*البعض تعاطف معها بعد الهجوم عليها ولكن ليس كل ما يلمع ذهبًا *تقدم خلطة من الابتذال السياسى والجنسى وتركب موجة عداء المصريين للإخوان لو نجحت فسيتحول مجلس النواب المقبل لمجلس سما المصرى وستتحول لأداة لتشويهه *ربما تبدو أكثر وضوحًا من بعض السياسيين الفاسدين لكن هذا ليس مبررًا لانتخابها *البعض حاول أن يقدمها على أنها رمز للحرية والحقيقة أنها رمز للابتذال الفارق بين الحرية والابتذال هو الفرق بين أن تستخدم الدواء لشفاء مريض أو تستخدمه كمخدر، هو أيضا الفرق بين أن تستخدم سكينًا لتقطع به الطعام أو تستخدمه لتقتل به. سما المصرى حرة تمامًا كمواطنة فى أن تترشح للبرلمان، لكنها على المستوى الفنى فنانة مبتذلة تمامًا، أو ربما هى ليست فنانة على الإطلاق. فى المناظرات التليفزيونية التى أشعلتها سما المصرى فى الأسبوع الماضى بدت أقرب للفوز على خصومها، هاجموها بمنطق أخلاقى، عايروها بماضيها، وهى تبرأت من ماضيها على الهواء فكسبت جزءًا من تعاطف الجمهور، المثقفون ونشطاء الفيس بوك تعاطفوا معها ضد معايرتها أخلاقيا، لكن الغريب أنها لم تتمسك بموقفها، ولم تدافع عما هى عليه... قالت أنها تريد أن تغير حياتها..لم تفعل مثل نظيرتها الإيطالية سيسيولينا التى دخلت البرلمان الإيطالى لتطالب بحدائق خاصة للعشاق، وتعرض أن تقيم علاقة مع صدام حسين مقابل إنهاء أزمة الخليج الأولى ! فى الحلقة التى ظهرت فيها على قناة دريم استعار الإعلامى الكبير وائل الإبراشى جملة من فيلم الراقصة والسياسى، تقول فيها الراقصة للسياسى إن كلا منهما يرقص بطريقته -النص للمبدع وحيد حامد- لكن الحقيقة أن سما المصرى ليست تحية كاريوكا ! سما المصرى ليست الراقصة المثقفة بنت البلد التى تتحمس للتنظيمات المعارضة وتخفى أعضاءها فى بيتها. هى منتج من منتجات الزمن الردىء. ليس صحيحًا أنها تعبر عن قيمة الحرية فى مواجهة التزمت ولا التقدمية فى مواجهة الانغلاق، هى أيضا ليست (زوزو) التى صاغ ملامحها صلاح جاهين وهو يستشعر بداية زحف الأفكار الرجعية على المجتمع. هى فى أفضل الأحوال مونولوجيست تجمع فى أغانيها بين الابتذال السياسى والجنسى، والضرر من ترشحها فى انتخابات البرلمان أكثر من النفع بكثير، لو نجحت سما المصرى (كل شىء وارد) فإن البرلمان المقبل سيكون برلمان سما المصرى، سيكون برلمانًا ريجيمًا يستحق التنكيل به، على الفور، ستكون سما عنوانًا لابتذال البرلمان حتى لو تفانى 649 نائبًا من نوابه فى خدمة الوطن والدفاع عن قضاياه. لذلك لم أنخدع فى سما المصرى، لم أرها نموذجًا للمرأة المتحررة التى تؤذن بالتغيير فى المجتمع المصرى.. هى باحثة عن الشهرة بأقصر الطرق، ربما حاولت أن تكون المعادل النسائى لشعبان عبد الرحيم، قلدته كثيرًا فى المونولوج السياسى الهجائى، لكن شعبان خفيف الظل وهى ليست كذلك، هو أيضًا يحمل لفتة جدعنة ومفهومية أبناء البلد بالإضافة للمحة موهبة توارت خلف اللحن الواحد الذى يقدم به كل أغانيه، والأهم من هذا أنه يرتبط بشاعر حقيقى يصوغ له كلمات أغانيه هو إسلام خليل. سما المصرى إذن ليست سيسيولينا الإيطالية ولا تحية كاريوكا، ولا زوزو صلاح جاهين، هى فقط سامية عطية أبو زيد الشهيرة بسامية حداقة!! نزحت إلى القاهرة من قرية فى الشرقية لتحصل على ليسانس الآداب من جامعة القاهرة، بدأت حياتها الفنية كمذيعة فى قناة المحور، وفشلت بكل تأكيد لتنتقل من تقديم برنامج عن الأغانى للغناء المصحوب بالرقص، قبلها كانت قد شاركت فى فيلم مقاولات وأرسلت رسائل إلكترونية لكل صحفى مصر تقول فيها إن الفيلم يسىء للصحفيين وأنهم بصدد تنظيم وقفة ضدها على سلم نقابة الصحفيين، كان المرسل مجهولًا لكن العين الخبيرة تدرك من اللحظة الأولى أن مرسل الرسالة هى نفس الممثلة الباحثة عن الشهرة.. سما المصرى خاصة أنها ذيلت الرسالة برقم هاتفها المحمول وقالت إنها متاحة للاتصال فى أى وقت !! بعدها قدمت سما المصرى كليبًا تحمل عناوين مثل (منفسن) و(أحمد يا عمر)وفى فترة ما قبل الإخوان أطلقت شائعة زواجها العرفى من النائب السلفى المتهم بالسرقة أنور البلكيمى، ودائمًا كانت الأحداث تضعها فى الصف المعادى للتيار الدينى ولكنها دائمًا كانت تبدو ضد المتطرفين بطريقة (تحتية). سما المصرى ظهرت أكثر فى عهد الإخوان المسلمين ومثلت مجموعة من الكليبات التى تهجو الجماعة والرئيس المعزول محمد مرسى، وهو نفس ما فعلته مع حازم صلاح أبو إسماعيل، ربما حققت كليباتها نسبة مشاهدة مرتفعة على اليوتيوب لكن الأكيد أن ثقل ظلها كان دافعًا لبعض خصوم مرسى للتعاطف معه، هى أيضا تحولت بطريقة ما إلى مالكة قناة فضائية من قنوات بير السلم تحمل اسم (فلول)، سما المصرى واصلت البحث عن الشهرة وقدمت أغانى عن أوباما وعن الشيخة موزة، واصطحبت فرقتها الراقصة لتكسر (القلل) وراء السفيرة الأمريكية المتعاطفة مع الإخوان، لكنها فى كل أحوالها كانت ثقيلة الظل على الأقل من وجهة نظر الذين لايحبون التصنع والابتذال. الترشح للبرلمان كان (الشو) الأخير لسما المصرى أعلنت عن ترشحها بالرقص فى شوارع هولندا، وعندما تم تأجيل الانتخابات انتظرت ثم أعادت الكرة مرة أخرى، وتحولت إلى مادة خصبة لبرامج التوك شو فى انتخابات بلا منافسة حقيقية، قالت إنها تريد أن تغير حياتها وتتحول إلى نائبة فى البرلمان، ولكنها لم تقل ما الذى ستفعله فى البرلمان لو نجحت، ما القضايا التى تشغلها؟ ما الاستجوابات التى ستتقدم بها؟ تعاطف البعض معها لأن الرجعيين يهاجمونها، لكن هذا ليس دليلًا لا على صدقها ولا على أنها صاحبة رسالة، سما المصرى ليست نموذجًا للحرية ولا للمرأة المصرية، ولكن يبدو أننا نعيش فى زمن المسخ !