تواضروس: إدخال لغات أخرى للقداس.. ونشطاء: تلاعب بمسلمات كنسية راسخة غليان جديد داخل الكنيسة الأرثوذكسية، أشعلها البابا تواضروس بإعلانه نيته إدخال عدد من التعديلات على بعض نصوص القداس وإعادة النظر فى اللغات التى يتم الصلاة بها بهدف النهوض بالكنيسة ومواكبة التطور. كان البابا قد فاجأ الحاضرين بأحد المؤتمرات الخدمية قائلا «بعض صلوات القداس الإلهى يجب تغييرها أو إجراء تعديل عليها لتتواكب مع العصر الحديث، ضاربًا مثلًا بأوشية المياه (صلوا من أجل مياه النهر) حيث قال إذا كنا نصلى من أجل النهر (نهر النيل)، فماذا عن باقى أنهار العالم، ألا تستحق الصلاة من أجلها؟..ما أتحدث عنه هو واقع لابد أن نتماشى معه لنصبح كنيسة عصرية متواكبة مع الزمن وتطوره». كما طالب تواضروس بتعديل لغات الصلاة الثلاث، التى يستخدمها الأقباط، وهى القبطية والعربية واليونانية، بحجة وجود بلاد كثيرة لا تتحدث تلك اللغات، حيث أكد تواضروس أنه «إذا أردنا التطور ونشر الكرازة فى الخارج، فلابد من إدخال لغات أخرى لتأدية القداس بها». وتابع البابا «لابد أن نتطور ونفكر لكى ننقل التراث والروحانية إلى الغرب، وهى عملية شاقة جدًا لأن الغرب يستخدم عقله، أما الشرق فيفكر بقلبه». ومن الأمور التى أثارت غضب الأقباط، انتشار فيديو للبابا على موقع (يوتيوب) أكد فيه أن «الأعياد الكنسية مواضيع تاريخية لا علاقة لها بالإيمان، لذلك نقوم بمبادرة لتثبيت عيد القيامة فى كل كنائس العالم فى الأحد الثالث من أبريل، فالنور المقدس الذى يظهر فى القبر المقدس لا يرتبط باليوم ولكن يرتبط برئيس الأساقفة الذى يدخل القبر فينبعث النور المقدس». ويعلق وحيد شنودة الناشط القبطى والمعارض للكنيسة على هذا الأمر على صفحته الشخصية قائلا «كيف لا يكون لتواريخ الأعياد أى أساس كنسى، كما يقول البابا تواضروس، إذن لماذا يظهر النور المقدس يوم عيد القيامة؟»، متسائلا «هل يريد البابا توحيد الأعياد مع كل الطوائف مخالفًا لتعليم الكتاب المقدس؟!». فيما أكد الناشط القبطى أشرف جرجس أن تساؤل البابا عن الصلاة من أجل نهر النيل، لأن هناك أنهارًا أخرى ببلاد مختلفة، مردود عليه بأن الصلاة تتحدث عن (مياه النهر) بدون تحديد اسم، مضيفًا «ما أريد فهمه هو: هل البابا يحاول أن يخدع الشعب ليمرر التعديل أم أنه لا يفهم ما يقول؟، وأقول للبابا الذى لا يدرك عمق الصلاة وحكمة الكنيسة، إن الكنيسة جعلت الأمر شموليًا فى أوشية المياه، ليشمل الأنهار». ويتابع «هذا الموضوع ليس له علاقة بتغيير العقيدة لكن له علاقة بالتلاعب بمسلمات راسخة تمهيدًا لجعل الأمر عادة، فنصل فيما بعد لأمور إيمانية حساسة، مثال موعد عيد القيامة، قبول معمودية غير الأرثوذكس، تقليص الأصوام، وقبول شراكة الخارجين عن الكنيسة.. إلخ». بينما يرى ناشط قبطى آخر هو مينا مختار أن تعديل صلاة المياه شىء محزن، ويقول «البابا يسخر من ترنيمة أرثوذكسية بينما يقوم برسامة كاهن فى معبد لوثرى يوافق على زواج الشواذ، وهو يعرف أن البروتستانت ينكرون كل إيماننا.. هذا شىء محزن، فأنا أتكلم معه وأسأله وأسمع إجابته، وفى كل مرة أخشى أن يقول لى مثل ما قال لخادم على الهواء: أنت سؤالك خبيث، اقعد». وأضاف جرجس «أسمع أمورًا يقولها البابا تخالف عقيدتى ومستعد لإثبات مخالفتها كتابيا وآبائيا، ولكننى لا أستطيع ذلك، لأن هذا هو بابا الكنيسة، ومع ذلك يجب أن يدرك الجميع أن البابا غير معصوم، ونصيحتى ألا تسيروا وراء أشخاص، بل وراء الإيمان المستقيم». وتشن صفحة «الأرثوذكس الحقيقيون»، على «فيس بوك»، هجومًا قويًا على تصريحات البابا تواضروس، متسائلة «لماذا يصمت المجمع المقدس على بطرك يرى الكنيسة الأرثوذكسية جامدة وغير حية، ولماذا يصمت المجمع المقدس على بطرك يسعى لقبول رسامات اللوثريين ولا يجد ضررًا من رسامة قسسنا لديهم، فهذا هو التطبيع مع الهراطقة باسم الانفتاح والتنوع الجميل، وكله ماشى.. ولماذا يصمت المجمع المقدس على بطرك يرى أن الإصرار على التمسك باللغة القبطية ونصوص القداس ومواعيد عيدى الميلاد والقيامة صار عائقاً للخدمة ولا يواكب العصر»، واصفين تواضروس بال(مودرن). بينما هاجمت صفحة «الصخرة الأرثوذكسية» حديث البابا وكتبت «وصف البابا تواضروس، الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بأنها أم مريضة عجوز غير جميلة، مقارنةً بكنائس العالم الهرطوقية، كنيستى المزينة بعمل الروح القدس من الأسرار الفتية، بقوة إيمانها، بينما يرى قداسة البابا الجالس على كرسيها أنها مريضة عجوز قبيحة ويوجه كلماته هذه لشباب وأطفال وخدام».