26 % مساحة التدخين والإدمان فى 5 أفلام تجارة خفية بين شركات الإنتاج والتبغ سبب إبرازها فى الأعمال الفنية بعد سيطرة ظاهرة البلطجة والرقص الخليع على السينما خلال سنوات الانفلات الأمنى الذى صاحبه انفلات سينمائى صاحبه اعتراض البعض على تلك الحالة السينمائية المتردية واعتبارها عاملًا مؤثرًا وقويًا على الجمهور، كان البعض الآخر يرى أنها واقع فى المجتمع ولا يوجد ما يمنع من عرضه على الشاشة.. وما بين هذا وذاك لا يمكن لعاقل أن ينكر أن نجوم السينما لهم تأثير كبير على عقول الشباب وهو ما جعل المرصد الإعلامى لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان التابع لوزارة التضامن الاجتماعى يخرج بتقرير مفصل عن مشاهد الإدمان والتدخين والتى وصلت مساحتها إلى «26 فى المائة» من المساحة الزمنية للأعمال السينمائية التى تواجدت خلال موسم عيد الفطر الماضى، ومدى تأثيرها على الجمهور خاصة فئة الشباب والمراهقين، ولم يصبح الفيلم المحتوى على مشاهد جنسية وعرى وألفاظ هى فقط من يجب تصنيفها، لكنها وصفت البعض أنه لا يصلح للمشاهدة العائلية لاحتوائه على مشاهد التدخين والمخدرات مثل فيلمى «ولاد رزق» و«سكر مر» التى وصلت إجمالى مشاهدها إلى 39 دقيقة فى الفيلم الأول، وفى الثانى وصلت إلى 15 دقيقة، وأشارت أن فيلم «شد أجزاء» كان من المفترض أن يوجد تحت تصنيف الإشراف العائلى لاحتوائه على مشاهدة تعاطى مخدرات وتدخين، وصنفت أفلام «حياتى مبهدلة» و«نوم التلات» أنهما يصلحان للمشاهدة العائلية نظرًا لأن مشاهد التدخين وتعاطى المخدرات بها قليلة. ورصد «الصباح» مدى التأثير من خلال آراء أساتذة الإدمان وعلم النفس، ويقول محمود صالح الباحث فى المكتب الفنى لصندوق مكافحة الإدمان: بالتأكيد هناك تأثير قوى لمشاهد الإدمان والتدخين على الجمهور، ويرسخ صورة ذهنية لديهم، وإذا تتبعت نظرة المجتمع التى تحولت نحو التدخين وخصوصا تدخين الإناث ومن ثم تناول المخدرات ستدرك أن الدراما والسينما هما اللتان ساهمتا فى اعتياد المجتمع عليها، بل أصبحت أمرًا عاديًا فى المناسبات المجتمعية، وأوضح: الأمر لا يتوقف على التأثير فقط لكن هناك تعمدًا وشراكة وتجارة خفية بين شركات التبغ وشركات الإنتاج للترويج لبعض العلامات التجارية بعينها، وهو ما حدث فى بعض الأفلام، وهذا يعتبر مخالفًا للقانون، لكن للأسف لا يوجد إثبات على ذلك أو أوراق رسمية تثبت ذلك بعكس الخارج، فهناك أوراق رسمية بين شركة «فيليب موريس» واستديوهات عالمية لإنتاج بعض الأفلام من أجل إعلانات السجائر. وأوضح صالح أن بدء التدخين لدى البنات دليل على التأثير السلبى الذى ظهر فى الأعمال، وأشار أنه من أجل الحد من هذه الأزمة تم التوقيع على ميثاق شرف مع النقابات الفنية من أجل الحد من مشاهد التدخين والتعاطى، وتابع: لا نعتبر الدراما والسينما أعداء لكنهما جزء قوى من قوة مصر الناعمة، ونحتاج لهما بشكل قوى، لكن علينا أن نهذب الأدوات التى نستخدمها، وهذا الاتفاق حدث بالفعل تحت رعاية رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء لكن نحتاج لوقت حتى يظهر سماته. وأكد الدكتور عبدالرحمن حماد على التأثير الكبير الذى تمثله مشاهد التدخين والتعاطى، وتعتبر فتح شهية ودعوة للكثير من المراهقين خاصة أنهم أكثر من يتأثرون فى سن التمرد واكتشاف الذات، وذلك مثل تأثر الكثير بصورة محمد رمضان وتجسيده للبلطجى، وأصبح وقتها بطلًا لهم، وهذه كانت مشكلة كبيرة، وأضاف هناك دراسة لصندوق المكافحة منذ 3 أعوام رصدت 142 ساعة كلها مشاهد تعاطى وتدخين، وهذا العام فى السينما 26 فى المائة، وهذه كارثة خاصة أن التقليد يكون لا شعوريا مثل مشاهد شخص فى الفراش وعاجز جنسيًا ويلجأ لشرب السجائر حتى يعود لنشوته ونشاطه، فهناك من يقلده لا إراديًا، وقال: قديمًا كان يقال تجاهل هو الحل المشكلة، لكن حاليًا علينا أن نواجه المشكلة ونعرضها ونوضح تأثيرها السيئ فى ظل المساحة الكبيرة التى تتواجد فى الأفلام عن التدخين والإدمان. ويتفق معه الدكتور فؤاد أبو المكارم أستاذ علم النفس، والذى يرى أن مشاهد التدخين بالتأكيد لها تأثير سلبى وتدعى بثقافة التدخين من باب المحاكاة والتقليد، خاصة أن الشباب لن تتأثر فى حال عدم وجود هذه المشاهد، لكنه يلجأ لها من أجل التجربة بعد رؤيته للمشاهد التى تبرزها السينما والدراما فى ظل أيضًا حالة الانتشاء التى يتم إبرازها أثناء التدخين والشرح التفصيلى لها أحيانًا.