قائمة المرشحين لخلافة «العربى» فى الجامعة العربية.. ومخاوف من قطر والجزائر ازدهرت بورصة الترشيحات لأسماء شخصيات مصرية وعربية لخلافة الدكتور نبيل العربى، فى منصبه كأمين عام للجامعة العربية، والذى تنتهى مدته منتصف العام القادم، وأعلن للمحيطين به أنه لا يرغب فى تجديد ولايته. وبحسب مصدر دبلوماسى رفيع المستوى، فإن تقاعد «العربى» سيضع مصر فى مأزق، بسبب صعوبة التوافق على مرشح مصرى آخر دون وجود عقبات دبلوماسية، حتى لو لم يتم الإعلان عن ذلك، مشيرًا إلى أنه لا يستبعد اعتراض قطر مجددًا والدفع بمرشح لمنافسة المرشح المصرى، على غرار ما حدث قبل اختيار العربى. وأكد المصدر أن التحركات المصرية الدبلوماسية تشير إلى أن الإدارة المصرية تريد أن تحتفظ بالمنصب، وأنها ستدعم مرشحها مهما كان اسمه، وأن مصر تعول كثيرًا على موقف المملكة العربية السعودية ودول الخليج فى استمرار منصب الأمين العام فى حوزة مصر، باعتبارها دولة المقر، مشيرًا إلى أن المعارضة ستكون محدودة ومن جانب دول قليلة. وأكد المصدر أن مقترح عدم قصر منصب الأمين العام على مصريين يثار مع ترشيح دبلوماسى مصرى جديد للمنصب، لافتًا إلى أن الأفضل حاليًا هو استمرار «العربي» فى منصبه حتى موعد انتهاء ولايته، ومحاولة إقناعه بالعدول عن موقفه من أجل إعادة انتخابه مجددًا. ووفق متابعين للشأن العربى فإن المعركة القادمة على أمانة جامعة الدول العربية، سيكون لها طابع خاص، بسبب تزايد الفرص لتعزيز مقولة إن هناك شخصيات عربية كثيرة قادرة على أن تقود سفينة الجامعة العربية، وتخرج بها من أزمتها، وليس بالضرورة أن يكونوا مصريين. ومع تعدد أسماء المرشحين لخلافة العربى، ما زال هناك وقت طويل أمام القادة العرب لحسم الاختيار قبل انتهاء ولاية الأمين الحالى، منتصف العام المقبل، ويمكن حسم الاختيار فى القمة العربية فى مارس 2016. وترجح مصادر دبلوماسية أن يعتذر الأمين العام عن استكمال مهمته كأمين عام للجامعة وعدم الانتظار للعام القادم، خاصة أنه طلب أكثر من مرة إعفاءه بعد مرور ثلاث سنوات على توليه المنصب، إلا أن القيادة السياسية ارتأت عدم الحديث فى هذا الموضوع لعدم ملاءمة الوقت. على الجانب الآخر يرى البعض أن العربى يراوغ بتقديم استقالته ليس أكثر، لا سيما مع بلوغ راتبه إلى 50 ألف دولار شهريًا. ويتهم البعض نبيل العربى بالفشل فى إدارة الملفات العربية الساخنة على مدار أربع سنوات مضت، بدءًا من الأزمة اليمنية والسورية والليبية والتونسية. ويرى كثير من المراقبين أن الجامعة العربية ماتت إكلينيكيا منذ جلوس «العربي» على كرسيه، حيث يتهمه البعض بأنه كان السبب وراء وقوع الجسد العربى فريسة لإيران و«داعش» والغرب، وتنافسهم على السيطرة على العراق وسوريا واليمن وليبيا. ويقول مراقبون: إن صمت الجامعة العربية بلغ ذروته لحد التواطؤ فى الدفاع عن المليشيات المسلحة، التى تسيطر على العاصمة الليبية طرابلس، بل وتغاضت عن الجريمة الإرهابية التى نفذها تنظيم «داعش» بقتل 21 مصريًا فى مدينة سرت، حيث اتسم موقف العربى بالضعف والاهتزاز، فضلًا عن فشله فى حشد رأى عام عربى فى الحرب التى خاضتها مصر وما زالت ضد الإرهاب. وتشمل بورصة المرشحين لخلافة نبيل العربى كلًا من: السفير سامح شكرى، وزير خارجية مصر الحالى، والسفير أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية الأسبق، والسفير نبيل فهمى وزير خارجية مصر السابق، وأحمد بن عبد العزيز قطان، سفير السعودية فى القاهرة. سامح شكرى.. الحاسم تطرح دوائر سياسية ودبلوماسية عديدة اسم السفير سامح شكرى، وزير الخارجية الحالى، ليكون أحد المرشحين بقوة لخلافة نبيل العربى فى الجامعة العربية، معتبرين أن نجاحه فى العبور بملف مصر الخارجى وقيادته للجهاز الدبلوماسى باحترافية فى تلك المرحلة الراهنة كفيل بتأهيله لمناصب إقليمية أكبر. ويقول مؤيدون لترشح شكرى إنه قادر على حسم أعقد الملفات السياسية التى يتولاها، وقد تكون الجامعة العربية فى حاجة إليه خلال الفترة القادمة، فهو صلب ومفاوض عنيد، ثم إنه سيكون قادرًا على أن يحشد العرب خلف القضية الكبرى التى تشغل الجميع، وهى الحرب على الإرهاب. نبيل فهمى.. العودة للسلطة يتوقع البعض أن يترشح نبيل فهمى، وزير الخارجية السابق، لشغل منصب أمين عام جامعة الدول العربية، كمكافأة له واستكمالًا لدوره الذى قام به فى أعقاب ثورة 30 يونيو، خاصة أنه يرتبط بعلاقات قوية بعدد من المنظمات الدولية، التى تعامل معها خلال عمله سفيرًا لمصر فى واشنطن، وخلال الفترة التى قضاها وزيرًا للخارجية. كما أنه يرتبط بعلاقات قوية مع عدد من الرؤساء والزعماء العرب، ويتميز بأداء دبلوماسى هادئ وراقٍ جدًا، يمكنه من حل أعقد الأزمات باحترافية شديدة، وإن كان البعض يقلل من فرص نجاحه فى نيل هذا المنصب الرفيع لا سيما بعد خروجه المفاجئ من وزارة الخارجية فى أول حكومة شكلها الرئيس عبد الفتاح السيسى برئاسة إبراهيم محلب، وحتى الآن لا يعرف أحد سر خروجه. أبو الغيط.. المباركى قالت مصادر مطلعّة إن السفير أحمد أبو الغيط، آخر وزير خارجية فى عصر الرئيس الأسبق حسنى مبارك، أحد المرشحين لمنصب أمين عام الجامعة العربية، وإن هناك تأكيدات بأن مصر خاطبت بالفعل وزراء الخارجية العرب بأن يدعموا موقفه، استنادًا إلى الدور الذى لعبه بعد 30 يونيو. وتؤكد المصادر أن أبو الغيط له مواقف واضحة من القضايا العربية، خاصة من إيران، لكن مراقبين يرونه بمثابة «كارت محروق»، لكونه أحد المحسوبين على نظام مبارك، وظل مدافعًا عنه ولا يزال. أحمد بن عبدالعزيز قطان سفير السعودية فى القاهرة، أحمد بن عبد العزيز قطان، أحد المرشحين بقوة لخلافة نبيل العربى، ففى 2005 جاء إلى القاهرة ليشغل منصب مندوب السعودية الدائم فى الجامعة العربية، وتم تعيينه سفيرًا للمملكة لدى مصر من 28 فبراير 2011، خلفًا للسفير هشام ناظر، والمعروف عنه قربه من ملك السعودية الراحل عبد الله بن عبد العزيز، الذى كان يعتبره واحدًا من أولاده. وتوقع كثيرون أن يطاح به منصبه، فى حركة التغييرات الكبيرة التى قام بها الملك سلمان مؤخرًا، إلا أنه أبقى عليه سفيرًا فى القاهرة. ويقول مراقبون إن قطان قد يلعب دورًا محوريًا بالغ الأهمية، خارج المملكة، وربما يأتى طرح اسمه كأحد المرشحين لخلافة العربى فى ظل عدم رضا المملكة عن أداء العربى منذ اليوم الأول، فضلًا عن أن الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، المعروف بهجومه الشديد على السعودية، يرتبط بعلاقة قرابة مع «العربي» المتزوج من شقيقة زوجة هيكل، وكان فى ذات الوقت هو من وقف وراء دعم قطر ل«العربي»، ووقف بقوة وراءه حتى يحصل على المنصب، ويرجح البعض أنه قد يكون لدى قطان طموح شخصي فى أن يختم حياته السياسية فى منصب إقليمى رفيع هو أمين جامعة الدول العربية.