*أمين اتحاد «الفلاحين بالمحافظة: تحويل الرى 70 فى المائة من المياه لمناطق مملوكة لمستثمرين.. و«الزراعة» تضم الأراضى المستصلحة دون تقنين لمشروع المليون فدان لأكثر من ستين يومًا، يواجه الفلاحون فى منطقة مريوط بالعامرية، بمحافظة الإسكندرية، أزمة كبيرة، بعد انقطاع المياه عن مساحة هائلة من الأراضى الزراعية تبلغ نحو 70 ألف فدان، بعد توقف المحطات الثانية والثالثة والرابعة والخامسة بالمنطقة، عن العمل، نهائيًا، وهى القائمة على ترعة مريوط، وتحويل مياه الترعة إلى منطقة العامرية وبرج العرب لصالح عدد من رجال الأعمال والمستثمرين وأصحاب الشركات، ما أسفر عن بوار مئات الأفدنة، ونجاة بعض الأراضى لاعتمادها على «الماكينات الارتوازية»، بحسب عدد من الفلاحين بالمنطقة. غياب المياه عن ترعة المريوطية لأكثر من شهرين كما يروى أحد المزارعين ل«الصباح»، أتلف الكثير من المحاصيل الزراعية، نتيجة تعطل محطات رفع المياه، وعدم صيانتها من جانب الأجهزة المعنية التابعة لوزارة الرى، ما يجعل سبعين ألف فدان من الأراضى الزراعية فى مناطق الجريسات ورحيم والبصرة وبغداد والصاعدة، مهددة بالبوار. أمين الاتحاد العام للفلاحين بالاسكندرية، الحاج حسن جمعة أبو خبيلة، قال: إن 70 فى المائة من مياه الصرف الزراعى والصحى، تم تحويلها إلى أراضى المستثمرين بمدينتى العامرية وبرج العرب، ما أدى إلى نقص المياه فى المنطقة، وتبوير أراضى شركة مريوط، مضيفًا أن الصرف الصحى بقرى مريوط يصب فى الترعة ما يؤدى إلى تلف المحاصيل الزراعية لزيارة نسبة الرصاص والألومنيوم والحديد بالمياه. وأشار إلى أن مزارعى القرية، تجمهروا عدة مرات أمام الإدارة الزراعية بمريوط للمطالبة بوضع حل ينقذهم من الأزمة التى تهدد حياتهم، وإنقاذ أراضيهم من البوار بسبب نقص المياه، ومطالبة المسئولين بالتحرك بأقصى سرعة لإنقاذهم. أضاف أبو خبيلة أن وزارة الرى والموارد المائية، تخصص مبالغ مالية كارثية، كل ثلاثة شهور أو شهرين، - منذ عام 1967 عام إنشاء هذه المحطات الأربع القائمة؛ لخدمة 70 ألف فدان - لإحلال وتجديد هذه المحطات، ولكن هذه المبالغ المالية المخصصة تذهب إلى جيوب أصحاب المصالح من المسئولين، والتجديدات تكون وهمية، قائلًا: «رئيس مصلحة الرى بالوزارة فتحى جويلى لو عاوز يحل كان حل من زمان، وأى مسئول يعرف ربنا بيمشوه». وتابع أن وزارة الزراعة، ممثلة فى هيئة التعمير، أرسلت عدة لجان إلى المنطقة، لحصر الأراضى المستصلحة غير المقنن وضعها؛ لضمها إلى مشروع المليون فدان، باعتبارها مستصلحة من وزارة الزراعة، وزاد أبو خبيلة: «هذا خداع للمصريين، وللرئيس». الحاج مرزوق جويدة أبو حبارة رئيس جمعية رحيم الزراعية بمريوط، وأحد المتضررين قال: «أراضى مريوط مهددة بالبوار، والفلاحون يعانون من عدم وجود مياه رى للزراعة، ومحطة رقم خمسة بمريوط وترعة الجريسات وترعة بهيج وترعة رحيم ليس بها أى مياه حتى لشرب الحيوانات، والفلاحون مهددون بالسجن من عدم سداد القروض التى يأخذونها على المحصول الذى لم يتمكنوا من زراعته لعدم وجود المياه، والأراضى بور». وقدر جويدة عدد الأسر المتضررة بحوالى عشرين ألف أسرة، داعيًا الرئيس السيسى بالتدخل لحل الأزمة، قائلًا: «الرجاء من الرئيس السيسى التدخل الفورى وحل المشكلة، بعيدًا عن الحلول المسكنة التى يطرحها وكلاء وزارة الرى خوفًا على مناصبهم دون إدراك حجم المشكلة المتراكمة منذ فترة طويلة». بوجه غاضب، وقدمين حافيتين، قاطعت الحاجة سعيدة عبد المولى عوض، التى تخطى عمرها 60 عامًا، الحديث، وهى تهيل التراب على رأسها، وتقول: «الزرع مات، الزرع مات يا مسئولين، ليا 8 عيال وزوجى ميت ياكلوا منين». وتابعت: «الأهالى تركوا محافظاتهم، وجاءوا للزراعة باحثين عن لقمة العيش، وباعوا ما يملكون لشراء الأرض وزراعتها، واقترضوا أموالا من شركة مريوط لشراء مستلزمات الزراعة ولا يستطيعون سدادها». الفلاحون اتهموا عددًا من رجال الأعمال بالاستفادة من تحويل المياه إلى المنطقة الصناعية ببرج العرب، وأبرز المستفيدين من رجال الأعمال، بحسب الفلاحين، هم «م. ف. ع»، رجل أعمال بارز و« ه. م»، رجل أعمال وعضو بمجلس إدارة جمعية رجال الأعمال بالإسكندرية، و«ع. م»، من كبار مسئولى المناطق الصناعية بجهاز مدينة برج العرب الجديدة. فى المقابل، قال الدكتور خالد وصيف، مستشار وزير الرى، ورئيس الإدارة المركزية للإعلام المائى: إنه تم تشكيل لجنة من وزارة الرى والموارد المائية، لدراسة أزمة الفلاحين. واعتبر وصيف فى تصريحات ل «الصباح»، موسم الرى الحالى، أفضل موسم منذ 10 سنوات مرت بها الدولة، لاتخاذ العديد من الإجراءات المسبقة، والاستعداد المبكر لنقص المياه، فى الموسم الصيفى، قائلًا: «الفيوم أكثر المدن تعرضًا لنقص المياه، شهدت رخاءً مائيًا هذا العام». وأشار المتحدث الإعلامى لوزارة الرى، إلى إجراء عملية تدعيم لمحطة مريوط (2) بغرب الدلتا بعدد 4 وحدات طوارئ بتكلفة 14 مليون جنيه بزمام 94 ألف فدان وذلك لحين إنشاء محطة جديدة.