*حققت الدرجات النهائية في خمسة مواد بعد رحيل والدها قبل امتحان الفيزياء *لم اتصور فرحتي بكلية الطب في غياب والدي.. وشقيقي احمد منحني الثقة في التغلب على احزاني *بكيت عندما سمعت النتيجة.. وبابا كان مستعد يضحي باي شيء من اجل لقب دكتور اسراء *لن انسى موقف زملائي واصدقائي والمدرسين ووقفوهم بجواري بعد وفاة والدي رغم الحالة النفسية السيئة التي كانت تمر بها الطالبة اسراء عبد العليم منصور عيد، طالبة بمدرسة اطسا الثانوية المشتركة بمحافظة الفيوم، عندما فقدت والدها اثناء امتحان مادة اللغة الانجليزية في الثانوية العامة شعبة علمي علوم، إلا انها تحملت الاعباء النفسية نتيجة رحيل والدها فجأة، حيث لم يعاني من اي مرض قبل الوفاة، وحصلت على مجموعة 99،7% وحققت المركز الاول على مدرستها واعلى مجموع في يحقق طالب في تاريخ الثانوية العام بمركز اطسا، والتحقت بكلية الطب وحققت حلم والدها قبل وفاته. ورغم تفوق اسراء عبد العليم الملفت للنظر في الظروف النفسية السيئة التي كانت تمر بها، إلا ان محافظة الفيوم ووزارة التربية والتعليم لم تلتفت اليها وتقدرها على مجهودها، بينما حرصت نادي "جرين هيلز" برئاسة المهندس محمد حامد رئيس النادي، على تكريمها تقديرا لجهودها وتحاملها على نفسها، كما كرم شقيقها الوحيد المهندس احمد عبد العليم منصور على وقوفه بجوار شقيقته في تلك الظروف الصعبة وتحقيق حلم والدها قبل وفاته بالالتحاق بكلية الطب. وتروي اسراء عبد العليم طالبة مدرسة اطسا الثانوية بالفيوم، قصتها مع امتحانات الثانوية العامة، فهي فتاة تقيم بقرية "معصرة عرفة" التابعة لمركز اطسا بمحافظة الفيوم، تنتمي لأسرة متوسطة، والدها كان يعمل موظف بالضرائب العقارية، ووالدتها مفتشة صحة، وشقيقها الاكبر احمد عبد العليم يعمل مهندس بالمقاولون العرب، ولديها شقيقة كبرى، هدير عبد العليم خريجة كلية تجارة القاهرة، وشقيقتها الاصغر ملك عبد العليم منصور اربع سنوات، في اولى حضانة، كانت تحلم منذ حصولها على المركز الأول في الابتدائية بان تصبح طبيبة، بعد تكريمها من الدكتور جلال السعيد محافظ الفيوم آنذاك الوقت، ووعدها والدها بجهاز "آي باد" وموبيل "آي فون" اذا التحقت بكلية الطب، واستمرت في تفوقها بالمرحلة الإعدادية والثانوية، واصطدمت يوم امتحان اللغة الانجليزية بوفاة والدها فجأة دون معاناة من اي امراض، ودخلت اسراء في حالة هيسترية من البكاء والحزن على والدها، الى ان وقف بجوارها شقيقها الاكبر المهندس احمد عبد العليم، وحاول اخفاء مشاعره الحزينة تجاه رحيل والده، للسيطرة على الحالة النفسية السيئة لشقيقته، والمرور بامتحانات الثانوية العامة وتحقيق حلم والده المرحوم، حتى يطفئ حالة البكاء المسيطرة على اسرته، وحصل على اجازة من عمله وظل بجوار شقيقته، الى ان حققت المعجزة بحصولها على 99،7% وحقق اعلى درجات في تاريخ مدرسة اطسا الثانوية منذ انشائها، حيث حصلت على الدرجات النهائية في مواد "اللغة الفرنسية 60" و "الاحياء 60" و "الجيولوجيا 60 " والكيمياء 60" و"الفيزياء 60" رغم الحالة لنفسية السيئة لها قبل امتحان الفيزياء حيث انها كانت اول مادة بعد وفاة والدها، كما حصلت على 79،5 من 80 في اللغة العربية، 49 من 50 في اللغة الانجليزية، لتحصل على اجمال مجموعة 408،5 من 410، رغم الظروف التي مرت بها. وقالت اسراء عبد العليم، ان اصرارها على الالتحاق بكلية الطب، بلغ الذروة بعد رحيل والدها، حيث انه كان حلمه الاول منذ التحاقي بالابتدائية، وكان دائما ينادي عليا بالدكتورة اسراء، وهو ما دفعني للتغلب على احزاني لاستكمال تفوقي في باقي المواد، وحققت ما كنت اتمناه انا واسرتي، حيث ان والدي كان مستعد للتضحية باي شيء من اجل التحاقي بكلبة الطب. وتابعت اسراء عبد العليم، عندما سمعت النتيجة وعمت بمجموعة انباني شعور لم اشعر به من قبل بن مشاعر الفرح والبكاء والحزن على رحيل والدي وحرمانه من فرحة تفوقي، كما ان اسرتي بالكامل كانت في حالة بكاء من الفرحة والحزن ايضاً، ولكن بفضل الله لم يضيع مجهودي وعنائي طوال السنة وعناء والدي وشقيقي ووالدتي، كما شددت على انها ستبذل قصاري جهدها من الآن، مع شقيقتها الصغرى الطفلة ملك عبد العليم منصور، وابن شقيقتها مصطفى ضياء الدين عاشور، لكي يلتحقوا بكلية الطب لترد الجميل لأشقائها وما بذلوه معها طوال الفترة الماضية. وتقدمت اسراء عبد العليم بشكر خاص الى زملائها واصدقائها ومدرسيها الذين وقفوا بجانبها في محنتها بعد رحيل والدها، وعلى راسهم الاستاذة امال جرجس مدرس والاستاذ محمد فاروق مدرسي مادة الفيزياء، والاستاذ محمد ربيع والاستاذ محمد فاروق مدرسي مادة اللغة الانجليزية، ومن اصدقائها الطالبة اسراء روبي ربيع والتي التحقت بكلية الصيدلة وعلى حصلت على مجموعة 97،2%، والطالبة اسماء أحمد عبد المعطي 97،7 صيدلة الفيوم، وهدير عبد المعطي 97،1 صيدلة الفيوم، كما تقدمت بشكر خاص الى اسرتها بداية من والدتها واشقائها احمد وهدير وملك وايضا ضياء مصطفى ابن خالها وزوج اختها وخالها عمر عبد التواب عاشور، والذي حصل نجله على مجموعة 98،8% والتحق بكلية الطب ايضا.