التعاون العسكرى المشترك، من أجل الحفاظ على العلاقات، ونجاح مصر فى استكمال حربها ضد العناصر الإرهابية، واستهداف الطرفين استرداد الأمن بالمنطقة. اللقاء شهد عدة صور بها أداء إنسانى مختلف للرئيس «ترامب»، عما شاهدناه فى اللقاءات التى جمعته مع تيريزا ماى أو أنجيلا ميركل، خاصة أن برتوكول البيت الأبيض يلزم الرئيس بأن يكون اللقاء الأول فى المكتب الأبيض، لكن «ترامب» كسر هذا البروتوكول باستقباله «السيسى» خارج المكتب، ولقاءه على باب السيارة. بينما أكد خبراء لغة الجسد، أن «ترامب» بدت عليه الفرحة خلال لقائه بالرئيس «السيسى»، وانعكس ذلك فى تصرفاته، خاصة أن اللقاء خلا من الكلام ذى الطابع الدبلوماسى الذى يسيطر على المقابلات الرسمية، واستخدام «ترامب» كلمات إيجابية تم تكرارها أكثر من مرة خلال اللقاء المذاع، مثل «أصدقاء- حلفاء- معًا»، وهى تؤكد وجود نية صادقة وقوية لتوطيد العلاقات.