«أطباء كشفوا لسيدات عن تشغيلة تنتج أقراصًا غير مطابقة للمواصفات» «الصيادلة: الوزارة تعتمد على أنواع رخيصة.. والصحة: لاتوجد مشاكل فى حبوب منع الحمل» لم تكن حبوب منع الحمل قد وصلت إلى المصريين البسطاء بعد، حين كان عبدالكريم، بطل قصة يوسف إدريس، الشهيرة «أرخص ليالى»، يلعن فى سريرته الخفير طنطاوى لأنه عزمه على كوب شاى «زرد» أبقاه مستيقظًا، فلم يجد مأوى إلا الفراش؛ جوار زوجته، ليوقظها بمداعبته، فى ليلة دافئة تمخضت عن ابن سابع، لم يكن يرغب فى إنجابه. حبوب منع الحمل، صارت، فى الفترة الأخيرة، هدفًا للعنات أمثال عبدالكريم، بعدما منحوها ثقتهم الكاملة، وراهنوا عليها فى متعة بلا عبء الحمل والإنجاب، إلا أن «الصباح» علمت من عدد من السيدات، من محافظات مختلفة، أنهن فوجئن بأقراص غير فاعلة لمنع الحمل، لم تحل، مؤخرًا، دون حملهن. ميساء مجاهد المقيمة، من المنيب/ جنوبالجيزة، (20 سنة)، لديها طفلان توأم تقول «عقب مرور ثلاثة أيام من تناولى لأقراص منع الحمل المعروفة باسم، ميكروسيبت، والتى أستخدمها منذ سنوات، شعرت بأعراض الحمل، وعلى الفور ذهبت إلى الدكتور وتحدث معى أنى حامل منذ يومين، فظللت أبكى، مؤكدةً له أنى منتظمة فى الحصول على جرعات أقراص منع الحمل فى مواعيدها السليمة، وعندما قمت بعرضه على الطبيب، أكد لى أنه رأى منشور التشعيلة، برقم 02150132، لنوع ميكروسيبت، وتم توزيع ما يقرب من 6 ملايين علبة على مستوى المحافظات، لصالح إدارة تنظيم الأسرة، وتم توزيعها بالمخازن الإقليمية للوحدات الصحية، وتبين أنها غير مطابقة للمواصفات وليس لديها مفعول، ولا أعلم ماذا أفعل الآن، فمن يدفع ثمن طفل ينتظر أن يأتى إلى الدنيا، ومعى طفلان توأم لم يتما السنة». «يطلبون الحد من الزيادة السكانية وتنظيم الأسرة، وهم يقدمون إلى السيدات أقراصًا غير مطابقة للمواصفات»، كلمات تكررها هاجر حسين، 28 سنة، لديها طفلة يبلغ عمرها 3 أشهر، تروى ل(الصباح): «عقب 40 يوماً على ولادتى، ذهبت إلى الدكتور حتى أحصل على وسيلة منع الحمل، فأكد لى أن أفضل الأماكن التى أحصل من خلالها على أقراص منع الحمل هى الوحدة الصحية التى أتبعها، وبالفعل ذهبت إلى الوحدة الصحية وقمت بشراء العديد من علب ميكروسيبت لمنع الحمل، وظللت مستمرة عليه، إلا إنى عدت إلى الدكتور، عندما شعرت بأعراض تشبه أعراض الحمل، وعقب الكشف، أكد أنى حامل وحينها سقطت على الأرض من شدة الصدمة، وانهرت من البكاء، لأننى أعانى تعبًا رهيبًا فى حملى، كما أنى أنجبت ابنتى خلال جراحة قيصرية، فإجراء عملية أخرى فى وقت قريب يعرض حياتى لخطر، وهذا ما أكده لى الدكتور، وعندما عدت إلى علب أقراص منع الحمل علمت أنها بتشغيلة رقم 02150132، وغير مطابقة للمواصفات، وبالتالى تناولها لا يؤثر سواء بالسلب أو بالإيجاب. نيرة مأمون، 30 سنة، تقيم بمدينة المنصورة تروى قائلة «لدى 3 أطفال وعقب إنجابى الطفل الثالث منذ 6 أشهر، قررت الاكتفاء بثلاثة أطفال وطلبت من الدكتور الحصول على أقراص منع الحمل تكفينى مدى الحياة، حتى أستطيع أن أقوم بتربية هؤلاء الأطفال بشكل سليم، وبالفعل أتناول تلك الأقراص، التى جربتها شقيقتى والعديد من صديقاتى، وبنصح من الطبيب، إلا أننى منذ أيام شعرت بأعراض الحمل، فذهبت إلى الدكتور الذى أكد حملى، كاشفًا أن التشغيلة رقم 02150132 لميكروسيبت غير مطابقة للمواصفات. حقيقة الأقراص ويكشف الدكتور إسلام زينه عضو تيار الإصلاح المهنى بنقابة لصيادلة ل«الصباح»، أن هناك أنواع كثيرة من الأدوية ناقصة فى السوق، وعلى الأخص أقراص منع الحمل، لأنه يتم استيرادها من الخارج، وأكثر الدول التى يتم استيراد الأقراص منها، سويسرا، لافتاً الى أن هناك أزمة فى هذه الأقراص، خاصة أن المستورد منه سعره مرتفع جداً، حيث يصل سعر الشريط ل30 جنيهاً، أما الأقراص المحلية، التى توفرها وزارة الصحة فسعر الشريط يبدأ من 5 جنيهات إلى 15 جنيهاً. الدكتورة علياء إسماعيل استشارى النساء والتوليد بأحد المستشفيات الخاصة، قالت «هناك إقبال كبير جداً من السيدات، خاصة فى المناطق الريفة والعشوائيات على أقراص منع الحمل، نظراً لانخفاض سعرها، حيث يتم صرفها من الوحدات الصحية بكل محافظة، وهذا ما يجعلها فى متناول يد السيدات»، لافتة إلى أن هذه الأقراص قد تتسبب فى حدوث الحمل، بالنسبة للسيدات اللائى يعيشن فى القرى والأرياف، نظراً لأنهن لا يكن على دراية كاملة بمواعيد هذه الأقراص. وأضافت علياء «هناك نوعان من أقراص منع الحمل، منها الأقراص التى يتم إعطاؤها للسيدة بعد الولادة مباشرة ويتم أخذها صباحاً ومساءً بانتظام شديد وهذه الأقراص تكون ضرورية للسيدات حتى لا يحدث حمل إذا تخلفن عن ميعادها، وحدثت حالات حمل عديدة لسيدات تناولن هذه الأقراص، ومن المفروض أن تستمر السيدات فى تناول هذه الأقراص لمدة شهر بعد الولادة، وبعدها يتم تناول نوع آخر من الأقراص، يتم صرفها من الوحدات الصحية أيضًا، وهى الأقراص العادية التى تؤخذ فى أى وقت من اليوم قبل العلاقة الحميمة بين الزوجين بساعة أو ساعتين، وهى أيضًا تتسبب فى قلق بالنسبة للمتزوجين الجدد، حيث إن نسيان المرأة أخذ هذه الأقراص قبل العلاقة الحميمة، قد يتسبب فى الحمل. وأوضحت «هناك بعض الأضرار التى تسببها أقراص منع الحمل، خاصة الرخيص الثمن، منها أضرار هرمونية مثل تكوين مياه تحت الجلد وهشاشة عظام واحتمال الإصابة بأورام، بالإضافة إلى تقليل كميات اللبن فى حالة الرضاعة الطبيعية، لأن هذه الأقراص تتسبب فى تغيير هرمونات الجسم، حيث تصدر هرمونات معينة لعدم الحمل ولذلك تقبل السيدات على الأقراص المستوردة لأن مفعولها عال ومضمونة، ولا تقلل كميات اللبن للطفل»، مشيرة إلى أن أفضل وسائل تنظيم الأسرة هى «اللولب»، وهو أأمن وسيلة، تمنع الحمل. وكشفت مصادر مطلعة داخل وزارة الصحة أن التشغيلة غير المطابقة للمواصفات، تم سحبها من الوحدات الصحية وإعدامها، مع التكتم بشكل كبير عليها. إلا أن الدكتورة سعاد عبدالمجيد مساعد وزير الصحة لشئون تنظيم الأسرة نفت تمامًا، ل«الصباح» وجود أى مشاكل فى التشغيلات الخاصة بحبوب منع الحمل، التى توفرها الوزارة على الوحدات الصحية وعيادة تنظيم الأسرة بالمحافظات المختلفة.