تعطيش الشركات الخاصة للسوق.. وتوقف مصنع المحاليل الحكومى الأكبر.. وعدم تطوير باقى خطوط الإنتاج رئيس «بحوث الدواء»: الأزمة شديدة وستتكرر.. و»الصحة»: ما فيش مشكلة عجز شديد شهدته المستشفيات والصيدليات فى محاليل الوريد، التى يحتاج اليها ملايين المصريين يومياً، وهذا ما ادى الى ارتفاع اسعار المحاليل بشكل كبير، وحالة من الغضب بين الصيادلة، ما دفع وزارة الصحة الى طرح ما يقرب من مليون ونصف مليون عبوة من المحاليل الوريدية، من خلال الشركات المنتجة إلى المديريات والمستشفيات وشركات التوزيع، لسد العجز. المعلومات التى حصلت عليها «الصباح» توقعت ألا تنتهى ازمة نقص المحاليل بسهولة، «لأن الكميات التى وفرتها وزارة الصحة ستكفى لبضعة ايام وبعد ذلك ستعود الازمة مرة اخرى»، مؤكدين أن هناك 3 اسباب حقيقية وراء هذه الكارثة، وهى ان هناك شركات ادوية تتحكم بشكل كبير فى كميات المحاليل، وتقوم بتخزينها حتى تعطش السوق، فضلاً عن إغلاق المصنع المتحكم فى 60فى المائة من انتاج المحاليل فى مصر، وعن عدم تطوير خطوط انتاج جديدة للشركتين الحكومتين اللتين تعتمد عليهما وزارة الصحة فى انتاج المحاليل وهما شركتا النصر والنيل. الدكتور على عبد الله مدير مركز البحوث الدوائية وعلاج الإدمان أوضح ل«الصباح»، ان المحاليل الطبية فيها نقص شديد فى السوق منذ فتره طويلة والغريب أنها موجودة بالسوق السوداء، وهناك مصانع محدودة تقوم بإنتاجها مثل شركتى النصر والنيل وهما شركتان تتبعان الحكومة ويمثلان 40فى المائة من حجم انتاج المحاليل فى مصر، فضلاً عن هذه المصانع، لم يتم ادخال خطوط انتاج جديدة عليها منذ سنوات، وهذا ما يجعلها عرضة للتوقف فى أى وقت. عبدالله اشار الى ان المصنع الوحيد الذى كان يتحكم فى 60فى المائة من انتاج المحاليل فى مصر توقف بقرار من وزير الصحة السابق الدكتور عادل العدوى، على خلفية وفاة 4 اطفال فى بنى سويف فى وقائع موثقة بسبب كمية من المحاليل التى ينتجها المصنع واتضح انها فاسدة ومنذ تلك الفترة وهناك نقص حاد فى المحاليل، التى تعتبر سلعة استراتيجية يحتاج اليها كل مريض، فإذا تعرض اى شخص لهبوط فى الدورة الدموية أو مشاكل فى الضغط فان اول عقار يصفه له الطبيب هو المحلول، نظراً لانه معوض للفيتامينات وجميع العناصر التى يحتاجها الجسم، وهناك آلاف المرضى الذين يجرون عمليات جراحية يحتاجون اليه بعد العملية مباشرة لمدة اسبوع، وفى اوقات لاسبوعين. وتوقع عبدالله حدوث ازمة اخرى فى المحاليل خلال الفترة القليلة المقبلة، نظراً لان هذه الكميات لن تكفى المرضى، مشيراً الى انه لابد من حل جذرى لهذه الازمة، وهى انشاء مصنع للمحاليل يتبع وزارة الصحة مباشرة، حتى تضمن حصتها من المحاليل ولكى ترضخ للشركات الخاصة، اذا حدثت عندها مشكلة فى خطوط الانتاج أو حدثت كارثة، مثل مصنع المحاليل الذى اغلق منذ فترة. لكن الدكتور خالد مجاهد المتحدث الرسمى للوزارة ل»الصباح» أكد انه «لا نقص فى المحاليل، بعد توفير مليون عبوة تم توزيعها على المستشفيات من المحاليل الوريدية، مثل الجلوكوز ومحلول الملح والرينجر، حيث تتعدى الأرصدة فى الشركات المنتجة ما يزيد عن نصف مليون عبوة من محلول الجلوكوز وما يتعدى مليون عبوة من محلول الملح، وكذلك ما يقرب من ربع مليون عبوة من محلول الرينجر، بخلاف المحاليل الاخرى، بالإضافة الى ما يتوافر فى شركات التوزيع المختلفة من ارصدة تغطى الاستهلاك».