*الجانى: حولت حياتى إلى جحيم بعد عامين من السعادة فأدمنت المخدرات وعاشرت الساقطات الظروف القاسية هى التى تجعل صبيًا فى السادسة عشرة من عمره، يكتب نهاية متعجلة لشقيقته، فيقتلها خنقًا، ثم يسحلها انتقامًا منها لشرفه وشرف عائلته، التى لوثته بالحمل سفاحًا فى جريمة جرت فصولها فى محافظة المنيا. ولم يتردد «حمادة ز. ك.»، البالغ من العمر 16 عامًا فى الاعتراف بجريمته قائلًا: «نعيش أنا ووالدى ووالدتى وشقيقتى ميرفت، التى عمرها 17 عامًا فى منزل العائلة بإحدى قرى أبو قرقاص.. وفى كل صباح يتوجه والدى لكسب الرزق الحلال، وأرافقه طوال النهار لمعاونته فى أعمال الفلاحة بقطعة الأرض الخاصة بنا، ومنذ شهر تقريبًا فوجئنا بظهور انتفاخ غير مفهوم ببطن شقيقتى، وقتها لم نهتم بالأمر، ولكن منذ أيام فوجئنا بهذا الانتفاخ يزداد بصورة ملحوظة للغاية، وإصابتها بحالة إعياء شديد من قىء مستمر واصفرار فى الوجه، فاعتقدنا أن ما بها عبارة عن مرض أصابها من فيروس سى، أو أنها أصيبت باستسقاء فى المعدة، فتوجهنا سريعًا بها إلى طبيب متخصص لعلاج هذه الأمراض، لكنه أكد لنا أن الانتفاخ ليس لإصابتها بأمراض فيروسية، وفوجئنا به يهنئنا بأنها حامل، معتقدًا أنها متزوجة، وحين سأل عن زوجها قلنا له إنه مسافر خارج البلاد». ويضيف حمادة: «عدت أنا ووالدى وشقيقتى، ونحن فى حالة ذهول وغضب شديدين وحيرة، فقد أخبرنا الطبيب أن حالتها الصحية لا تصلح للتخلص من الجنين الذى فى بطنها، وإذا توفيت أثناء ذلك سوف ينفضح أمرنا، فلم يكن أمامنا خيار سوى محاولة معرفة الفاعل لمطالبته بالاعتراف بجريمته والزواج منها، على احتمال أنهما ربما تزوجا عرفيًا، ولكن ميرفت عقدت الأمر كثيرًا حين رفضت البوح بأى تفاصيل عن الواقعة نهائيًا، ولم نعرف من هو الأب الحقيقى للجنين الذى ببطنها، وفشلت والدتى هى الأخرى فى إجبارها على التحدث لمعرفة الحقيقة، فما كان منى إلا أن انهلت عليها ضربًا من شدة غيظى، ورغبة فى غسل عارى أنا ووالدى، فخنقتها بإيشارب كان برأسها، ثم سحلتها داخل الحجرة، فى محاولة لمعرفة من الأب الحقيقى للجنين الذى ببطنها، لكنها لفظت أنفاسها الأخيرة، وماتت». من جانبه، قال الأب فى أقواله أمام النيابة: «فور وفاة ابنتى، اعتصر قلبى حزنًا عليها من داخلى، وإن كان ما فعلته لطخ سمعتى وعائلتى، حاولت زوجتى الصراخ، لكننا منعناها حرصًا على سلامة ابنى، وقمنا بوضع جثة البنت على أريكة تنام عليها، وأطلقت زوجتى صرخاتها للإيحاء أمام الجيران بأنها توفيت بصورة طبيعية، وقمنا بإحضار الطبيب الذى ارتاب فى الأمر، وأبلغ الشرطة، فقلنا إنها كانت نائمة فى هذا المكان، ومنذ الصباح حاولنا إفاقتها فلم تستجب، ولكن فى النهاية تم القبض علىّ أنا وابني». فيما قال المقدم علاء جلال، رئيس مباحث أبو قرقاص فى محافظة المنيا، فى أقواله بمحضر الواقعة إنه فور تلقيه بلاغًا بوجود جثة لفتاة فى العقد الثانى من عمرها، يشتبه فى كون الوفاة غير طبيعية، قام بمعاينة الجثمان فوجد الجثة ملقاة على أريكة داخل غرفة نوم بمنزل عائلتها، وهناك آثار خنق حول منطقة الرقبة، ولاحظ وجود بعض الفتل ملقاة حول الرقبة، وعند سؤال والدها أنكر وجود أية شبهة جنائية، مؤكدًا أن الوفاة تمت بقضاء الله وقدره. كثف رجال المباحث تحرياتهم بسؤال الجيران واستجواب أسرة المجنى عليها، حتى تم كشف غموض الحادثة. وبسؤال شقيقها (المتهم)، عامل معمار، اعترف بأنه أقدم على قتل شقيقته بيديه بعدما علم بخبر حملها سفاحًا. تحرر المحضر اللازم عن الواقعة، وبالعرض على النائب على السراوى، وكيل النائب العام فى أبو قرقاص، قرر حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق، لقتله شقيقته ميرفت، ووجهت له النيابة تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وباشر التحقيقات المستشار أسامة عبد المنعم، المحامى العام الأول لنيابات جنوبالمنيا.