*فرج عامر ومحمد السويدى وقرطام والسادات يدعمون قائمة فى حب مصر ماديًا *ساويرس رصد 500 مليون جنيه وأحمد عز يدعم مجموعة المئة ل 300 مليون *البدوى تبرع ب 30 مليونا لمرشحى الوفد ودعبس رصد 100 مليون لمرشحى حزبه *الغموض يسيطر على تمويل حزب النور رغم إعلانه الدفع بأربع قوائم انتخابية يتوقع الكثيرون أن تكون الانتخابات البرلمانية المقبلة هى الأكثر سخونة، والأشد تنافسًا، وربما الأعنف أيضًا، بسبب حجم التحديات وتعقيد المفاوضات وتشابك الحسابات وصعوبة الظروف التى رافقت هذه الانتخابات منذ اللحظات الأولى لميلادها، بعد أن ردد البعض مقولات جماعة «الإخوان » وأنصارها بأنه لا سبيل إلا إجراء هذه الانتخابات، لأن الرئيس عبد الفتاح السيسى لا يريد برلمانًا من الأساس. وما هى إلا أسابيع قليلة على إشاعة أجواء الإحباط عبر الأبواق الإخوانية، سواء العلنية أو المستترة تحت لافتات أخرى، حتى تم الإعلان عن فتح باب الترشح، الأسبوع الماضى، ليتسارع المئات إلى تقديم أوراقهم، وتعلن كل الأحزاب حالة الطوارئ، استعدادًا لأيام مصيرية ولحظات قد تكتب شهادة ميلاد للبعض، وشهادة وفاة سياسية للبعض الآخر. وتأتى هذه الانتخابات مكدسة بكل عوامل الإثارة والقلق، والتنافس إلى حد الخوف من اندلاع العنف، سواء من جانب جماعة الإخوان التى تستهدف إجهاض العملية الانتخابية، أو من جانب المتنافسين الذين يرى كل منهم أنه الأجدر بمقعد فى البرلمان الجديد، لا سيما فيما يعرف بدوائر الدم، التى يجتاز التنافس فيها كل خطوط المنافسة الانتخابية الشريفة إلى حد المواجهات المسلحة. وهو ما يلقى بعبء كبير على عاتق الأجهزة الأمنية التى ستكون مهمتها تأمين الانتخابات من التنظيمات والعمليات الإرهابية، وتأمينها من عنف المرشحين، وتأمينها من الرشاوى الانتخابية التقليدية، وتأمينها من أى شبهات للتزوير. وتستعرض «الصباح » فى هذا الملف بعضًا من جوانب الاستعدادات التى جرت فى الأحزاب والتحالفات الانتخابية مع انطلاق السباق الانتخابى فى أيامه الأولى، على أمل الاستحواذ على اهتمام الناخبين تمهيدًا للفوز بأصواتهم فى الصناديق، التى ينتظر نتائجها الجميع. تشهد الانتخابات الحالية عدداً من الظواهر لعل أهمها با منازع نفوذ رجال الأعمال على العملية السياسية من خلال تمويلهم للمرشحين.. وكذلك غياب الأسماء السياسية التقليدية من رموز النخبة السياسية مثل عمرو موسى ومراد موافى والمستشار عدلى منصور والذين كانت الشائعات ترشحهم لخوض الانتخابات بدأ صراع التحالفات الانتخابية، من قائمة «فى حب مصر » التى يقودها اللواء سامح سيف اليزل، حيث التحالف الأقوى حتى الآن على الساحة السياسية، والذى استطاع ضم قيادات أغلب الأحزاب السياسية والتحالفات الانتخابية، آخرها تحالف«الجبهة المصرية » الذى يضم الفريق أحمد شفيق، ومن قبلها حزب «الوفد » الذى يقوده الدكتور السيد البدوى، وحزب«المحافظين » الذى يرأسه المهندس أكمل قرطام، وحزب«مستقبل وطن » الذى يرأسه محمد بدران، وحزب المصريين الأحرار »،، وحزب «السادات الديمقراطى »، الذى يقوده عفت السادات، وتحالف »30-25« الذى يقوده الناشط مصطفى الجندى، واتحاد «عمال مصر » الذى يرأسه جبالى المراغى، بالإضافة إلى ضم مجموعة من الوزراء السابقين ورجال الأعمال وشباب من ثورة 30 يونيه. أبرز الوزراء السابقين المرشحين فى الانتخابات البرلمانية.. لم تختف الوجوه القديمة من الوزراء السابقين عن المشهد الانتخابى، حيث أعلن أكثر من وزير سابق فى الحكومات السابقة من عهد حسنى مبارك ومحمد مرسى وعدلى منصور عن خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، للبحث عن مقعد للعودة للحياة السياسية، أبرزهم السفير محمد العرابى الذى شغل منصب وزير الخارجية فى عهد المجلس العسكرى، ويخوض الانتخابات ضمن قائمة تحالف «فى حب مصر»، ومعه أسامة هيكل وزير الإعلام الأسبق فى حكومة كمال الجنزورى، وطاهر أبو زيد وزير الرياضة الأسبق فى حكومة حازم الببلاوى، وأحمد زكى بدر وزير التربية والتعليم فى حكومة أحمد نظيف فى عهد حسنى مبارك، وعمرو عزت سلامة وزير التعليم العالى الأسبق، بينما يخوض الدكتور حمدى الحديدى وزير الصحة الأسبق، الانتخابات ضمن قائمة «تيار الاستقلال»، الذى يقوده المستشار أحمد الفضالى، والمستشار عادل عبد الحميد وزير العدل الأسبق، ضمن قائمة «نداء مصر» الذى يقوده الدكتور طارق نديم، وعلى المقاعد الفردية يخوض الدكتور على مصيلحى وزير التموين الأسبق الانتخابات بمحافظة الشرقية، والدكتور سامح فريد وزير الصحة الأسبق، والدكتور صفوت النحاس وزير التنمية الإدارية الأسبق، واللواء أحمد زكى عابدين وزير التنمية المحلية الأسبق، فى محافظة بنى سويف، عن حزب «الحركة الوطنية» الذى يرأسه الفريق أحمد شفيق. وفى حزب «مصر بلدى»، الذى يقوده اللواء قدرى أبو حسين محافظ حلوان الأسبق، يخوض الانتخابات الدكتور سعد نصار محافظ الفيوم ووزير الزراعة الأسبق، وعن حزب «المصريين الأحرار» الدكتور محمد نصر علام وزير الرى الأسبق، والدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق، وعن حزب «الوفد» الدكتور جمال العربى وزير التعليم الأسبق، وعادل عبد الباقى وزير التنمية الإدارية وشئون مجلس الوزراء الأسبق، والدكتور أيمن فريد أبو حديد وزير الزراعة الأسبق، كما يخوض الانتخابات كامل أبو عيطة القيادى الناصرى ووزير القوى العاملة الأسبق، عن تحالف «قوى الشعب العامل» الذى أسسه منذ أيام قليلة، ومعه قيادات من التيار الناصرى، وأيضا الدكتور أحمد البرعى وزير التضامن الأسبق عن تحالف «التيار الديمقراطى»، الذى يشارك الدكتور عبد الجليل مصطفى فى تشكيل قائمة «صحوة مصر»، ومعه الدكتور زياد بهاء الدين نائب رئيس الوزراء السابق، عن حزب «المصرى الديمقراطى الاجتماعى»، وفى المقاعد الفردية مستقلين، يخوض العامرى فاروق وزير الرياضة الأسبق فى حكومة هشام قنديل فى عهد محمد مرسى، الانتخابات عن دائرة العجوزة. غياب رموز السياسة عن المشهد الانتخابى.. على الرغم من الشائعات الكثيرة التى انتشرت من قبل بشأن خوض رموز السياسة للانتخابات البرلمانية المقبلة، ومشاركتهم فى تشكيل القوائم الانتخابية بداية من الدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء الأسبق وعمرو موسى رئيس لجنة الخمسين، واللواء مراد موافى رئيس جهاز المخابرات الأسبق، واللواء أحمد جمال وزير الداخلية الأسبق، والفريق سامى عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، والمستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية السابق، إلا أنهم رفضوا خوض تجربة الانتخابات المقبلة، وفضلوا الابتعاد عن المشاهد السياسى نهائيًا خلال الفترة المقبلة، بعد تعرضهم لحملة انتقاد لاذعة خلال فترة تشكيل التحالفات الانتخابية، رغم ترشيح بعض الأسماء بينهم لرئاسة البرلمان المقبل، أبرزهم عمرو موسى وعدلى منصور، ليدخل رموز الصف الثانى من الوزراء السابقين ليحل مكانهم ليقودوا القوائم الانتخابية. صراع رجال الأعمال لم يتوقف صراع التحالفات عند اختيار المرشحين فقط، وإنما وصلت إلى رجال الأعمال الذين رصدوا الملايين لدعم مرشحيهم فى الانتخابات المقبلة، وبعضهم يدعم تحالفات انتخابية وأحزاب سياسية، رغم أنهم خارج السباق الانتخابى، أمثال أحمد أبو هشيمة الذى يدعم تحالف «فى حب مصر» وحزب «مستقبل وطن» ومعه أيضًا منصور عامر وكامل أبو على وهانى أبو ريدة، بينما يخوض بعض رجال الأعمال الانتخابات ضمن تحالف «فى حب مصر» مقابل دعم القائمة ماليًا، أبرزهم محمد فرج عامر رئيس نادى سموحة، ومحمد السويدى رئيس اتحاد الصناعات المصرية، وأكمل قرطام رئيس حزب «المحافظين»، وعفت السادات رئيس حزب «السادات الديمقراطى». أما عن الصراع الآخر بين رجال العمال فينحصر بين نجيب ساويرس رئيس حزب «المصريين الأحرار» والذى رصد ميزانية وصلت إلى 500 مليون جنيه، للاستحواذ على البرلمان المقبل، طمعًا فى تشكيل الحكومة الجديدة، ويصارعه رجل الأعمال أحمد عز أمين الوطنى المنحل، والذى يبحث عن منبر للعودة للحياة السياسية من جديد، ويدعم قائمة «المائة» من المستقلين، حيث استعان بمائة مرشح على مستوى الجمهورية من رموز الوطنى المنحل الذين يتمتعون بشعبية كبيرة وسط دوائرهم الانتخابية، ورصد ميزانية 300 مليون جنيه لدعمهم ماليًا، لكى يشكل «لوبى برلمانى» داخل المجلس، كما أنه يخوض الانتخابات عن دائرة «منوف» فى محافظة المنوفية، فيما يدعم رجل الأعمال الدكتور نبيل دعبس رئيس حزب «مصر الحديثة» مرشحين على المقاعد الفردية فقط للحزب، ورصد ميزانية وصلت إلى 100 مليون جنيه لدعم مرشحى الحزب، بينما رصد أحمد الفضالى ميزانية خيالية لدعم مرشحى تيار «الاستقلال» على المقاعد الفردية والقائمة، وصلت إلى 200 مليون جنيه، بينما يعانى حزب «الوفد» من أزمة مالية، طاحنة بسبب الصراعات الموجودة داخل الحزب، ويعتمد على دعم المرشحين والجهود الذاتية للأعضاء، فى حين تبرع السيد البدوى رئيس الحزب بثلاثين مليون لمرشحى الحزب، واعتمد على المرشحين فى بعض الدوائر الانتخابية، وأيضا دعم أحمد عز لبعض المرشحين فى محافظات الصعيد ووجه بحرى، أما فى حزب «النور» فما زال الغموض يخيم على مصادر تمويل الحزب حتى الآن، رغم إعلان تشكيل أربع قوائم انتخابية، إلا أن مصادر التمويل وميزانية الحزب لم تعلن حتى الآن، إلا أن مصادر داخل الحزب كشفت عن رصد هيئة الحزب لمائة مليون جنيه كميزانية أولية للقوائم فقط، بينما سيعتمد على جهود المرشحين فى المقاعد الفردية. جلسة سرية واصل رجل الأعمال المهندس أحمد عز أمين الحزب الوطنى المنحل، تربيطاته الانتخابية، لدعم قائمة المائة المستقلين فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، حيث فتح خطوط اتصال مع جميع الجبهات، أبرزها حزب «الوفد» الذى يقوده الدكتور السيد البدوى، بعد الجلسات التى عقدت مؤخرًا للاتفاق على صيغة نهائية للتعاون فى الانتخابات البرلمانية المقبلة. أبرز ملامح الاتفاق بين البدوى وعز، تشمل دعم أحمد عز مرشحى حزب الوفد على المقاعد الفردية ماليًا، وأن ينسق مع قائمة المائة فى دوائر الصعيد لكى يكون هناك تعاون بين مرشحى الوفد ومرشحى عز، فى مقابل أن يدعم البدوى مرشحى عز إعلاميًا من خلال قناة «الحياة» وإحدى الصحف اليومية الخاصة التى سيشارك فيها رجل الأعمال رضا إدوارد. وكشف مصدر مقرب من عز، بأن هناك خطة عقدها مع السيد البدوى للاستحواذ على أغلبية البرلمان بين قائمة المائة ومرشحى الوفد، لمواجهة مرشحى نجيب ساويرس، الذين يتمتعون بأكبر حملة دعائية بين المرشحين، كما حرصوا على اختيار مرشح واحد فقط يمثل الوفد وقائمة المائة فى الدوائر التى يدفع فيها المصريين الأحرار بمرشحين، لقطع الطريق أمام ساويرس فى الحصول على أكثرية البرلمان المقبل.