مصادر ل«الصباح»: البنية المتهالكة وراء عدم النجاح.. واليمانى: لم نفشل وبدأنا الإحلال والتجديد لم يكن توقف محطة كهرباء السد العالى عن العمل وخروجها من الخدمة، بحسب ما أعلن وزير الكهرباء، المهندس، محمد شاكر، أثناء افتتاح محطة كهرباء أسيوط فى حضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، الأسبوع الماضى، هو الأول من نوعه مما يتسبب فى خسائر لوزارة الكهرباء وإهدار أموالها، فهناك مشاريع أخرى تكلفة أموال طائلة على الوزارة وتفشل بعد ذلك لأسباب عدة، ومشروع الإسكادا هو أحد تلك المشاريع الفاشلة. تقيم وزارة الكهرباء مشاريع كثيرة، بحثًا عن رفع كفاءة شبكات نقل الكهرباء، فى شركات التوزيع والنقل والإنتاج، لتحسين الخدمة، ولكن فى مشروع التحكم الآلى المعروف ب«الإسكادا»، الذى كلف الوزارة أكثر من 100 مليون جنيه، على أقل تقدير، لم يحدث ذلك، ولم يعط المأمول منه. ووفقًاً لمصادر من داخل وزارة الكهرباء، فإن مشروع «الإسكادا» تم تنفيذه داخل محطات توزيع الكهرباء بشركات التوزيع، التى يبلغ عددها 9 شركات توزيع فى الجمهورية، لعدة أهداف، منها أولًا: تحقيق استقرار التغذية الكهربائية لدى المشتركين عن طريق التحكم فى تشغيل شبكات الكهرباء، وتقليل زمن اكتشاف الأعطال وإعادة توصيل التيار الكهربى فى وقت قصير، وثانيًا للتحكم فى فصل وتوصيل أجزاء داخل لوحات التوزيع بشبكات توزيع الكهرباء، بما يتيح إجراء المناورات من مركز التحكم الآلى، وثالثًا: كشف أعطال الكابلات التى تغذى شبكات توزيع الكهرباء والقيام بعزل مكان العطل، وإعادة توصيل التيار الكهربى من مصدر بديل آخر، وأخيرًا: إمكانية مراقبة وتسجيل جميع الأحداث التى تحدث داخل محطات الكهرباء ولوحات التوزيع داخل المدن والمحافظات التى تخدمها شركة التوزيع على مدى 24 ساعة. وكشفت مصادر مطلعة داخل الوزارة ل«الصباح» أن أهداف المشروع لم تتحقق لأنه أقيم على بنية تحتية منهارة ومتهالكة، ولا يوجد ربط أرضى بين الكابلات وبعضها، ولا توجد إشارة ربط بين أكشاك الكهرباء، تمكن من فصلها وتوصيلها عن طريق التحكم الآلى. واستدركت المصادر بأن الفائدة الوحيدة التى تم تحقيقها من المشروع هو فصل وتوصيل المفاتيح داخل لوحات توزيع الكهرباء آليًا، إلا أنه غير آمن، مؤكدة أن الفنيين مازالوا يقومون بأنفسهم بفصل وتوصيل المفاتيح يدويًا. وفى مفاجأة من العيار الثقيل، فوجئت «الصباح»، عندما سألت عن الإسكادا لدى المكتب الإعلامى بالوزارة، بأن المكتب ليس على دراية به، وبعدما كتب محرر «الصباح» الأسئلة وتركها بالمكتب، تلقى المحرر اتصالًا تليفونيًا من أحد موظفى المكتب الإعلامى يسأل عن تفاصيل أكثر عن المشروع «لأنه عندما تواصل مع قيادات داخل الوزارة لم يعرفوا شيئًا عن هذا المشروع»، لكن الدكتور محمد اليمانى، المتحدث باسم وزارة الكهرباء، أفاد ل«الصباح»، بأن المشروع تم تنفيذه فى مراكز التحكم التابعة لشركات توزيع الكهرباء ليتم التحكم عن بعد فى شبكات كهرباء ذات الجهد المتوسط، ولإمكانية الربط اللاسلكى بين لوحات توزيع الكهرباء والأكشاك ولم يفشل، بل حقق أهدافه فسهل الربط بين لوحات التوزيع وبعضها وإمكانية فصل وتوصيل المفاتيح عن طريق التحكم الآلى عن بعد». وأشار اليمانى إلى أنه يتم حاليًا إحلال وتجديد وصيانة دورية للشبكات الكهرباء ومحطات التوزيع المتهالكة لرفع كفاءتها، ليحقق المشروع الأهداف المرجوة منه بالكامل. ورد المهندس سيد بدر الدين، نائب رئيس شركة كهرباء القناة للتحكم والاتصالات والحاسبات، المختص بمشروع الإسكادا، بعد محاولات من «الصباح» لعدة أيام «بأنه لا يمكن الإعلان عن أى معلومات عن المشروع للعامة، وأن ذلك لا يهم الجمهور ويخص الشأن الداخلى للوزارة فقط».