ودارت الأيام واستكمل حياته وأتم خطبته وبدأ يخطط لحياته المستقبليه مع الفتاة التى اختارها عقله ولكنه كان من داخله ينتظر أن يرى بريق عينها الذى كان يراه فى الأخرى. ولكن دائمًا كانت خطيبته صامتة لا تريد أن تحدثه كثيرًا أو تخرج معه، كان مفتقدًا أشياء كثيرة كانت تفعلها معه الأخرى. أما هى فتغلب المرض عليها فكانت لا تستطيع أن تقاوم مرضها بقلب مكسور وتدهورت حالتها وكانت لا تفارق المستشفى. وفى يوم طلبت من صديقتها أنها تريد أن تراه فقط أن تنظر إليه قبل أن تموت. فقالت صديقتها بعد كل هذا تفكرين فيه؟..ردت عليها وقالت نعم فأنا سامحته على كل ما فعله بى فقلبى الذى أحبه لا يعرف سوى أن يحبه. وكأن هذه الكلمة قالتها بكل ما أوتيت من حب حتى أحس بها فى نفس تلك اللحظة.. أحس بها كأنها رسالة من قلبها لقلبه لتشعره أن له قلبًا فقد الإحساس به عندما تركها.. فقد أصبح إنسانًا بدون إحساس أو مشاعر لا يعمل إلا بأوامر العقل. حينها أدرك معنى الحب وأنه كان يحبها بالفعل وأنه أضاعها من يده.. ذهب مسرعًا لخطيبته ليقول لها إن قلبه ليس ملكه وإنه ينبض بحب الأخرى وخلع خاتمه وأعطاها إياه وقال لها الحب كل شئ ويجب أن تبحثى عن حبك وإن وجدته لا تتركيه أبدا من يدك فهو لا يعوض بأى ثمن. وعلى الفور ذهب ليحادثها وجد أنه قد حذف اسمها من على هاتفه ولكن لم يستطع أن يحذفه من عقله.. ولكن لم يستطع أن يوصل إليها فهاتفها كان دائمًا مغلقًا. فذهب إلى صديقتها بالعمل وهنا أخبرته صديقتها بكل ما حدث وأيضًا أخبرته بأمنيتها أن تراه حتى ولو المرة الأخيرة..فذهب مسرعًا على المستشفى ليراها ويقف بجانبها لتخرج من تلك المحنة وتقوى به. وفى لحظة دخوله إليها وجد الطبيب يغطى رأسها ويقول لوالديها: لقد فارقت الحياة. فقد فارقت روحها جسدها الضعيف. حينها لم تستطع رجلاه حمله وقال حتى أمنيتها الأخيرة لم أستطع أن أحققها لها. فقد حبانى الله بحبها ولكنى لم أعرف قيمة ذلك الحب لم أعرف قيمة لمعة عينها التى بأفعالى أطفأتها.