نوال الدجوى تتربع على عرش جامعة أكتوبر.. ورجل الأعمال عبدالفتاح رجب صاحب أول جامعة خاصة بالإسكندرية حسن راتب امتلك جامعة سيناء رغم أنها جامعة أهلية بقرار جمهورى صديق عفيفى يرأس جامعة «الوزراء السابقين» الشهيرة ب«النهضة» التعليم أصبح مجالًا «للبيزنس» جاذبًا لرجال الأعمال الطامحين فى زيادة ثرواتهم، فمع زيادة صرخات الطلاب والأهالى من صعوبة امتحانات الثانوية العامة وهى المرحلة المؤهلة لدخول الجامعات فى ارتفاع التنسيق وعدم القدرة على دخول عدد كبير من الطلاب الكليات التى يحلمون بها لتحقيق طموحاتهم، يبدأ دور رجال الأعمال بفتح أبواب جامعاتهم الخاصة لضم هؤلاء الطلاب، مقابل آلاف الجنيهات. وبالطبع طالما تواجد مجال للاستثمار، فهناك أسماء هى الأبرز فى هذا المجال، يعدون كأباطرة لسوق الجامعات الخاصة فى مصر، فكان ل«الصباح» رصد أهم هؤلاء المستثمرين ودورهم فى المجتمع. إمبراطورية نوال الدجوى تعتبر جامعة أكتوبر للآداب والعلوم الحديثة من أفضل الجامعات الخاصة، التى يقبل عليها عدد كبير من الطلاب عقب انتهائهم من مرحلة الثانوية العامة، وتوجد فى محافظة الجيزة بمدينة السادس من أكتوبر، وأسستها الدكتورة نوال الدجوى رئيسة مجلس أمناء الجامعة، وتعد اللغة الإنجليزية هى اللغة الأساسية فى لغة التعليم بها. تتراوح أسعار كليات جامعة أكتوبر للآداب والعلوم الحديثة للفصل الدراسى الواحد، وفقًا لما يلى: كلية الصيدلة 23 ألف جنيه، كلية طب الأسنان 28 ألف جنيه، كلية التكنولوجيا الحيوية 20 ألف جنيه، كلية الهندسة 21 ألف جنيه، كلية علوم الحاسبات 16 ألف جنيه، كليات الإعلام والفنون والتصميم والعلوم الإدارية جميعهم بمصاريف تصل إلى 18 ألف جنيه، كلية اللغات 13 ألف جنيه، يقبل عليها آلاف الطلاب سنويًا، لما حققته من سمعة طيبة فى مجال التعليم الخاص خلال السنوات القليلة الماضية. عاشق «فلوس» سيناء رجل لقب نفسه «بعاشق سيناء» لامتلاكه مشاريع ضخمة فيها فيما لقبه أهالى سيناء ب «رئيس جمهورية سيناء»، معروف فى الوسط الاعلامى لامتلاكه قناة فضائية شهيرة، دخل مجال التعليم عندما امتلك جامعة سيناء وتقلد منصب رئيس مجلس إدارة الجامعة التى قام بإنشائها عام 2006 بناء على قرار رئيس الجمهورية رقم 363 لعام 2005 أى فى عهد محمد حسنى مبارك.. إنه حسن راتب، رجل الإعلام الشهير الذى دخل مجال التعليم الأكاديمى، من مواليد عام 1947، يمتلك عدة مشروعات للتنمية فى سيناء من بينها الجامعة التى أنشأها فى موقع متميز مطل على ساحل البحر المتوسط، ليصبح قريبًا من الإسماعيليةوالقاهرة والعريش ليجذب أكبر عدد من الطلاب من تلك المحافظات المحيطة. أما عن مشروعاته الأخرى فهو يمتلك مصنع أسمنت سيناء وهو رئيس جمعية مستثمرى سيناء، بالإضافة إلى مؤسسة سما للتنمية الاجتماعية ومؤسسة سيناء للتنمية، وهو أيضًا المنسق العام للمشروع المصرى الاستراتيجى للتنمية المحلية فى سيناء، بجانب مجموعة أخرى من المشروعات الكبرى التى تتركز فى سيناء على وجه الخصوص. ل«راتب» دور كبير فى الأعمال الخيرية والمجتمعية، أبرزها إعادة إنشاء مدرسة «المدامود» بالأقصر وإهداؤها إلى هيئة الأبنية التعليمية، وتجديد وتطوير وتأثيث مدرسة المساعيد الثانوية بنات بشمال سيناء، والمساهمة فى مشروع مساكن زينهم، بالإضافة إلى التبرع بمركز غسيل الكلى بمستشفى جامعة الزقازيق، وإنشاء مركز كفالة الأيتام بالعريش. ورغم تلك الأعمال وغيرها، إلا أن هناك انتقادات وجهت إليه بأنها أيضًا للبيزنس مع الحكومة وليست خالصة للخير، باعتبارها أشياء مقابل أخرى ومقابل تسهيلات، ليتمكن من الاستحواذ أكثر على مشروعات وأراضٍ ضخمة، وهو من أكثر رجال الأعمال الذين وجه ضدهم سيل من البلاغات بعد سقوط حكم مبارك، كان من أبرزهم البلاغ الذى حمل رقم 1625 / 18 سنة 2011، من الناشط السياسى مجدى عبدالهادى حداد، الذى اتهم راتب بالاستحواذ على عقد توريد «الطفلة» وهى المادة الرئيسية لصناعة الأسمنت، بعقد سنوى بلغ 5 آلاف جنيه، فى حين أنه يتم توريدها للمصنع الذى انتقلت ملكيته لشركة استثمارية أخرى ب 42 مليون جنيه سنويًا، أما بخصوص الجامعة فجاء فى البلاغ حصوله على ترخيص بإنشاء جامعة سيناء الخاصة بوصفها جامعة أهلية ذات مصاريف مخفضة وحصل على قروض ومعونات باعتبارها جامعة أهلية، بينما تحولت الجامعة إلى جامعة خاصة تحصل على آلاف الجنيهات كمصاريف. المصاريف السنوية لجامعة سيناء -على حد تأكيد محمد عبدالرحمن، أحد طلاب الجامعة- تبلغ 44 ألف جنيه للهندسة، والصيدلة ب54 ألف جنيه، والأسنان 58 ألف جنيه فى العام الدراسى الواحد. وتشكو ليلى إبراهيم، إحدى أولياء الأمور، من أن مصاريف الجامعات الخاصة تستنزف جيوب الأهالى بسبب ارتفاع التنسيق الخاص بالكليات الحكومية، فيضطر الأهالى لإدخال أبنائهم الجامعات الخاصة (مهما كان الثمن) لتلبية طموحات الأبناء، مشيرة إلى أن المصاريف لا تشمل الكتب، بخلاف المصروف اليومى للطالب وغيرها من المستلزمات. جامعة فاروس تعد أول جامعة خاصة فى الإسكندرية، وبالتحديد فى منطقة سموحة، بدأ نشاطها تحديدًا عام 2066، مؤسسها ورئيس مجلس أمنائها رجل الأعمال محمد عبدالفتاح رجب، ولم تكن «فاروس» هى المشروع التعليمى الوحيد له، فسبق أن أشرف على المعهد العالى للتكنولوجيا ومدارس الريادة بالإسكندرية، وتضم جامعة فاروس 7 كليات هى كليات «الصيدلة» بمصروفات تصل إلى 50 ألف جنيه، وكلية العلوم الطبية ب 18 ألف جنيه، وكلية العلاج الطبيعى ب 31 ألف جنيه، وكلية الهندسة ب 39 ألف جنيه، وكلية طب الأسنان ب 49 ألف جنيه، وكلية العلوم المالية والإدارية ب 26 ألف جنيه، أما كلية الدراسات القانونية فتبلغ مصروفاتها 18 ألف جنيه. جامعة الوزراء السابقين يعد صديق عفيفى، أحد أهم أباطرة الاستثمار فى الجامعات الخاصة، فهو يترأس مجلس أمناء جامعة النهضة فى بنى سويف التى تأسست بقرار جمهورى رقم 253 / 2006، ويقوم بالتدريس فى الجامعة مجموعة من الوزراء السابقين، فكان يدرس بها رئيس الوزراء الأسبق عبدالعزيز حجازى (قبل وفاته عام 2014)، والمستشار عادل عبدالباقى، وزير التنمية والتخطيط الأسبق، ود. محمد ناجى شتلة، وزير التموين الأسبق، ود. إبراهيم بدران، وزير الصحة الأسبق (قبل وفاته نهاية العام الماضى)، فى حين يترأس الجامعة د. أنس جعفر، محافظ بنى سويف الأسبق. صديق عفيفى، من مواليد عام 1941، حصل على بكالوريوس فى التجارة جامعة القاهرة، ثم حصل على الماجستير من جامعة مانشستر، ثم الدكتوراه من جامعة برادفورد، فى بريطانيا. أما عن مصاريف الجامعة فبلغت 26 ألف جنيه لكلية الإعلام، والصيدلة 46 ألف جنيه وطب الأسنان 49 ألفًا، والهندسة 42 ألف جنيه فى العام الواحد، وهو ما أكده عبدالسلام العراقى، ولى أمر طالب بالجامعة، الذى أكد أنه رغم كل تلك الأموال إلا أن مستوى التعليم فى الجامعات الخاصة عادى، فهى ليست جامعات ذات مناهج عالمية مثل الجامعة الأمريكية أو الالمانية وغيرهما من الجامعات الدولية المعترف بها على مستوى العالم، كما أن طلاب الهندسة على وجه الخصوص يواجهون مشكلة مع النقابة التى ترفض منح عضويتها لخريجى الجامعات الخاصة، وهم الآن مهددون بعدم دخولهم النقابة «ويا عالم على ما يتخرجوا». وبحسب آخر الإحصاءات فى مصر لعام 2015 على الموقع الرسمى لوزارة التعليم العالى، فيبلغ عدد الجامعات المصرية 63 جامعة وأكاديمية تعمل فى مصر، منهم 20 جامعة خاصة و12 أكاديمية و4 جامعات أهلية، فى حين بلغت الجامعات الحكومية 27 جامعة.