لونا بهجت: نستضيف مختصين فى الموارد البشرية لتصحيح أمور النفس والعقل رحاب أردش: الشخص الإيجابى قادر على تحديد الأهداف التى يسعى للوصول إليها يفكر الإنسان فى كل الأحيان… لكن المشكلة تتمثل دائمًا فى تساؤل واحد، كيف يفكر؟، فليس الهدف هو التفكير فقط، بل هو التفكير بطريقة إيجابية، خاصة أن الفكرة نشاط إنسانى متصل، فما وصل إليه الإنسان اليوم هو حصاد أفكاره بالأمس، وما سيصل إليه غدًا يتحدد بطريقة تفكيره اليوم، والفرق بين الإنسان الناجح والفاشل هو التفكير. قد يختلف الناس فى حظوظهم أو ظروفهم، لذا فهذه الأشياء لا تصلح مقياسًا للنجاح، أما التفكير فيمتلكه الناس بالتساوى منذ ولادتهم، لكن بعضهم ينظر إليه بطريقة إيجابية فينجح، ويتجه به آخرون وجهة سلبية فلا يصلون للنجاح بل ربما يفشلون. معظم الناس غير راضين عن حياتهم، ففى واقع الحال نجد أن كثيرًا ممن يدعون الرضا والسعادة فى حياتهم هم فى حقيقة الأمر غير راضين عن أسلوب وشكل الحياة التى يعيشونها، وكلٌ منهم يتلهف أن يغير حياته لتصبح أفضل مما هى عليه، ولكنهم يقفون عاجزين عن تحقيق ذلك، فكيف نغير أفكارنا وحياتنا للأفضل إذن؟ لنصبح أكثر إيجابية وإنتاجية وسعادة، وما الطرق والأساليب المتاحة لتحقيق ذلك؟ كانت هذه بعض الأسئلة، طرحتها جمعية دريم لاند للثقافة والتوعية، فى الندوة التى أقامتها تحت عنوان «غير فكرك وابن سعادتك»، بهدف الارتقاء بالإنسان ونشر الثقافة والوعى، بحضور عدد من خبراء الموارد البشرية والمهارات الحياتية، فى إطار ندواتها وبرامجها التدريبية التى تهدف إلى تحسين الحياة بيد الإنسان وثقافته ووعيه وبناء الحياة الدنيا وتبادل الخير بين الفرد ومن حوله. «لونا بهجت» رئيس الجمعية، أكدت أن موضوع الندوة يمس المجتمع بشكل كبير، حيث يهدف لتحقيق التوازن فى التفكير، لتصحيح تعاملاته الإنسانية، وذلك عن طريق علوم الموارد البشرية. وأشارت إلى أن الندوة استضافت مختصين فى الموارد البشرية، خاصة أن هذا التخصص مهم فى تصحيح الكثير من أمور النفس والعقل لخلق توازن الشخصيات وإنجاز العديد من المهام بهدف تحقيق حياة ناجحة. أما «هالة رأفت» نائب رئيس الجمعية، فأكدت أن الندوة اهتمت بتسليط الضوء على أساليب فعالة لتغيير الحياة، بشكل ينطلق من داخل الإنسان لتحقيق السعادة الحقيقية، وهو ما يتطلب جزءًا روحيًا وآخر صحيًا. وقالت «نرمين أمين» إخصائية الصحة الشاملة، إن الإنسان يجب أن يحاول الاستماع إلى جسده، بمعنى أنه حين يشعر بصداع فى رأسه، فهذا بمثابة رسالة يريد أن يخبره الجسم بها، عن ارتفاع السكر أو الضغط على سبيل المثال، وعلى الإنسان أن يبدأ التفاعل مع جسده ليعيش بطريقة أكثر صحة وسعادة. فيما أوضحت دكتورة رحاب أردش محاضرة الندوة، خبيرة الموارد البشرية والمحاضر المعتمد فى مجال الذكاء العاطفى والتنمية الذاتية، والحاصلة على درجة الدكتوراه فى إدارة الأعمال بمجال تنمية الموارد البشرية من جامعة عين شمس، أن التغيير يحتاج إلى قرار ومحاولة جادة، وأى إنسان يستطيع تغيير نفسه فى أى مراحل العمر دون وضع سقف معين، وهو ما يجب أن يستوعبه الفرد، خاصة أنه لا يرتبط بوقت معين، وإنما يتطلب رغبة للتغيير ما نريده فى أسلوب حياتنا.
وأضافت أن هناك فرقًا كبيرًا بين التغيير الذى يحدث كردة فعل، وبين التغيير الذى يأتى مقصودًا ونابعًا من أعماق القلب، فالتغيير هو عملية تحول من واقع نعيش فيه إلى حالة منشودة، ولكى يتم التغيير نحتاج إلى القرار والمحاولة الجادة، كما أن هناك مؤشرات حول الحاجة لتغيير أسلوب الحياة مثل «الإحباط، الملل، كثرة المشاكل، الروتين وضعف الإبداع، انعدام الإنتاجية، عدم الشعور بلذة الحياة». وأوضحت «أردش» أن معظم الناس تتبرمج منذ الصغر على أن يتصرفوا ويتكلموا بطريقة معينة، ويشعرون بأحاسيس سلبية من أسباب محددة، مضيفة: «لكننا يجب أن نعلم أن كل فكرةٍ نفكر فيها لن تأتى مفردةً مجردةً، إنّما تأتى محملةً معها بذبذبات نفسية تذهب بنا إلى السعادة أو التعاسة، ولهذا يجب علينا للتحكم فى أفكارنا ألا نفكر فيما مضى، ولا نخف من المستقبل، ولا نفكر فى أحزاننا الخاصة، ونكلل كل شىء بالرضا». وتابعت: «لتحفيز ذاتك تأكد من وضع تحديات لنفسك، فالتحديات تساوى لذة الحياة، ولتتأكد من أنك فى حالة تحفيز مستمرة شاهد واقرأ قصص الناجحين، وتخيل نفسك بعد النجاح فى تحقيق هدفك الذى ترغب فى الوصول إليه، كن دائمًا محاطًا بأشخاص ناجحين قادرين على وضع أهداف وتحقيقها، لا تقلد أحدًا، لا تقارن نفسك بأحد، لا تلم نفسك فى حالة عدم النجاح فى تحقيق ما ترغبه ولكن حاول مرة أخرى». وأشارت إلى أن الشخص الإيجابى هو القادر على تحديد ما يريده والأهداف التى يسعى للوصول إليها، ويبدأ فى وضع خطة وطرد الأفكار السلبية، ليكون قادرًا على الإبداع والابتكار، ومحبوب من جانب زملائه فى العمل، وكذلك بين أهله وأقاربه وأصدقائه، خاصة أن الشخص الإيجابى يتصف بالتفاؤل، فهو شخص ملىء بالأمل، ينظر إلى الرسائل السلبية التى يتعرض لها على أنها فرص يجب عليه أن يستغلها بشكل صحيح، ويدرك أن الفشل خطوة يجب أن يمر بها للوصول إلى النجاح، ويحترم الآخرين. وقالت إن الشخص الإيجابى يتقبل آراء الآخرين بصدر رحب، ويستخدم العبارات التى تحمل معانى إيجابية أثناء حديثه معهم، كما يتسم بالجمال، فعيناه لا ترى إلا الأشياء الجميلة، فهو شخص ملىء بالطاقة والحيوية يحب العمل ويتقنه، يعمل على إسعاد غيره، ويحب الخير للناس، كما أنه شخص منظم فى كل شىء سواء فى العمل أو المنزل. واستكملت «أردش» قائلة: «يجب علينا تعزيز الثقة بالنفس والعمل، وأن ننظر إلى الحياة والمستقبل بنظرة تفاؤلية، وعدم الخوف من طرق أبواب جديدة فى الحياة، والاقتراب والتعامل دائمًا مع الفئة المنتجة والناجحة فى المجتمع، فيما توجهت السيدة لونا بهجت بالشكر للدكتورة رحاب أردش على المحاضرة المفيدة والمتميزة والحضور وكل من ساهموا فى نجاح المحاضرة. وأكدت ل«الصباح» أن المحاضرة تميزت بالتدريب على كيفية تقدير الذات والإيمان بقدرة الإنسان على تحقيق أهدافه والاستفادة من كل دقيقة لبناء وتوازن الحياة لتكون حياة ناجحة وسعيدة.