ورئيس «الأبنية»: لدينا 54 ألف مدرسة «هنتابع إيه ولا إيه؟ «من كوبرى سوهاج إلى مدارس القاهرة الجديدة، والمأساة واحدة».. فالأول نسى المقاول الذى تشرف عليه الحكومة إقامة خوازيق قبل بناء الكوبرى، ما أدى إلى انهياره بعد افتتاحه بشهور، وفى الواقعة الثانية أيضًا، نسى المقاول إقامة أساسات لمدرستين بالقاهرة الجديدة ما أدى حدوث تصدع بهما، وإخلائهما من التلاميذ بعد افتتاحهما بأقل من شهر. تكشف «الصباح» فى السطور التالية بالمستندات أكبر واقعة فساد مشتركة بين وزارتى التربية والتعليم والإسكان فى 2016 والمتمثلة فى بناء مدرستين هما «مدرسة الجهاد ومدرسة السيدة خديجة» بمنطقة النوادى بمنطقة التجمع الثالث بمدينة القاهرة الجديدة، واللذان تكلف انشاؤهما من ميزانية التعليم مبلغًا يقترب من 20 مليون جنيه ليخففا عبء الكثافة الطلابية على مدارس القاهرة الجديدة، وسعت وزارة التربية والتعليم لإقامتهما لاستيعاب 3 آلاف تلميذ فى مراحل التعليم المختلفة، خاصة «الابتدائية والإعدادية» لتخفيف الكثافة عن القاهرة الجديدة، ليفاجأ التلاميذ بإخلائهم من المدرستين بعد افتتاحهما بأقل من شهر، لأنهما آيلتان للسقوط. وكشفت «المستندات» أن الهيئة العامة للأبنية التعليمية أرسلت مذكرة إلى مديرية التعليم بالقاهرة بإلزام الجهة المنفذة للمدرستين بتقديم تقرير سلامة إنشائية من إحدى الجهات المعتمدة على نفقة الجهة المنفذة، وأوصت باستمرار غلق المدرستين حفاظًا على أرواح التلاميذ. كما خاطبت هيئة الأبنية التعليمية هيئة المجتمعات العمرانية المسئولة عن بناء المدرستين، لاستعجال جهاز التنفيذ لتعمير سيناء كجهة مشرفة على المشروع أيضا بتقديم تقرير سلامة إنشائية للمدرستين من إحدى الجامعات المصرية أو المراكز البحثية المعتمدة حتى تتمكن الهيئة من إعادة تشغيل المدرستين حفاظًا على سلامة الطلبة والمستخدمين. إبراهيم زكى، مسئول المبانى بالإدارة التعليمية بالقاهرة الجديدة، قال، ل«الصباح»، إن هيئة المجتمعات العمرانية هى التى قامت بإنشاء المدرستين وسلمتهما فى النهاية للإدارة التعليمية بالقاهرة الجديدة، وبعد افتتاح أبوابهما للطلاب بأسبوعين فوجئنا بتصدع فى الجدران فأخلينا الطلاب منهما، وعلى الفور صدر قرار هيئة الأبنية التعليمية بغلقهما. وتابع: «بدأت الشروخ تزيد فى الحوائط والأسقف، لأن التربة تتحرك تحت أساس المدرستين لعدم صلاحية الأساس الذى تم بناؤه لتحمل المدرستين، ولجأ الأهالى إلى تقديم العديد من الشكاوى فى أقسام الشرطة، ووزارة التربية والتعليم، ما استدعى وزير التربية والتعليم لإصدار قرار باستمرار إغلاقهما وسرعة التحقيق فى تلك المشكلة ومحاسبة الفاسدين المتسببين فى تلك الكارثة». وأوضح أن مقاول المشروع صرف كامل مستحقاته رغم الكارثة التى أوقع بها الحكومة ووزارة التربية والتعليم، وأكد أن هيئة الأبنية التعليمية ألزمت الشركة المنفذة للمدرستين بتقديم تقرير سلامة إنشائية من استشارين معتمدين من الجامعات المصرية حتى تستطيع الهيئة استلامهما. وكشف أن هناك عوارًا فى التقرير الذى أصدرته جامعة المنوفية لصالح شركة «دلتا النيل» المنفذة للمشروع الذى انهار بعد افتتاحه، حيث قال التقرير إنه ليست هناك خطورة من الأساسات الخرسانية أثناء الزيارة، ما يعنى أنه قد تكون هناك خطورة بعد وقت قصير، وصدر تقرير هيئة الأبنية التعليمية إلى توضيح مخالفات تقرير جامعة المنوفية مطالبًا مقاول المشروع بتقديم تقرير معتمد يستوعب كل الملاحظات مع استمرار غلق مدرستى الجهاد والسيدة خديجة لحين ورود تقارير تفيد سلامة المبنى. على صعيد متصل، قال اللواء يسرى عبد الله، رئيس هيئة الابنية التعليمية فى تصريحات خاصة ل«الصباح»، إن الكارثة لا علاقة لنا بها، ويسأل فى ذلك جهاز مدينة القاهرة الجديدة الذى أشرف على تنفيذها. واستطرد: «لدينا 54 ألف مدرسة تحت إدارتنا، هنتابع إيه ولا إيه؟»، لكن أستطيع أن أقول لك إننا أرسلنا خطابًا إلى وزير الإسكان بالسماح لنا بالإشراف المباشر على إنشاء المدارس الحكومية حتى نتفادى وقوع تلك الكوارث التى تكلف الدولة ملايين الجنيهات.