*سربّ الأنباء عن لقاءات السلفيين والأمريكيين بهدف زيادة الثقل السياسى لحزب النور طفت على واجهة الأحداث مؤخرًا أنباء لقاءات جمعت مسئولين بحزب النور السلفى، وبعض المسئولين الأمريكيين، ورغم الغموض الذى اكتنف طبيعة المقابلات التى جرى بعضها فى السفارة الأمريكية بالقاهرة؛ إلا أن كشفها مثل علامة استفهام كبرى بشأن طبيعة ترتيبها خاصة أنها تجمع بين حزب ذي مرجعية سلفية متشددة كما يقدم نفسه، مع ممثلين لواشنطن عاصمة الدولة المتهمة من قبل السلفيين بمعاداة الإسلاميين. وتتمثل كلمة السر فى ترتيب هذه اللقاءات (السلفية - الأمريكية) فى المهندس، عمرو فاروق المكى، مساعد رئيس حزب النور للشئون الخارجية، والذى قارب عمره الأربعين عامًا، من مواليد أكتوبر 1975. واستطاع من يمكن تسميته ب«الكاوبوى السلفى» خلال سنوات محدودة، أن يكون من الشخصيات العربية الهامة داخل الولاياتالمتحدة، وتمكن من الحصول على عدد من المناصب فى شركات أمريكية وحصل على العديد من الشهادات العلمية، وكونّ شبكة علاقات قوية برموز أمريكية وشخصيات عامة لها ثقلها داخل المجتمع الأمريكى. انضم المكى لصفوف الدعوة السلفية، أثناء دراسته بكلية العلوم جامعة الإسكندرية فى بداية التسعينيات، قبل أن يتوجه للولايات المتحدةالأمريكية للحصول على شهادة نظم الحاسب الآلى عام 1988، والتى تمكن من خلالها العمل كمهندس بعدد من الشركات بنيويورك منها، أمريكان اون لاين، وFabricant التى عمل بها فور وصوله الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتولى المكى عضوية مجلس أمناء مدارس المنهال الإسلامية، بولاية نيوجيرسى، الأمر الذى مكنه من نسج شبكة علاقات واسعة فى أوساط مسلمى أمريكا، فضلًا عن تأسيسه لشركة برمجيات بنيويورك مما زاد من شبكة علاقاته، وخلال تلك الفترة لم ينقطع اتصال بالدعوة السلفية، وعقب عودته إلى مصر أصبح مساعد رئيس حزب النور للشئون الخارجية، وتولى إدارة شركة سمارت سيستم، كما أنه عضو بالمجلس الإستشارى لمبادرة «بادر» لريادة الأعمال، وعضو بمجلس إدارة جمعية «زدنى» بالإسكندرية، ورغم تحوله للعمل السياسى إلا انه ابقى على شركته بالولاياتالمتحدةالأمريكية. خلق المكى حلقة وصل بين الجانب الأمريكى والتيار السلفى، ونظم زيارة فى بداية الألفية الجديدة لعدد من المسئولين الأمريكيين وبعض قيادات الدعوة السلفية، واستمرت العلاقات بين الطرفين مستمرة ولكن بعيدًا عن الأنظار التى كانت متجهة للإخوان. وبوصول الإخوان لسدة الحكم بدأت تظهر قوة المكى داخل الولاياتالمتحدة، وعقد ما يشبه الصداقة بين القنصل الأمريكى بالإسكندرية وقيادات الدعوة السلفية، وتبادل الطرفان الزيارات، التى بدأت بمقر الدعوة ثم انتقلت لمنازل القيادات بعد أن انكشف الأمر. وسعى المكى لترتيب زيارة لوفد من حزب النور لأمريكا وعقد لقاء للجمع بين قيادات النور وأعضاء بالكونجرس الأمريكى وشخصيات حزبية أخرى، إلا أن الزيارة كانت تستهدف ضم عدد من قيادات الدعوة ومنهم الشيخ ياسر برهامى، ومساعده سعيد حماد، وحصل لهما المكى على دعوة لزيارة مركزى المنهال والتوحيد بحجة إلقاء عدد من الدروس الدينية، إلا أن الدعوة كان هدفها الحقيقى لقاء عدد من المسئولين الأمريكان، وتمت الزيارة خوفًا من انكشافها، خاصة أن زيارة برهامى كانت ستحصد الاهتمام أكثر من وفد الحزب. وتم احتواء الموقف من خلال عقد جلسة جمعت برهامى والقنصل الأمريكى بالإسكندرية، وتم خلالها الاتفاق على مساعدة أمريكا للسلفيين كما كان يحدث مع الاخوان، فى مقابل تهدئة حالة الاحتقان التى يحملها المصريون وخاصة التيار الإسلامى ضد الولاياتالمتحدة. ورتب المكى عدة لقاءات جمعت بين قيادات سلفية وأعضاء ب «السى آى إيه» ضمن مجموعة من المسئولين بالسفارة الأمريكية، والتى فسرها حزب النور باللقاءات العادية خاصة أنه حزب سياسى، وذلك قبل أن يعود لنفى حدوثها من الأصل. وزاد من ثقل المكى داخل الدعوة السلفية، علاقاته الجيدة بالنظام المصرى، إذ كان ضمن الوفد الشعبى المشارك فى استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال زيارته لألمانيا، بالإضافة لعلاقاته الجيدة مع معظم الأحزاب المصرية على العكس من غالبية المنتمين للتيار السلفى. ورغم أن الظاهر هو ارتباك التيار السلفى من كشف علاقته بالجانب الأمريكى، أن أحدًا لا يدرك أن تلك الزيارات واللقاءات يتم الكشف عنها عمدًا، من خلال المكى نفسه الذى تعمد تسريب أخبار اللقاءات «السلفية الأمريكية»، بغرض توفير الثقل السياسى للجانب السلفى والذى نجح المكى فى تحقيقه، بعد عرضه لفكرة تسريب أخبار اللقاءات على الدكتور يونس مخيون، والذى وافق بعد أن وضح له المكى أهمية الكشف عن تلك العلاقة بما يصب فى مصلحة الحزب والدعوة، وتضع الترشيحات المكى ضمن أهم قيادات النور المرشحة لمنصب نائب رئيس الحزب.