*تشكيل جبهة موالية بترسيم 30 أسقفًا لضرب رجال الكنيسة الكبار فى الوقت الذى رحب فيه عدد كبير من الأقباط بمحاولات البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، لتحديث الكنيسة، منذ جلوسه على كرسى البطريرك قبل 3 أعوام، يرى آخرون أن سياسات البابا الجديد تمثل انحرافًا عن تعاليم الكنيسة، التى تعتمد على اتباع الآباء منذ مئات السنين، وانقلابًا على سلفه البابا شنودة». وبحسب معارضى البابا الجديد، صدم تواضروس الأقباط، بإسراعه بالبدء فى مشروع تحديث وتطوير الكنيسة، خاصة أن الأقباط اعتادوا على نمط الراحل البابا شنودة الثالث، الذى اعتمد على تكوين علاقة ود وعشق بينه وبين الرعية أولا، قبل البدء فى أى تغيير. ويرى المعارضون للبابا أن الأقباط لن يقبلوا بسهولة التغيير الذى ينادى به تواضروس، وخروجه عن خط البابا شنودة الثالث، ويعتبرون أن ذلك «خيانة للخط الذى سار عليه الراحل، وانقلابا عليه». كان البابا تواضروس الثانى ألقى كلمة فى مؤتمر «خدمة المهجر»، الذى عقد فى دير الأنبا بولا، الأسبوع الماضى، قال فيها «الخدمة فى بلاد المهجر تحتاج إلى عمل مؤسسى، وهذا ما لم يحدث فى عصرى البابا كيرلس والبابا شنودة الثالث»، وهو ما فهمه الكثيرون أنه انتقاد لأسلوب الخدمة فى عصر سابقيه، من حيث الكم والكيف، وأنها لم تكن منظمة وإنما تسير بطريقة عشوائية. وكما تعرض البابا تواضروس الثانى لهجوم شرس بسبب محاولته لتغيير طريقة طبخ زيت الميرون المقدس، يتعرض الآن لهجوم أشد لمحاولته الاصطدام بما أرساه البابا شنودة الثالث من أعمال وتعاليم فى الكنيسة على مدار أربعين عامًا. وفى السياق تؤكد صفحة «ائتلاف الصخرة الأرثوذكسية» على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» أن كل الوقائع تشير إلى أن «البابا تواضروس يريد القضاء على تاريخ البابا شنودة الثالث»، مدللين على ذلك ب«أنه إذا ذهبت إلى أى مكتبة كنسية ستجد جميع كتب متى المسكين، فى هذه المكتبات، وهى التى كانت ممنوعة فى عهد البابا شنودة الثالث». وأكد الصفحة أن «البابا تواضروس يسير عكس البابا شنودة أيضا فى ترسيم الأساقفة أو الكهنة، حيث تتم الرسامات كلها بطريقة عشوائية، ويكفى أن نجد أن الأنبا يوسف أسقف جنوبالولاياتالمتحدةالأمريكية ينظم رحلة إلى القدس مع أقباط المهجر، وسط صمت البابا». وتساءلت الصفحة: نريد أن نعرف من قداسة البابا الذى لم ينجز أى شىء منذ توليه البطريركية، ما العمل المؤسسى الذى تحتاج إليه الكنيسة فى المهجر؟، وهل هذا تمهيد لإنشاء كيانات موازية لكنيستنا القبطية؟، هل تريد مثلًا أن تنشئ «مجامع مقدسة، وتحدد مواعيد أعياد مناسبة لكل دولة، وتعترف بأى معمودية، وتحول الكنائس إلى كازينوهات للاجتماعيات لتناسب الشعوب المنفتحة التى تريدون أن تغزوها؟». وخلال ال3 سنوات الماضية رسّم البابا ما يقرب من 30 أسقفًا، ويعتبر الكثيرون أن هذا رقم مبالغ فيه، ويقارب ثُلث الأساقفة الذين رسمهم سلفه البابا شنودة الثالث، حيث كان الإجمالى 97 أسقفًا خلال أربعين عاما. ويفسر المعارضون إقبال البابا على رسامة أساقفة بأعداد كبيرة، بأنه يريد تكوين جبهة مضادة للأساقفة الذين يدافعون عن تعاليم سلفه شنودة، ما يُعتبر «ضد التعاليم الآبائية المتبعة داخل الكنيسة». وقال مصدر مقرب من الكاتدرائية إن كثيرًا من الأساقفة الجدد، الذين رسمهم تواضروس، يؤيدون أفكار الدكتور جورج حبيب بباوى، المحروم من الكنيسة بقرار من المجمع المقدس، مضيفًا أن «البابا تواضروس الثانى رسّم أحد الأساقفة المحرومين بقرار من المجمع المقدس فى عهد البابا شنودة، وهو الأنبا إيساك كمساعد للأنبا باخوميوس». وأكد المصدر أن هذا الأسقف ظل لسنوات عديدة برتبة «خورى ابسكوبس»، مساعد الأسقف، وتعرض للإيقاف لسنوات عديدة، بعد اتهامه بالترويج فى كتبه ل«الفكر النسطورى»، وترويجه لتفسيرات خاطئة عن السيدة العذراء، وبعدما اعترف بخطئه عفا عنه البابا شنودة، وأمره بعدم مغادرة دير السريان.