«الدعوة » تستغل تبرعات إغاثة الشعب السورى لتمويل الكتائب..والتدريبات بالمراكز الطبية أشهرها «أبو سهل » و «الساكنة ».. وكان يرأسها «الشيخ أيمن » صديق «برهامى » المقرب لم يكن اعتداء شيوخ الدعوة السلفية على أئمة المساجد بالإسكندرية، وطردهم منها والاستيلاء على المنابر بالقوة، ضاربين القانون بعرض الحائط، مجرد حادث عابر لا دلالة له. ولم يكن تقرير تحريات الأمن الوطنى الخاص بأحداث الشغب التى وقعت بمنطقة عين شمس عام 2014 ، والتى أكدت ضلوع الدعوة السلفية فى تقديم الدعم لجماعة الإخوان بتوفير ما يحتاجونه من أسلحة وخرطوش وقنابل يدوية مجرد حبر على ورق لا أساس له. ولم يكن تصريح الهارب محمد عبد المقصود، الداعية السلفى الموالى لجماعة الإخوان، الذى أكد فيه أن الشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، أنشأ مليشيات خاصة به فى محافظات الصعيد، خاصة محافظة أسيوط، مجرد عتاب بين الأصدقاء الأعداء. وإنما كلها مشاهد تفتح ملف التسليح داخل الدعوة السلفية وتزيح الستار عن وجود كتائب مدربة للدعوة تم الإعداد لها منذ سنوات مضت فى غفلة من أجهزة الدولة. البداية يطلق عليها الكتائب «البرهامية » لأنها تتبع الشيخ ياسر برهامى بشكل مباشر، بدأت فكرة تشكيلها بعد أن غيرت الدعوة السلفية استراتيجيتها من العمل خلف المنابر، للخروج إلى العالم وتحقيق حلم الخلافة الذى تتفق عليه كل التيارات الإسلامية، خاصة بعد أن ساعدت قدراتهم على استقطاب المواطنين وتوظيف الدين لحشد أكبر عدد ممكن فى تكوين ظهير شعبى، يمكن تقديمه كوقود لما يسمونه الثورة الإسلامية. وكانت بداية الاستعداد من خلال استقطاب عدد من الشباب وتجنيدهم داخل الدعوة بعد خضوعهم لعمليات غسيل مخ وتسميم عقولهم بأفكار متطرفة، ثم ضمهم ضمن كتائب سرية«ساكنة » لا يتم تحريكها إلا عند الحاجة. وكان من أشهر تلك الكتائب التابعة للشيخ ياسر برهامى مباشرة كتيبة «أبو سهل »، التى كان يتولى مسئوليتها الصديق المقرب من برهامى وأحد أهم مسئولى الدعوة السلفية،الشيخ محمد سلمان، الذى كان يطلق عليه أهالى منطقة «أبو سليمان »، شرق الإسكندرية، اسم «الشيخ أيمن »، بينما أطلق عليه فى النهاية لقب «أبو سهل .» وكان أبو سهل أحد المقربين من برهامى وحامل أسراره، وكان معروفًا عنه ضمن أبناء الدعوة السلفية أنه جاسوس برهامى، الذى يخترق من خلاله الجماعات الجهادية، كونه يستطيع التواصل معهم بسهولة. وكان – وفقًا لما أشيع عنه – أداة برهامى فى نشر أفكار الدعوة السلفية بين الجهاديين، وتحديدًا الشباب الذين يمكن ضمهم للكتائب السلفية، حيث كان ينجح فى استقطابهم، وتم إلقاء القبض عليه أثناء محاولته السفر إلى العراق للانضمام إلى الجهاديين هناك. وقد استعان به برهامى فى إقناع شقيق «سيد ب ال »، الذى قتل بعد تعرضه للتعذيب بالمعتقل، وادعى برهامى أنه ينتمى للدعوة السلفية، فى حين أن بلال لم يكن عضوًا بالدعوة رغم اعتناقه الفكر السلفى، حيث نجح أبو سهل فى التودد والتقرب من شقيق بلال، حتى يمكن للدعوة استغلال قضيته وخلق تواصل مع جهات الأمن ومؤسسات الدولة. وبعد انتهاء القضية أرسله برهامى إلى سوريا لإنشاء كتيبة تابعة للدعوة السلفية هناك، وذلك ضمن مخطط اختراق الجماعات الجهادية، الذى تم إعداده فى الغرف المغلقة بالدعوة السلفية، حتى يكون لها ثقل دولى. وأنشأ أبو سهل الكتيبة السلفية بسوريا واشتهرت باسم «كتيبة أبو سهل »، وانضم إليها عدد من أبناء التيار السلفى والدعوة أيضًا ممن تم تدريبهم فى مصر على يد شيوخ الدعوة. ولقى أبو سهل مصرعه بعد شهور من سفره إلى سوريا وهو يحارب جنبًا إلى جنب مع كتيبة «أحرار الشام »، وكان بين من لقوا مصرعهم فى الاشتباكات شقيق أحد نواب حزب النور فى برلمان 2012 .كان الهدف الرئيسى من الكتيبة السلفية صناعة تواصل بين الجماعات الجهادية فى سوريا والدعوة السلفية فى مصر. ويرى البعض أن برهامى استغل هذه الكتيبة لبث الفتنة بين المسلمين وإشعال القتال والتناحر بينهم بدلً من تهدئة الأجواء، وذلك من خلال مجموعات «الدروس الشرعية »، التى كانت تتولى الإيقاع بين الفصائل. وتؤكد بعض المصادر أن ذلك ما كان يخطط له برهامى فى سيناء، بعدما طلب أكثر من مرة السماح لوفد من شيوخ الدعوة بالسفر إلى سيناء لمحاربة التطرف، بينما كان الهدف تأكيد التواصل مع الجماعات المسلحة هناك، والتى ينتمى أغلبيتها إلى الدعوة السلفية. لم تكن كتيبة «أبو سهل » هى الكتيبة الوحيدة التى أنشأها السلفيون، فهناك عدة كتائب أخرى أشهرها كتيبتين يطلق عليهما «كتائب ساكنة »، ل إشارة إلى مجموعة من الشباب تم تدريبهم، لكن لا يتم تحريكهم إلا لتنفيذ مهام معينة، مثل استقطاب الشباب السورى اللاجئ فى مصر، وعرض المساعدات عليهم، تمهيدًا لضمهم للدعوة، ومن يتم اختياره تتوفر له كفالة بشكل كامل وفرص عمل ومسكن مناسب، خاصة بمنطقة سيدى بشر، التى تشهد وجود عدد كبير من هؤلاء الشباب. التمويل والتدريب يعتمد تمويل كتائب الدعوة السلفية من خلال أموال الإغاثة التى يتم جمعها لإغاثة الشعب السورى، حيث مثلت تلك الحملات أكبر مورد لجمع الأموال للدعوة، وحصلت خلالها على ملايين الجنيهات من عدة دول، بالإضافة إلى حملات التبرعات التى قامت بها الدعوة بدعوى دعم الصومال وليبيا، وكلها مثلت مصادر تمويل هامة تم الإنفاق على الكتائب من خلالها. أما التدريب فكان يتم فى مراكز طبية وتنموية تابعة للدعوة،وكان من أشهرها مركز «ب » للصحة النفسية وعلاج الإدمان، والذى يقع بجوار مسجدأبى حنيفة، أحد أشهر المساجد التابعة للدعوة السلفية بمنطقة بولكلى. وقد تم إلقاء القبض على أحد موظفى المركز بتهمة التمويل الخارجى وغسيل الأموال، حيث كان يحصل على أموال من الخارج، ويسلمها لشيوخ الدعوة ومسئول الكتائب حينها، محمد سليمان. وقد توقفت عمليات التدريب مؤخرًا، خاصة بعد سقوط حكم جماعة الإخوان، بينما تم توظيف بعض أعضاء تلك الكتائب المدربين لحراسة شيوخ الدعوة وحراسة المؤتمرات الحزبية والمساجد وقاعات المناسبات، التى تشهد اجتماعات أعضاء مجلس شورى الدعوة. وأكدت مصادر أن تلك الكتائب مسلحة، وتم تدريبها على الاشتباك فى الحالات الطارئة، لكن لا يتم استخدام السلاح إلا فى أصعب الظروف، وقد شهدت الاشتباكات التى حدثت لعضو حزب النور فى كرداسة ظهور تلك الكتائب، حيث استخدموا السلاح لحماية برهامى، الذى ادعى وقتها تعرضه لإطلاق النيران ومحاولة اغتياله، بينما تسرعت بعض أعضاء الكتيبة فى إطلاق الأعيرة النارية، لذلك ادعى محاولة الاغتيال ليبرر إطلاق النيران من أسلحة غير مرخصة. كما أكدت المصادر أن وسيلة التواصل بين أعضاء الكتائب من خلال الرحلات الدينية التى تدعى الدعوة تنظيمها، والتى تم تحجيمها مؤخرًا، وذلك لتلقى التعليمات الخاصة بالمهام الجديدة وفقًا لما يستجد من أحداث، وتنظيم هروب اللاجئين، ومن تم تجنيدهم، خاصة من أبناء سوريا للتواصل مع شيوخ الدعوة فور وصولهم إلى مصر، مع تقديم البيانات الخاصة بهم قبل وصولهم إلى مصدر. وأشارت المصادر إلى أن تلك الكتائب تعمل بشكل سرى جدًا وفقًا لدور كل منها، وتعد أخطرها الكتائب المسئولة عن تجنيد أبناء العراقوسوريا وليبيا للانضمام للدعوة، يليها التى تقوم بالتواصل معهم فى مصر.