توسيط الرياض استغلالًا ل2000 جندى سودانى يحاربون بجانب السعودية فى اليمن حشد الرأى العام السودانى حتى يبدو الأمر وكأنه مطلب شعبي رسلان: حصول السعودية على تيران وصنافير طمَّع السودان تحركات جديدة من السودان لضم حلايب وشلاتين، استغلالًا لموافقة مصر على ضم جزيرتى تيران وصنافير إلى السعودية، مطلع الشهر الجارى. التحركات الجديدة للسودان، بحسب مصادر مطلعة، تعمل على محورين؛ الأول بالاعتماد على وساطة السعودية للضغط على مصر لتسليم حلايب وشلاتين، مستغلة فى ذلك انخراط نحو 2000 جندى سودانى فى حرب التحالف السعودى فى اليمن، خاصة فى ظل حاجة السعودية للقوات العربية الموجودة هناك. وأشارت المصادر إلى أن البشير أجرى اتصالات بالسعودية أكتوبر الماضى، كى تلعب دورًا فى حل الأزمة مع القاهرة، وأن السعودية أجلت الحديث مع السودان فى هذا الأمر الفترة الماضية نظرًا للمحادثات التى كانت تجريها بشأن تيران وصنافير. أما المحور الثانى، بحسب المصادر، فهو عرض القضية على المحاكم الدولية، بحيث تلجأ الخرطوم لتدويل القضية، حال فشل المفاوضات مع مصر. وسيعمل البشير على محور ثالث، وهو حشد الشارع السودانى خلفه، فى طلب مثلث حلايب وشلاتين، ليظهر القضية أنها مطلب شعبى، وليس فقط رغبة من السلطة فى الخرطوم. من جانبه قال الدكتور هانى رسلان رئيس وحدة دراسات حوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية «المطالبة بحلايب وشلاتين أمر ليس بالجديد، والنظام السودانى يستخدم القضية من فترة لأخرى لحشد الشارع هناك خلفه كلما شعر بزعزعة استقراره، كما أن خلفية نظامهم الحالى الإخوانية تجعله يسير نحو تشويه مصر وإفساد العلاقات بين الشعبين». وفيما يتعلق بالمطالبات الجديدة بحلايب وشلاتين أكد رسلان أن «حصول السعودية على تيران وصنافير أعطى مؤشرًا للسودان بأنه يمكن التفاوض مع مصر بهذا الشأن، على الرغم من علم النظام السودانى بأن مصر لن تتهاون فى هذا الشأن، إلا أنه يحاول استخدامها كورقة ضغط». وفيما يتعلق بإمكانية وساطة السعودية بين مصر والسودان، أكد رسلان أن «الشعب المصرى لن يقبل بأى حديث نهائى حول هذا الشأن، حتى إذا قبل النظام بهذا الأمر». وشدد رسلان على أن «المعارضة السودانية تستغل الأمر أيضًا من أجل الإطاحة بالبشير، باعتبار أنه غير قادر على رفع رأسه أمام مصر، مثلما فعل النظام السعودى بشأن صنافير وتيران». فيما أوضح الدكتور زياد عقل، المتخصص فى الشأن الأفريقى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن السودان لم تقم بأى إجراء رسمى حتى الآن مع مصر وأن الرأى العام فى السودان يحشد لهذا الأمر منذ فترة. وأشار عقل إلى أن ما حدث بشأن صنافير وتيران قد تكون له مبرراته وموازين قوى ومصالح متبادلة، على عكس العلاقات مع السودان، التى لن تجد البدائل التى يمكن من خلالها التفاوض مع مصر، بشأن إقناعها بالتنازل عن حلايب وشلاتين، مثلما تنازلت عن صنافير وتيران. وأكد عقل على أن السودان يمكنها أن ترفع قضية أمام محكمة العدل الدولية ضد مصر. وشدد عقل على أن السعودية ربما لن تصغى للوساطة فى الوقت الحالى، نظرًا للرأى العام الغاضب فى مصر، كما أن موقف السودان بشأن سد النهضة يصعب الأمر، إلا أن النظام السودانى سيحاول استخدام ورقة حلايب وشلاتين للظهور بمظهر المدافع عن أرضه. فيما أكدت السفيرة منى عمر، المساعد السابق لوزير الخارجية للشئون الأفريقية، أن ملف حلايب وشلاتين لن يجرؤ أحد على التفاوض عليه فى الوقت الحالى، وأن السودان قد تطرق باب القضاء الدولى، إلا انها لن تصل إلى أى نتيجة، خاصة أن موقف مصر أقوى بكثير من موقف السودان فى هذا الأمر. وتجدر الإشارة إلى أن السودان ظلت تدير المثلث منذ إجراء التعديلات الإدارية على خط الحدود الذى أنشأه اتفاق 19 يناير عام 1899م، وذلك بموجب قرار ناظر الداخلية المصرى فى يونيو 1902م، ثم بدأت الأزمة بين مصر والسودان بشأن حلايب وشلاتين للمرة الأولى فى يناير عام 1958م، عندما أرسلت الحكومة المصرية مذكرة إلى الحكومة السودانية اعترضت فيها على قانون الانتخابات الجديد الذى أصدرته السودان فى 27 فبراير 1958م. وأشارت المذكرة إلى أن القانون خالف اتفاقية 1899م بشأن الحدود المشتركة إذ أدخل المنطقة الواقعة شمال مدينة وادى حلفا والمنطقة المحيطة بحلايب وشلاتين على سواحل البحر الأحمر ضمن الدوائر الانتخابية السودانية، وطالبت حينها مصر بحقها فى هذه المناطق التى تقوم السودان بإدارتها شمال خط عرض 22 درجة، وكانت هذه هى المرة الأولى التى أعلن فيها نزاع على الحدود بين البلدين. ويقع مثلث حلايب وشلاتين وأبورماد فى الركن الجنوبى الشرقى من الأراضى المصرية، على مساحة 20 ألف كيلو متر مربع، ويضم محمية جبل علبة الطبيعية، ويقطن به قبيلتا العبابدة والبشارية.