«إفرايم»: نترقب وعده ب«تغيير الديكتاتوريات».. «خليل»: أتوقع تعاونه لإبعاد شبهة «العنصرية» سيظل يوما الحادى عشر من سبتمبر، والتاسع من نوفمبر، علامتين فارقتين فى تاريخ الشعب الأمريكى، الأول يؤرخ لمرحلة ظهور الإرهاب بصورة بشعة للمرة الأولى فى أمريكا، بعد تدمير برجى التجارة العالمى، والثانى يمثل المفاجأة الكبرى، ليس فقط للأمريكان بل لكل العالم، بفوز المرشح «دونالد ترامب» برئاسة الولاياتالمتحدة، متفوقًا على «هيلارى كلينتون»، المرشحة التى رآها البعض، ممن خاب ظنهم بعد ذلك، قد دخلت «البيت الأبيض»، وتربعت على عرشه. وما بين مؤيد ومعارض لفوز مرشح الحزب الجمهورى، ظهرت قراءات وتحليلات لمستقبل العلاقات بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وقارة إفريقيا، فى ظل تصريحات «ترامب» المتناقضة عن القارة السمراء ومواطنيها، فمرة تجده متحمسًا لخلق علاقات مثمرة بين بلاده والقارة، وأخرى يخرج عنصريًا بتصريحات ساخرة من أبناء القارة السمراء، وحاجتهم ل «إعادة تأهيل». وفى هذا الشأن، يقول «إياسو إفرايم»، الخبير الإثيوبى، إنه لن يكون هناك تغيير كبير فى مستقبل علاقات أمريكا بالقارة الآن، وسابقًا فى عهد الرئيس المنتهية ولايته «باراك أوباما»، خاصة وأن «ترامب» تحدث عن ضرورة تغيير النظام «الديكتاتورى» لبعض الحكومات الإفريقية، وهو أمر سيكون غاية فى التعقيد، مضيفًا: «ترامب عمل على استخدام كل أسلحته ووعوده للفوز فى الانتخابات، ويجد نفسه الآن مجبرًا على تنفيذها، والالتزام بما قاله حول نشر الديمقراطية، ومحاربة التطرّف الإسلامى، والنظر بعمق للاستفادة المتبادلة الاقتصادية». وتوقع الكاتب الصحفى «عماد خليل» أن يعيد «ترامب» يد التواصل مع الدول الإفريقية، وذلك لإبعاد شبهة التعنت ضد الأمريكان من أصول إفريقية، وللمزايدة على موقف «أوباما» بالقول إنه لم يقدم شيئًا للقارة السمراء، رغم أن والده كينى، والتفاؤل الكبير لدى أبناء القارة وقت انتخابه. ورغم أن «ترامب» كانت له تصريحات «عنصرية» قال فيها إن «إفريقيا بحاجة للاستعمار 100 عام أخرى»، إلا أن كبار مستشاريه خرجوا لينفوا صحتها، مؤكدين أنها تمت تحريفها، وأنهم يكنون كل احترام لإفريقيا وقياداتها. وفيما يتعلق بمصر، فإن «ترامب» يرتبط بعلاقة قوية مع الرئيس عبد الفتاح السيسى، والذى كان من أوائل الرؤساء المتصلين ب«ترامب»، لتهنئته على الفوز، ودعوته لحضور مصر قريبًا، كما أنه توقع فوزه منذ أكثر من شهرين، عندما التقى به على هامش زيارته الأخيرة فى «نيويورك». ويقول الكاتب الصحفى «هانى دانيال»، الباحث السياسى بزمالة جامعة «هاواى» الأمريكية، والمراسل بالأمم المتحدة: «بعد فوز ترامب، ومعه أغلبية بالكونجرس، ما يسمح بفترة رئاسية جمهورية خالصة، علينا أن ننتظر ماذا سيقدم للشرق الأوسط الذى مزقته الحروب والفوضى؟، فضلاً عن انتشار الجماعات الإرهابية، وماذا يمكنه أن يقدم للقارة الأوروبية من تعزيز الروابط التجارية كمان كان يحدث من قبل؟، خاصة فى ضوء ترقب وحذر من النزعة الإقصائية له، لكن أتوقع أن يعدل عنها، فخطاب الحملات الانتخابية يختلف تمامًا عن الخطاب الرئاسى، وهو ما ظهر بسرعة فى خطاب النصر، حيث قدم ترامب خطابًا عقلانيًا هادئًا يبشر بمرحلة جديدة». وتابع: «التحدى الأكبر لترامب هو ماذا سيقدم للأفارقة والمواطنين من أصول لاتينية؟، فى ضوء المخاوف التى انتشرت بين هذه الفئات تحديدًا، خشية النزعة الإقصائية التى اشتهر بها طوال فترة الانتخابات، وإن كنت أرى أنه سيكون من الطبيعى أن يزور عددًا من البلدان الإفريقية، ويعزز الشراكة والروابط التجارية بين القارة السمراء والولاياتالمتحدة». واستكمل: «إن كان لديه ملاحظات أو آراء مغايرة لاهتمامات الأفارقة، إلا أنه رجل أعمال بالأساس، والبحث عن أماكن جديدة ومختلفة للاستثمار من أهم مكونات شخصيته، ومن ثم بالأولى القارة السمراء تحتل هذا الأمر، مع مراعاة أنه سيزور هذه البلدان منتشيًا ومحمولًا على الأعناق وهو ما يتفق مع شخصيته التى تحب هذه النوعية من الترحيب».