أحس به قلبى قبل أن أعلم بوجوده كأن روحه عندما دبت بداخله امتزجت بروحى لتكون روح واحدة وكيان واحد. رغم إحساسى الشديد به بداخلى ألا أنى لم أتقبل تأكيد وجوده بنفس تلك الفرحة التى أشاهدها فى المسلسلات والأفلام كان الخوف من المسئولية يسيطر على أكثر من فرحتى بوجوده. وكلما كبر بداخلى ازداد تعلقى به أكثر وأكثر، كنت أتحدث معه فى كل شىء وكنت أحكى له عن كل الأحداث التى تمر فى حياتنا. وحفظت كثيرًا من أغانى الأطفال لأغنيها له ومتشوقة كثيرًا لرؤيته، كنت أعلم أنه ولد، وجنونى للشراء كان فائدة له، فعندما أذهب لأى مكان أبحث له عن أى شىء، أحضرت له العديد من الملابس، وكنت دائمًا أضعها أمامى وأنظر إليها وأتخيله وهو مرتديها أمامى. مرت الأيام سريعة، وعندما كنت أحضر شنتطى استعدادًا للذهاب إلى المستشفى كنت لا أعلم أضع هذه أم هذه كأنى كنت أريده بكل الأشياء التى اشتريتها من أجله فى نفس الوقت. حتى جاء اليوم الذى أنارت بيه دنيتى وعندما شاهدته أمامى نسيت كل آلامى كأن هذه الآلام كانت تحفر حبى وعشقى له داخل أعماق كيانى. علاقتى بيه لا توصف ولا تشبه أى شىء عشته قبل ذلك بحياتى فهو صديقى وابنى وحبيبى الذى أخاف عليه من الهواء كما يقولون أحب من يحبه وأكره من يغضبه. هو النعمة الكبيرة التى منحها الله لى التى أشكره عليها أناء الليل وأناء النهار وأدعو الله دائمًا أن يحميه ويحفظه ويبارك فيه ويجعله بارًا بدينه وبدنياه. «ربى لا تزرنى فرداً وأنت خير الوارثين» اللهم اعطى كل مشتاق وبارك لنا فى أولادنا واحفظهم أنت خير الحافظين.