حكم على 4 طلاب بالسجن بتهمة ازدراء الإسلام تلاميذ يتظاهرون احتجاجًا على تعيين مديرة مسيحية «بنى مزار» مدينة الفتن، هكذا يلقبها أهل المنيا، فلا يكاد يمر العام دون أن تشهد فتنة طائفية جديدة، فخلال الأيام القليلة الماضية، أصدرت محكمة جنح بنى مزار حكمًا بسجن 4 طلاب لمدة خمس سنوات، بتهمة ازدراء الأديان، بعد نشرهم مقطع فيديو يسخرون فيه من شعائر المسلمين. تعود تفاصيل الواقعة إلى مشهد تمثيلى أداه التلاميذ فى رحلة صيف خلال عام 2014، واحتفظ به مدرسهم على الموبايل الخاص به، لكن القضية لم تتصاعد إلا بعد نحو عام من تصويرها، عندما فقد المدرس هاتفه، ليجدها أحد أبناء القرية، وتشهد قرية الناصرية بمركز بنى مزار، شمال محافظة المنيا اعتداءات طائفية على ممتلكات أقباط، ومحاولة اقتحام كنيسة القرية، فى 7 إبريل 2015، ولعدة أيام متتالية، على خلفية اتهام المدرس، جاد يوسف يونان و4 طلاب بالمرحلة الثانوية هم ألبير أشرف، وباسم أمجد، ومولر عاطف، وكلينتون مجدى، بازدراء الإسلام، وإهانة المقدسات الإسلامية وإثارة الفتنة الطائفية. المقطع التمثيلى لم تتعد مدته نصف دقيقة، ويتهكم فيه المتهمون على ممارسة تنظيم «داعش» للصلاة وذبح الضحايا فى نفس الوقت، لكن أهالى القرية رأوا فيه تهكمًا على الدين الإسلامى، وقد تم تصوير المشهد بواسطة كاميرا تليفون محمول، ولم يعلم أحد بالأمر، لكن الفيديو بدأ تداوله عندما وجد أحد مسلمى القرية شريحة الذاكرة المفقودة، وشاهد مقطع الفيديو، وحرر محضرًا ضد المدرس المسيحى. وسلم أهالى الطلاب المسيحيين ذويهم إلى قسم الشرطة، حتى صدر الحكم بحبسهم، ما دفع عددًا من النواب الأقباط للذهاب إلى مكتب وزير العدل المستشار أحمد الزند، طالبين منه التدخل لحل الأزمة. وشهدت مدرسة بنى مزار الثانوية الصناعية، أزمة طائفية على خلفية واقعة سب طالبة قبطية للرسول، وقت أن كانت تتولى ميرفت أبوسيفين، منصب وكيل المدرسة عام 2010، حيث نشبت مشاجرة بين طالبتين مسلمة ومسيحية، قامت على إثرها الأخيرة، وتدعى هلانة سعد، بسب الرسول، ما دفع الطالبة الأولى للتوجه إلى «أبوسيفين» للشكوى لها، لكنها تضامنت مع القبطية، ولم تتخذ أى إجراء ضدها، ولدى تعيينها مديرة للمدرسة، طالب أعضاء مجلس الأمناء، بضرورة الإبقاء على المدير الحالى، ورفضوا تعيين أى مدير بدلًا منه، خاصة ميرفت أبوسيفين. من جانبه، قال عزت إبراهيم، مدير المركز المصرى لحقوق الانسان، إن ما يحدث بين الطلاب سببه عدم وجود طريقة للتعايش، مشيرًا إلى أن الأسر لا تعلم أبناءها هذه الفضيلة، وقد انتشرت فى السنوات الأخيرة ظاهرة فقدان السيطرة على الأبناء سواء الفتيات أو الشباب، ما أحدث خللًا اجتماعيًا ملحوظًا، خاصة فى سن المراهقة، وظهر بصورة أكبر عقب ثورة يناير 2011 التى أنتجت حالة من الجرأة والانفلات الأخلاقى فى المجتمع، على حد قوله. وأضاف أن دور التعليم فقد بريقه، ومعظم القائمين عليه يهتمون بالكسب المادى دون النظر إلى المستوى الأخلاقى أو الفكرى للطالب، فقد حولوا الطلاب إلى سلعة يتربحون منها، وبسببها، دون النظر لأى شىء آخر، ويأتى فى المرحلة الأخيرة دور العبادة للجانبين الإسلامى والمسيحى، فلابد أن تكون هناك حصص دينية فى دور العبادة حول التعايش الفعلى، وأن تقوم وزارة التربية والتعليم بتقديم محاضرات للمدارس، تضم شيخًا وكاهنًا ليكون لها مردود على الطلاب، وأن تكون هناك مادة لمكارم الأخلاق، تضاف نتيجتها إلى المجموع.