المشير هي أسمى وأعلى رتبة عسكرية في القوات المسلحة ولا يصل إليها إلا القائد العام للقوات المسلحة، "الجنرالات لا دخل لهم بالحياة السياسية" هكذا قالها المشير محمد عبد الغنى الجمسى حينما وصف علاقة رجال القوات المسلحة بالسياسة ،كيف أثر كل من حمل لقب المشير فى الحياة السياسية ؟ أحدهم كان سببا فى نكسة 1976 والآخر قدم إنجازات جعلت منه الرجل الأول فى مصر ، إختلفت أراء العسكريين حول أيهم أسوأ وأيهم أفضل مشير فى تاريخ مصر و هل حقا المشير هو الرئيس الخفى الذى يعمل من وراء الكواليس ؟! رأى الرائد سمير نوح عسكرى متقاعد و أحد أبطال المجموعة 39 قتال إبان حرب أكتوبر أن عبد الحكيم عامر كان أقرب مشير من رئيس الجمهورية – جمال عبد الناصر – لدرجة أنه رقاه من رتبه رائد إلى مشير كما أن "عامر" كان له تأثير واضح فى قرارات عبد الناصر لدرجة أوصلت مصر لنكسة 1976 ، يليه المشير أحمد إسماعيل على ثم المشير محمد عبد الغنى الجمسى حيث كان أعظم المقاتلين فى تاريخ مصر وتدخل فى مباحثات ومفاوضات إبان ثغرة الدفرسوار ، وكان المشير أبو غزالة محبوبا وقريبا من الشعب والجيش ولكن مبارك إضطهده لإزدياد شعبيته كما أن تدخله فى حل أزمة الأمن المركزى فى الثمانينات أكسبه شعبيه كبيرة . أما عن المشير محمد حسين طنطاوى فيرى الرائد سمير نوح أنه كان الرئيس الخفى بخاصة بعد ثورة 25 يناير و يعد أفشل وأسوأ مشير مر بتاريخ مصر فالوضع فرض عليه بعد تنحى مبارك عن الرئاسة ولم يكن هناك شفافية أو وضوح فى تعامله مع الشعب المصرى فطنطاوى كان يتشبه بمبارك حينما كان يتجاهل الشعب كما انه قام بزيادة رواتب أفراد الجيش بدءا من أصغر رتبة حتى أعلاها 262% بالإضافة إلى الحوافز حتى يضمن عدم إنقلابهم و ثورتهم عليه فكان يخشى قيام ثورة ضده من داخل الجيش فى حين أهمل العسكريين المتقاعدين تماما. على صعيد آخر فقد أشار العقيد أيمن فوزى - عسكرى متقاعد – أن عبد الحكيم عامر كان محبوبا من الجيش و الشعب لكنه كان أسوأ مشيرمر على مصر و كان يتدخل كثيرا فى الشئون السياسية وفى قرارات جمال عبد الناصر أما أفضل مشير مر فى تاريخ مصر فيرى انه المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة والذى أثرى الحياة العسكرية والسياسية بمصر فقد أنشىء جهاز الخدمة الوطنية وهو السبب الرئيسي فى قدرة القوات المسلحة على الإكتفاء الذاتى بمواردها وحل المشكلة الغذائية التى مرت بمصر وإستطاع الإستفادة بخبرات القوات المسلحة وتطويعها ، اما المشير محمد حسين طنطاوى فيرى أنه أكثر من أثر فى الحياة السياسية فى مصر وجلى دوره بعد ثورة 25 يناير فقد دعم الثورة والثوار كما حاول جاهدا أن يحافظ على تماسك الجيش و وحدة الجيش و الشعب . فى السياق ذاته أشار عقيد مهندس متقاعد سمير راغب أن عبد الحكيم عامر أسوأ مشير وهو من اوصل مصر لنكسة 1976 وكان المشير أبو غزالة مؤثرا فى الحياة السياسية فى مصر وكان من أفضل العقليات الإستراتيجية على مستوى العالم و كان له قبول وشعبية كبيرة وتاريخ ثورى مشرف. ورأيه عن المشير محمد حسين طنطاوى فقد أكد أنه أكثر من إستطاع التأثير فى الشعب كما أكد أنه غير محب للظهور الإعلامى سواء قبل الثورة أو بعدها كما أنه أقدم وزير فى الوزارة الحالية وكان دوره جليا فى الثورة و إدارة القوات المسلحة والفترة الإنتقالية كما حافظ على الإنضباط والإتزان فى هذه الفترة وإستطاع أن يقود إنتخابات حرة نزيهة ووعد بتسليم السلطة فأوفى. وقد أكد اللواء محمد على بلال - خبير عسكرى - أن المشير طنطاوى كان له تأثير كبير فى وصول مصر إلى الجمهورية الثانية و إستطاع ان يحمى الثورة و يصل بها إلى النظام الديموقراطى ، أما عبد الحكيم عامر فكان مستقلا بالنواحى العسكرية و لم يكن له دور فى الحياة السياسية برغم الصداقة التى كانت تجمعه بعبد الناصر وكان له تحكما فقط فى القوات المسلحة . أما الأكثر قربا للشعب فيرى انه المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة لأنه كان يتميز بكاريزما معينة وإستطاع ان يجمع الصحفيين حوله و لديه قبول لدى الشعب أما الذى كان أكثر تأثيرا فى الحياة السياسية فهو المشير طنطاوى و لكن عندما تدخل فى الحياة السياسية فكانت له علامات جيدة و عند السؤال على الرئيس الخفى الذى يعمل من وراء الكواليس فأشار أن طنطاوى لم يكن يعمل من وراء الكواليس لأنه عندما وعد بتسليم السلطة أوفى بها و كان قررارته واضحة و إستطاع أن ينقل مصر إلى دولة ديموقراطية بإنتخابات حرة نزيهة .