جامعة القاهرة تضم شوارع مخصصة للعشاق وأخرى للحشيش مخدرات متنقلة تنشط ليلًا ب«عين شمس».. و«حلوان» تتحول إلى ملهى بعد السادسة مساءً «الليل ستَّار» مقولة شعبية صميمة تشير إلى دور عظيم يتطوع الظلام فى منحه للجميع، خاصة من ينوى فعل ما يشينه ويدينه نهارًا، لاسيما فيما لو كان هذا الفعل فى مجتمع شبابى، يغمره الاندفاع والتهور. ومن قلب عدد من الجامعات، تمكنت «الصباح» من رصد وتوثيق بعض الأفعال لبعض الطلاب غير مقبولة، فى غفلة تامة لدور الأمن، الذى يخشى أحيانًا ممارسة دوره الحقيقى خوفًا من إيذاء محقق يلحق بصاحب.
القاهرة.. back area اشتهرت شوارع بعينها داخل جامعة القاهرة ببعض الأنشطة المرفوضة والمنبوذة أخلاقيًا ومجتمعيًا، يختار البعض فعلها فى غفلة من الزمن داخل الجامعة، حتى أن بعضهم أطلق على بعض الشوارع والممرات بLove Streets، أو شوارع الحب، ولم يعد شارعًا واحدًا كما عهدناه زمان، فمع كثرة عدد الطلاب يكثر العشاق داخل الجامعة، يجلس فيها الطلبة والطالبات فى أوضاع تبدو مخلة وغريبة بعض الشىء، تختلف عن تصرفاتهم وأفعالهم داخل المحاضرات، لأنها غالبًا ما تكون بعيدة عن الناظرين والزحام، ولهذه الشوارع سمات خاصة -كما رصدتها «الصباح»- فهى كثيفة الأشجار بعض الشىء، وتتميز بالهدوء الذى يوفر مناخًا رومانسيًا يحتاجه كل عاشق. أشجار هذه المنطقة وثقت عددًا لا بأس به من العلاقات الوهمية، وشهدت اعترافات عاشقين ربما لم يعرفها أحد إلى الآن، حيث اختار أصحابها أن ينقشوا عليها حكاياتهم مذيلة بتوقيعاتهم، وتعهدات كثيرة بالبقاء والاستمرار فى العلاقة، وتواجد هؤلاء الطلاب ينشط كثيرًا ليلًا، حيث يصحبهم الظلام دائمًا إلى عالم آخر. تقول لمياء السيد، كلية التجارة جامعة القاهرة، «أشهر تلك الأماكن ممر يتوسط الكلية ويفصلها عن كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ولم أكن أعلم فى البداية أن هذا المكان مخصص لذلك، إلى أن حذرنى أصدقائى من التواجد داخله ليلًا أو حتى نهارًا». فيما قالت إسراء منصور، «المنطقة الخلفية لكلية الآداب، يطلق عليها (back area)، وهى الأكثر خطورة، يحدها ظهر المبنى القديم للكلية، ومن الجهة الأخرى سور يفصل الطلاب عن الشارع، وهى منطقة تكتظ بالمحبين من الطلاب طوال اليوم وليس ليلًا فقط، وفى أوضاع غير لائقة أحيانًا، وهناك طلاب يجلسون فى هذه الأماكن باحترام كامل، وهم أبعد ما يكونون عن تلك الأفعال». أما محمد على، فيرى أن محيط كلية الآثار يفوق المنطقتين السابق ذكرهما من حيث الانحراف، مؤكدًا أن رائحة الحشيش لا تنقطع هناك، حتى أن أفراد الأمن نفسهم يخافون الدخول لفض أى اشتباك يحدث فى هذه المنطقة، التى تكثر بها المشكلات دائمًا.
عين شمس.. مخدرات كلية الحقوق فى عين شمس لم تختلف الأمور كثيرًا، إلا أنها تميزت بانتشار كبير لبعض المواد المخدرة التى تتنقل بين الطلاب ليلًا، فيما يقول فوزى سعد، طالب بالجامعة «من أكثر الأماكن التى ينتشر بها ذلك خلف كلية الحقوق، وعادة يخشى الأمن المرور خلالها، لكثرة مشاكلها». ورصدت «الصباح» عددًا آخر من الأفعال المخلة داخل الجامعة، وتقول طالبة بالجامعة: «أخجل من الجلوس ببعض شوارع الجامعة لسمعتها السيئة، ولكننى وجدت معظم الأماكن بالجامعة لا يخلو من مشاهد العشاق، الذين يتجرؤون أحيانًا فيقدمون على بعض الأفعال المرفوضة أخلاقيًا».
حلون.. قبلات شارع الحب وفى جامعة حلوان، وبعدما دقت السادسة مساءً، وتحرك أمن الجامعة لإخلاء الحرم الجامعى، هدأت الساحة وأغلقت الكافيهات الثلاثة الموجودة أمام الباب المواجه لمحطة المترو، أبوابها، لفترة قليلة، وخلال أقل من ساعة خرج الطلاب من المبنى السكنى الخاص بالمغتربين المقام جهة اليمين، والطالبات من المبنى السكنى جهة اليسار الخاص بالمغتربات، ليلتقوا فى المنتصف، إما إلى الكافيهات الثلاثة، التى عادت أيضًا إلى فتح أبوابها، وإما إلى ما يسمى ب«شارع الحب» المواجه لكلية التجارة، حيث يجلسون فى أوضاع لا تليق، ولا مانع من تبادل بعض القبلات بين آونة وأخرى.. وبهذا الشارع يمكن أن تشاهد أيضًا تدخين الطلاب -والطالبات أحيانا- للحشيش وأنواع أخرى من المخدرات، ورصدت (الصباح) مطاعم وكافيهات بالجامعة تخفى الحشيش داخلها، حتى انصراف الأمن ليلًا، وكأن الجامعة تتحول بعد غياب الشمس إلى ملهى ليلى، وعلى الرغم من أن كل هذا يحدث أمام أفراد أمن مبانى السكن، إلا أنه لم يتدخل أحد لمنع تلك السلوكيات، فظلت طوال الليل، شربًا وأوضاع مشينة وقبلات، يتخللها الضحك الصاخب. وتعلق الدكتورة علياء النفيس أستاذ علم والنفس والاجتماع بجامعة حلوان، بأن «إدارة الجامعة تردد منذ زمن أنها تريد فصل مبنيى المغتربين والمغتربات، إلى خارج الحرم الجامعى، ولكن ميزانية الجامعة لا تسمح، والآن نحن بصدد تعيين حراسة من الأمن داخل مبانى الجامعة ليلًا وليس فى الخارج فقط».