أسماء المقبولين في مسابقة 30 ألف معلم فصل المرحلة الثالثة.. جميع المحافظات    وزير الشؤون النيابية بمؤتمر حزب الجبهة الوطنية: نفتح أبوابنا لكل الرؤى    إزالة 151 حالة تعدى ضمن المرحلة الأولى من الموجة ال26 فى أسوان    المنظمات الأهلية الفلسطينية: أكثر من 70 ألف طفل مُصابون بحالات متقدمة من سوء التغذية في غزة    يضم عناصر من «حزب الله».. بيروت ترد على أنباء اتفاق لتبادل السجناء بين العراق وإيران وإسرائيل    الفريق أحمد خليفة يبحث التعاون العسكرى مع فرنسا    الدوري المصري، محمد شكري رجل مباراة سيراميكا وحرس الحدود    منتخب مصر للناشئين يترقب قرعة كأس العالم تحت 17 سنة.. غدا    الداخلية: إصابة شخصين في انفجار أسطوانة بوتاجاز صغيرة بشارع كورنيش النيل بالمنيا    خبير لوائح رياضية: لا توجد أسباب جديدة تدعو لإيقاف إعلان بطل الدوري    31 مايو، روبي تحيي حفلا غنائيا في العين السخنة    القومي للبحوث يقدم نصائح للنوم الصحي وأهميته في فترة الامتحانات (فيديو)    وزير الصحة عن واقعة وفاة الطفلة صوفيا: نجري تحقيقات موسعة وراجعنا تفاصيل ما حدث    انقطاع الكهرباء بفرنسا وزلازل وحرائق.. المشهد الفلكي كما توقعته وفاء حامد    كم سعر المتر في مشروع سكن لكل المصريين 7 لمتوسطى الدخل    فعاليات وزيارات للترويج.. السياحة والآثار فى أسبوع    موسم الطيور الإنجليزية.. حينما ترفرف الأجنحة نحو البطولات.. «النسر» يعود من بعيد و«الدجاج» يخرج بالبطولة الأوروبية.. و«غراب الماء» يستعيد أمجاد مواسمه الذهبية    فليك يحدد هدفه مع برشلونة في الموسم المقبل    أستاذ تمويل: البنك المركزي يتجه لخفض الفائدة لإنعاش الاقتصاد    دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ذي الحجة لعام 1446فى هذا الموعد    خلية عمل لخدمة 78 ألف حاج مصري.. استقبال مهيب لحجاج القرعة في المدينة المنورة.. وتفويج "آمن" إلى مكة المكرمة    نوال مصطفى تكتب: صباح الأحد    رئيس «برلمانية التجمع»: وافقنا على قانون الانتخابات لضيق الوقت ولكن نتمسك بالنظام النسبي    مدير تعليم الفيوم يجتمع مع لجان المديرية لمتابعة امتحانات الفصل الدراسي الثاني    نغم صالح تحتفل بإطلاق ألبومها الجديد "شلق" في مسرح الجيزويت    فرقة ديروط تقدم «السيد بجماليون» على مسرح قصر ثقافة أسيوط    اليوم.. عرض أولى حلقات برنامج مسيرتي ل جورج وسوف    ذكرى مرور 123 عاما على الإسعاف في مصر.. قصة نشأته ودلالة شعاره    اغتنم فضلها العظيم.. أفضل الأدعية والأعمال في عشر ذي الحجة ويوم عرفة 2025    محافظ قنا يكرم الفائزين بجائزة الدولة للمبدع الصغير ويشيد بدور الأسرة والمدرسة في رعاية المواهب    اقرأ غدًا في «البوابة».. غضب عالمى من الجرائم الإسرائيلية    أخصائية اجتماعية تكشف أسباب ظهور سلوكيات عناد وعصبية الأطفال    الدفاعات الجوية الأوكرانية تعترض 245 طائرة مسيرة روسية    شديد الحرارة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس غدًا    وزير البترول يتفقد مشروعات فوسفات مصر بأبو طرطور.. ويؤكد: انطلاقة جديدة لقطاع التعدين    البابا تواضروس يصلي القداس الإلهي ب كنيسة «العذراء» بأرض الجولف    مسلم يرد من جديد على منتقديه: كفاية بقى    محمد رمضان يروج ل فيلم "أسد" بصورة جديدة من الكواليس    النفط يسجل خسارة أسبوعية وسط ضغوط محتملة من زيادة إنتاج «أوبك+»    البطاقة الأخيرة.. سندرلاند يكمل عقد الفرق المتأهلة إلى الدوري الإنجليزي    هيثم فاروق: أثق في يورتشيتش وبيراميدز لن يعود للدفاع في الإياب أمام صن داونز    الأهلي يفرض سيطرته على الألعاب الجماعية ب22 لقبًا.. وموسم "باهت" للزمالك    تأجيل محاكمة متهمي اللجان النوعية    وزيرة التنمية المحلية تعلن انتهاء الخطة التدريبية لسقارة للعام المالي الحالي    بيرو تفتح تحقيقاً جنائياً بحق جندي إسرائيلي بعد شكوى مؤسسة هند رجب    المانجو "الأسواني" تظهر في الأسواق.. فما موعد محصول الزبدية والعويسي؟    اتحاد الصناعات: الدولة تبذل جهودا كبيرة لتعميق صناعة حديد التسليح محليًا    سيد عطا: جاهزية جامعة حلوان الأهلية لسير الاختبارات.. صور    سقوط عدد من "لصوص القاهرة" بسرقات متنوعة في قبضة الأمن | صور    مباشر.. أسرة سلطان القراء الشيخ سيد سعيد تستعد لاستقبال جثمانه بالدقهلية    التشكيل الرسمي لصن داونز أمام بيراميدز بذهاب نهائي دوري الأبطال    «لافروف» يكشف عمل موسكو على وثائق متطلبات تسوية الحرب الروسية الأوكرانية    فتاوى الحج.. ما حكم استعمال المحرم للكريمات أثناء الإحرام؟    رئيس جامعة الأزهر: القرآن الكريم مجالًا رحبًا للباحثين في التفسير    حكم طلاق الحائض عند المأذون؟.. أمين الفتوى يُجيب    الداخلية تضبط المسئول عن شركة لإلحاق العمالة بالخارج لقيامه بالنصب    «التأمين الصحي» تطلق حملة «تأمين شامل.. لجيل آمن» بأسوان    هل يجوز الحج عن الوالد المتوفي.. دار الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى ندوة "الصباح"حول مبادرة القبائل السيناوية لمكافحة الإرهاب قبائل سيناء تتسلح لأسباب غير مقاومة الإرهاب
نشر في الصباح يوم 15 - 05 - 2015

*سعيد عتيق الناطق باسم السواركة: أنصار بيت المقدس جندت 300 شاب من السواركة بينهم مجموعة مكلفة بالتواصل مع إسرائيل
*القوات المسلحة تسلمت قائمة بأسماء قيادات الصف الأول لتنظيم داعش فى سيناء
*شادى المنيعى وكمال علام يقيمان فى غزة و«حماس» مرتبطة أيديولوجيًا بجماعة بيت المقدس
*«مبادرة القبائل» هى آخر طلقة لإنقاذ سيناء وتحذيرات من تحويل شبه الجزيرة إلى «أنبار» جديدة فى حال تسليح سكانها
*«مرسى» التقى بالإرهابى «أبو منير» فى العريش خلال جولاته الانتخابية و«الشاطر» دفع ملايين لضمان ولاء القيادات المتطرفة ودعمها للجماعة
إعلان قبائل سيناء عن نيتها التصدى لأنصار بيت المقدس لم يكن بالأمر الهين، الوضع القبلى فى سيناء بالغ التعقيد.. المعضلة كانت أن «أنصار بيت المقدس» يضم بين أعضائه ما يزيد على 300 من أبناء «السواركة» أكبر قبائل سيناء فى حين أن القبيلة التى أعلنت نيتها التصدى للتنظيم كانت قبيلة «الطرابين».. الوضع كان مرشحًا لتصاعد الحساسيات القبلية.. لكن جهودًا مخلصة تم بذلها ليعقد اتحاد قبائل سيناء مؤتمرًا يعلن فيه عن الكيفية التى ستساند بها القبائل القوات المسلحة فى حربها ضد الإرهاب.. هل تحمل القبائل السلاح.. أم تكتفى بدور آخر؟.. كان هذا هو محور «الندوة» التى شارك فيها الناشط السيناوى سعيد عتيق والباحثان الكبيران خالد عكاشة وكمال حسين، ووائل لطفى رئيس التحرير.
بدأت المناقشة بكلام الخبير الأمنى خالد عكاشة عن المرحلة الفارقة التى تعيشها مصر، خاصة أن القبائل للمرة الأولى بعد الثورة تبادر بإعلان موقفها بشكل رسمى، وتعلن مقاومتها للعناصر المتطرفة، استنادًا إلى عدة أسباب، أهمها: استشعارها لخطورة الموقف، وعليه كان لا بد من فهم طبيعة المواجهة، وأثر ذلك على الحرب التى تخوضها القوات المسلحة ضد الإرهاب، وهو الأمر الذى دفعنا إلى عقد هذه الندوة.
ويلتقط طرف الحديث سعيد عتيق المتحدث باسم قبيلة السواركة، ليجيب عن تساؤل «عكاشة» حول الحالة التى وصل إليها اتحاد قبائل سيناء، قائلًا: القبائل فى موقف لا تحسد عليه، وربما تكون مجبرة على دخول هذه المواجهة، لأن التنظيم بات يهدد كل شىء فى المجتمع، بداية من الأعراف وصولًا إلى جغرافيا المكان، حيث قام بخطف النساء وحتى الآن قتل من أبناء مدينة السواركة 270 شخصًا بتهمة التعاون مع الجيش، ومنهم أشخاص تربطنى بهم علاقات مباشرة، وأحدهم قتل على أيدى أنصار بيت المقدس بعد ساعة من لقاء جمعنى به، والتنسيق بين الجيش والقبائل ليس جديدًا فهو قديم، ولكن لم يكن بشكل معلن، خاصة قبيلة السواركة، فالتنظيم يسيطر على مدينتى الشيخ زويد ورفح، وهما من المناطق التى تقع داخلها قبيلة السواركة، طبقًا لجغرافية المكان، ما يعنى أننا كنا الأقرب إلى التعاون مع الجيش وجعل العبء الأكبر علينا، ولكن التنسيق لم يكن على المستوى الأعلى، كان تنسيقًا على مستوى القيادات، ومجرد تعاون استخباراتى، وقبل فترة قصيرة رصدنا وجود 250 من مختلف أبناء القبائل داخل التنظيم، وعلى رأسهم القيادى شادى المنيعى الذى لم يقتل كما ادعت بعض وسائل الإعلام، وما زال على قيد الحياة داخل قطاع غزة، بالإضافة إلى كمال علام الذى قام بتصفية العديد من الشباب، وأنا واحد ممن يتربصون به، وأريد القصاص منه، وقدمنا إلى القوات المسلحة قائمة بأسماء قيادات الصف الأول، خاصة أنهم من أبناء قبيلة السواركة، وباقى الهيكل التنظيمى من أبناء القبائل الأخرى، وكانت القيادة من نصيب السواركة لعدة أسباب، أولها أن أبناء السواركة هم من وفروا مساحات كبيرة وآمنة للتنظيم، كونهم يسيطرون على الشيخ زويد ورفح طبقًا لجغرافية المكان، وجلبوا باقى أعضاء التنظيم من خارج سيناء، وتولوا مهمة تأمينهم وحمايتهم وتوفير السلاح، وباقى أبناء القبائل فى التنظيم يعملون «ناضورجية»، بمعنى أنهم يجلبون المقاتل من الخارج ويتولون حمايته وإطعامه وتدريبه حتى يقوم بتنفيذ العملية.
يتدخل «عكاشة» فى الحديث ليسأل «عتيق» عن عدد الأفراد الذين قدموا من خارج القبائل، خاصة أن بعض الخبراء جزموا بأن أعدادهم وصلت إلى 10 آلاف وربما 15 ألفًا؟
ويجيب «عتيق»: لا أحد يستطيع أن يجزم بالعدد، لأن الغرباء القادمين من الخارج لا نراهم، يتم نقلهم إلى قلب الصحراء فى مزارع مملوكة لأبناء القبائل من داخل التنظيم، بالإضافة إلى أنهم مقسمون إلى القضاء الشرعى والتنظيم المسلح وأقسام أخرى كثيرة، والعدد لا يمكن التكهن به، لأنه خلال السنوات الأربع الماضية كانوا يستجلبون عناصر أجنبية من الخارج من اليمن والسعودية والشيشان والسودان للجهاد، وبين الحين والآخر يتم استقدام أعداد أخرى لتعوض الخسائر المادية التى تلحق بهم، وأغلب الغرباء القادمين من الخارج يأتون للجهاد ضد إسرائيل، ولكنه يجد واقعًا مختلفًا، فيطلب منه أن يجاهد أولًا ضد الجيش المصرى، لكى يسمح له بالجهاد ضد إسرائيل، فالتنظيم يستجلب مجموعة كبيرة لتنفيذ سلسلة عمليات، ويحجزهم داخل غرف بعيدًا عن أعين أهالى سيناء حتى لا يختلطوا بهم، ويعين عليهم حراسة من أبناء القبائل، ويضع لهم جدولًا تدريبيًا، وفى بعض الأحيان تشرف عليه قيادات بكتائب عزالدين القسام، خاصة أن تنظيم جلجلة المرابط داخل قطاع غزة هو من ساهم فى تأسيس أنصار بيت المقدس، ومع الارتباط الأيديولوجى بين حركة حماس وأنصار بيت المقدس فبات لزامًا عليها توفير السلاح، وعليه لا يوجد عدد تقريبى لأعضاء التنظيم، خاصة أن هناك دول جوار يلائمها وضع سيناء كما هو عليه حاليًا، واستشهد هنا بموقف إسرائيل مع جبهة النصرة، حينما فتحت أمامهم المستشفيات الخاصة فى هضبة الجولان ليعالجوا فيها بالمجان، ولا أستبعد أن تكون هناك مستشفيات إسرائيلية فى صحراء النقب يعالج فيها جرحى أنصار بيت المقدس، وهناك معلومات توافرت لدى بشكل شخصى حول تواصل بعض أبنائنا داخل التنظيم مع إسرائيل بشكل أو بآخر، وهم يعرفون أنهم لا يستطيعون الجهاد ضد إسرائيل، وهذا مفهوم لدى الشارع السيناوى، فإسرائيل تتابع الموقف وفاعلة فيه بشكل كبير.
الدكتور كمال حبيب يتناول طرف الحديث ليعيد التساؤل مرة أخرى حول عدد الأشخاص الذين ينتمون إلى التنظيم الإرهابى من خارج أبناء القبائل السيناوية، وكذلك الجماعات الدينية التى تسانده، مستشهدًا بكلام عبدالمجيد الشاذلى، أحد المفكرين الإسلاميين الذين قاوموا فكرة إنشاء دولة إسلامية داخل سيناء، لخطورة ذلك على المنطقة وتفكيكها على أساس دينى، خاصة أن سيناء بها جماعات كالسلفية الجهادية وغيرها من المجموعات المشابهة لها فى الفكر تناصر ولاية سيناء وتدعمها، وهو الأمر الذى قابلة سعيد عتيق بأن مثل هذه المجموعات لم تعد موجودة، فالسلفية داخل سيناء يمكن أن تقابلها جماعات التكفير والهجرة فى مكان آخر، لأن التدين فى سيناء فيه نوع من التشدد بسبب طبيعة البدو والصحراء التى جعلت بعضهم لديه غلو فى الدين.
وتابع عتيق: لا توجد لدينا جمعيات شرعية ومؤسسات دينية وسطية، ولا توجد جماعات لاحتواء الشباب سوى التنظيمات المتطرفة، خاصة فى الشيخ زويد ورفح، لأن الأهالى لا يمتلكون المال لينتقلوا من مناطق الصراع، فيقع أبناؤهم فريسة للتنظيمات الإرهابية، فى المقابل لا تحتوى مؤسسات الدولة الشباب، وتتركهم فريسة لهذه التنظيمات المسلحة، فوزارة الشباب على سبيل المثال أغلقت جميع المراكز الرياضية، كذلك وزارة الثقافة أغلقت كل القصور الثقافية، بالإضافة إلى مؤسسة الأزهر غير الفاعلة بالمرة، وسبق أن قدمت اقتراحًا بتدريب 100 من شباب القبائل على الدعوة لنشر المنهج الوسطى، لكن دون جدوى، علاوة على غياب الإذاعات المحلية، فى مقابل وجود إذاعات صحراء النقب التابعة لإسرائيل، على الجانب الآخر هناك تنظيم ولاية سيناء الإرهابى الذى ينفق شهريًا 10 آلاف دولار لاستقطاب شباب جدد، بالإضافة إلى الإخوان، وهم موجودون فى شمال العريش كممولين فقط، فعلى سبيل المثال فى استفتاء دستور الإخوان خرجت مجموعات متشددة تعارض هذا الدستور العلمانى، وحذرت بأن من سيخرج للاستفتاء ستقابله رصاصات أنصار بيت المقدس، وجاء خيرت الشاطر نائب المرشد بسيارة تابعة للرئاسة، وعقد اجتماعًا سريًا مع قيادات التنظيم، واتفق معهم على الاعتراف بالدستور، وفى المقابل سيتم تشريع قوانين للاعتراف بالقضاء الشرعى التابع لأنصار بيت المقدس، مثلما اعترفت الداخلية من قبل بالقضاء العرفى، وقبل ذلك وبالتحديد خلال جولات الانتخابية الرئاسية التى عقدها محمد مرسى فى العريش حضر إليه القيادى بأنصار بيت المقدس توفيق فريج الملقب بأبومنير، وأعلنا وقتها احتجاجنا على عقد لقاء بين مرشح رئاسى وبين إرهابى وزعيم تنظيم يقتل الجنود بدعوى الجهاد، وكنا نظن أن الاحتجاج سيمنع ظهور هذه المجموعات الإرهابية فى المشهد بشكل رسمى مرة أخرى، لكن المفاجأة كانت مع ظهورهم فى كل المناسبات الرسمية إلى جانب الإخوان، لدرجة أن عمال الأنفاق كان لزامًا عليهم أن يطلقوا لحاهم ليستطيعوا العمل مرة أخرى، وتم استبدال كل مؤسسات الدولة بالجماعات الإرهابية، وبعد خطاب مرسى فى استاد القاهرة لنصرة سوريا سافر المئات من أبنائنا إلى سوريا بالتنسيق بين الإخوان وبعض دول الجوار التى سهلت لهم السفر، وكانت هذه نقطة فارقة بين العائلات التى سافر أبناؤها وبين الإخوان.
وأكد «عتيق» أن العمل فى الأنفاق ما زال مستمرًا، وهناك عشرات الأنفاق يبلغ طول الواحد 2 إلى 3 كيلو، لأن حركة حماس اتخذت من سيناء ستارًا خلفيًا لحماية القطاع، وتخزين السلاح بعيدًا عن عيون أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وتعزيز وجودها عن طريق الأنفاق، خاصة أن سيناء محطة شحن وتفريغ لكل التنظيمات المسلحة، وصارت هناك علاقة اجتماعية واقتصادية بين حركة حماس والتنظيم، وأصبح دخول السلاح والمال أسهل ما يكون، وإذا أردت حاليًا إرسال مليون دولار من إسرائيل إلى سيناء كل ما عليك هو الاتصال بأحد الأشخاص المتخصصين فى هذه العملية، وسيتم نقل الأموال على الفور.
اختتم «عتيق» كلامه حول الأنفاق لينتقل إلى جزء آخر، وهى العمليات التى نفذها التنظيم ضد أبناء سيناء قبل ثلاثة أيام، حين استهداف الكتيبة 101، وقام باغتيال 9 من أبناء القبائل بدعوى أنهم متعاونون مع الأمن، وهنا نخرج بثلاثة محاور، الأول هو امتلاك التنظيم عناصر مخابراتية كانت منتشرة داخل الشيخ زويد ورفح قبل العملية، المحور الثانى نشر هذه العناصر قبل وبعد العمليات، المحور الثالث هو اختطاف كل من يثبت تعامله مع الأمن ويتم التحقيق معه بواسطة قيادات التنظيم داخل مكان قريب من صحراء النقب، وربما يكون أحد المستعربين هو من يحقق معه، لامتلاكهم أحدث أجهزة الاستجواب، ويبدأون فى طرح التساؤلات من يوم ولادة الشخص وصولًا إلى اللحظة التى تعامل فيها مع الأمن.
رئيس تحرير «الصباح» ينقل الحديث إلى المبادرة التى أعلنتها القبائل، وهل هى تراجع عن تسليح القبائل أم نوع من التوازن القبلى، وما الآليات التى يساعدون بها القوات المسلحة؟
ويجيب متحدث السواركة: أبناء القبائل مستعدون للتعاون مع القوات المسلحة بالشكل والطريقة التى تعينهم فى مهامهم، مستعدين للتنقل معهم داخل المدرعات، وخوض حرب عصابات كالتى يقوم بها التنظيم الإرهابى، أو حرب تستنزف موارد التنظيمات الإرهابية البشرية والمادية، لكن بشرط أن نكون تحت أمرة وتصرف الجيش، وليس بشكل فردى، خاصة أن هناك قبائل تريد استغلال الظروف، وتتسلح لتصفية خلافات تاريخية، والنعرة القبائلية من الممكن أن تؤدى بالجميع إلى الهلاك، فالمعركة هذه المرة إن نجحت ستعود سيناء إلى أحضان الوطن، وإن فشلت ستضيع سيناء إلى الأبد، ودورنا فى الحرب ضد الإرهاب سيكون نفس الدور الذى قام به أباؤنا فى حرب 1973، ولا أنكر أن هناك أطرافًا خارجية تسعى بكل جهدها إلى تسليح القبائل السيناوية، وهو الأمر الذى أرفضه بشدة، لأنه سيستبدل الصراع بين القبائل والتنظيمات الإرهابية إلى صراع بين القبائل وبعضها البعض، وسيعاد ترسيم جغرافيا المكان بين القبائل، ويكون هناك استنساخ كامل لتجربة محافظة الأنبار فى العراق، حينما تسلحت القبائل وفيما بعد تقاتلت لتصفية الخلافات، وأرى أن الحل هو تشكيل مجلس قبلى تحت قيادة عسكرية، وما تم مبدئيًا هو تغيير مسمى التحالف القبائلى إلى اتحاد القبائل العام، وهو تفكير استراتيجى لمنع نشوب خلافات قبلية فيما بعد، وفى الخطوات العملية على الأرض هناك تنسيق بين السواركة والترابين، بينما هناك قبائل أخرى تتسلح تحت بند مواجهة الإرهاب، لكن على أرض الواقع لا توجد مواجهة حتى الآن، وهناك تخوف من البدو بسبب معاملة الأمن مع الأهالى، ولا بد أن تتم معالجة هذه المشاكل أولًا لأننا فى مجتمع منعزل عن الدولة، لا يثق بأحد، ولا ننكر أن هناك قبائل لديها خلافات كبيرة مع الدولة، ولدينا جيل كامل لا يعرف سوى حبيب العادلى الذى سجن نساءنا وظلم أبناءنا، بالإضافة إلى حالة حظر التجوال التى تستمر لشهور، ففى نكسة 67 لم يستمر الحظر لأيام، فى المقابل لا بد أن تتعامل القوات المسلحة مع كل القبائل، وكل القيادات دون استثناء، لأنه مهما كان شأن «سعيد عتيق» فهو فى النهاية يمثل عددا قليلا مقارنة ببقية أهالى سيناء، وضرورة وقف عمليات الإخلاء التى تقوم بها القوات المسلحة ضد الأهالى من مناطق حدودية، فنحن فى أمس الحاجة إلى تعمير سكانى، لتكون خط المواجهة الأول ضد إسرائيل، وهناك حل أخير لن يكلف الدولة، وسبق أن أخبرت بعض المسئولين به، وقلت نصًا «خيرت الشاطر وضع التنظيمات الإرهابية داخل سيناء بشنطة سامسونيت وإخراجهم سيكون بنفس الشنطة» بمعنى أن المال هو اللغة الوحيدة التى تستطيع أن تتعامل من خلالها مع مثل هذه التنظيمات الإرهابية، لتجند منهم بعض العناصر التى تعين فيما بعد على مواجهتهم.
يعود الكلام إلى الخبير الأمنى خالد عكاشة ليروى تفاصيل مبادرة كان شاهدًا عليها، حينما اقترح اللواء أحمد جمال الدين المستشار الأمنى لرئيس الجمهورية حاليًا، بأن تتم الاستعانة بعناصر محلية من أهالى سيناء وتوظيفهم داخل الهيكل التنظيمى لمديرية الأمن، وتخصص لهم رواتب شهريًا مقابل معلومات، وذلك حينما كان جمال الدين الرجل الثانى فى وزارة الداخلية وقت أن تولى اللواء محمد إبراهيم يوسف المسئولية، مؤكدًا أن التجربة أثبتت نجاحها فى منطقة الصعيد، ومكنت وزارة الداخلية من تطهير العديد من البؤر الإجرامية.
على الجانب الآخر، يرى «عتيق» أن الفكرة كانت موجودة بالفعل فى فترة التسعينيات، مخبر شرطة من أبناء سيناء يدعى «بركات» كان يأتى يوميًا لنقطة الشرطة، ومعه حوالى 10 من المطلوبين أمنيًا، أما الآن فلم يعد بمقدور أحد أن يفعل مثلما فعل «بركات»، لأن البدو لم يعودوا يتقبلوا مثل هذه المعاملة الأمنية التى دفعت بعضهم إلى التطرف، خاصة مع انعدام الثقة بينهم وبين الأمن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.