التهرب من الأسئلة يزيد الفضول الجنسى.. وافتقاد الثقافة الجنسية يحول الإنسان إلى «آلة لتفريغ الشهوة» تكرار الألفاظ الجنسية فى الكلام العادى «تنفيس عن كبت جنسى».. ولا بد من مشاركة المدرسة والإعلام والأسرة «الثقافة الجنسية».. عبارة لها تأثير سلبى على بعض الناس، وألتمس لهم العذر فى ذلك لأن معظم من يتكلم فى هذا الموضوع من غير المختصين، إضافة لقلة البرامج التوعوية الجادة التى تخاطب العقول وليس الغرائز، أيضًا وعى معظم الناس يحمل معلومات خاطئة كثيرة عن كل ما يرتبط بالجنس.. فيما يلى مجموعة من الأفكار التى أتمنى أن تسهم فى فهم صحيح لمصطلح «التربية الجنسية» وكيف نقوم بها لنحمى أولادنا ونساعدهم على النمو النفسى السوى. • تربية الطفل جنسيًا، هى مجموعة المبادئ والأخلاق المحيطة بالجنس التى نعوّد عليها أولادنا لنحميهم من أى اضطراب أو استغلال فى المستقبل. • تبدأ هذه التربية من تعرف الطفل على جسده وفهم وظائفه، ومراحل النمو الجسمى والتغيرات البيولوجية، والفرق فى ذلك بين الولد والبنت أو الرجل والمرأة فيما بعد. • إعطاء معلومات مبسطة وحقيقية عن حياتنا الجنسية حسب المرحلة العمرية والقدرة العقلية للطفل. • التهرب من الأسئلة أو الارتباك وقت إعطاء المعلومة، يلفتان نظر الطفل بشكل أكبر، ويزيدان من فضوله الجنسى، ويرفعان من درجة الخيال السلبى لديه مما قد يتسبب فى مشاعر الاضطراب والقلق والرفض مستقبلًا. • لابد أن تتم التربية الجنسية أو التثقيف الجنسى بشكل مستمر ومتواصل من خلال وسائط مختلفة (قصة، كتاب علمى، حوار حميم داخل الأسرة، تعليق على مشهد تليفزيونى أو خبر ما). • لا نعطى المعلومة دفعة واحدة كأننا نتخلص من عبء مزعج دون مراعاة رغبة الطفل فى المعرفة، أو المرحلة العمرية، أو الظرف المناسب. • من المهم أن يكون الشخص القائم بالتربية الجنسية حياديًا فى نبرة الصوت وحركة الجسد وعدم الاشمئزاز من الموضوع المطروح للنقاش أو الخجل أو التردد والارتباك لأن الطفل ذكى ويلتقط إحساس الوالدين بالموضوع ويكوّن فكرة عنه. • التربية الجنسية مهمة مكتملة من المفترض أن يشترك فيها المنزل والمدرسة ووسائل الإعلام، حتى لا يضطر الطفل أو الطفلة إلى أخذ المعلومة من مصدر خاطئ أو الحصول عليها بشكل مشوه يؤثر فى نموه النفسى والجنسى فيما بعد. • افتقاد الثقافة الجنسية، يتسبب غالبًا فى الخوف المرضى من الجنس أو احتقاره، فنجد الشخص يمارس العلاقة الجنسية بدرجة مرتفعة من التوتر، وعدم الكفاءة، فيصبح كآلة لتفريغ الشهوة لا أكثر، أو ربما تتعطل لديه القدرة على الممارسة أصلًا ويبرر ذلك بعدم أهمية الجانب الجنسى فى حياة الإنسان. • ينتج عن التربية الجنسية المشوهة، إسقاط المعنى الجنسى على كل شىء من حوله، كأن يرى الشخص كل شىء فى الحياة له علاقة مباشرة وبشكل مبالغ فيه بالجنس ورموزه، ويؤول أى علاقة بين رجل وامرأة على المعنى الجنسى، ويفسر أى نمط من الكلام بالمعنى الجنسى، وعدم القدرة على إقامة علاقة مع امرأة خالية من الجانب الجنسى. • كذلك نجد البعض دائم التكرار للألفاظ الجنسية فى الحديث العادى، وسب الأشخاص والأشياء، بشكل قهرى كنوع من التنفيس عن كبت جنسى. • ومن أهم الصور السلبية لفقدان الثقافة الجنسية، الحرمان من العاطفة أى أن يمارس الفرد العلاقة الجنسية مع شريكه ممارسة صماء خالية من المشاعر والحب، فهو يؤدى الطقس الجنسى بشكل ظاهرى فقط. هذه وغيرها تشكلات غير سوية لافتقاد الثقافة الجنسية والتربية الخاطئة فى هذا الجانب الحيوى والمهم فى حياة الإنسان، ورغم ذلك ما زلنا نكابر وننادى بعزل الجنس بدلًا من تقويمه والتفاعل معه بإيجابية وحب، والاستمتاع به كقيمة إنسانية عليا منحنا الله إياه.