*أبلغت وزير الخارجية العراقى أن الأزهر والأوقاف لا يعاديان الشيعة لكنهم يرفضون تحويل الصراع السياسى إلى معارك مذهبية *ناقشت مع الرئيس ملامح قانون الأوقاف الجديد وأبرز بنوده تشجيع الوقف الأهلى وتغليظ عقوبة من يعتدون عليه أو يتربحون منه أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أنه نجح فى تطهير الوزارة من العناصر الإخوانية التى تسللت إليها خلال حكم الجماعة، وقال إنه مستمر فى ملاحقة الموالين للتنظيم من أصحاب معاهد الدعاة، التى تدار فى الخفاء لنشر الفكر المتطرف، لذا أصدر قرارًا بأنه بداية من العام المقبل لن يسمح بوجود مثل هذه المعاهد دون أن يكون مديروها شخصيات معترف بها من الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، وشدد الوزير على أن المؤسسات الدينية فى مصر ليس لديها مشاكل عقائدية مع الشيعة، لأنها تؤمن بحرية الاعتقاد، إلا أن خلافها مع المنتمين لهذا المذهب هو فى الأصل خلاف سياسى، لأن إيران تستخدمهم فى زعزعت استقرار المنطقة العربية، وتحرضهم على استغلال المذهب الدينى فى بث الفرقة السياسية، وهو ما يرفضه الأزهر والأوقاف، وهذا هو مضمون الرسالة التى أبلغها «جمعة» لوزير الخارجية العراقى، وكانت سببًا فيما تردد حول المشادة الكلامية، التى جرت بينهما خلال اللقاء الذى جمعهما على هامش القمة العربية التى اختتمت فاعلياتها فى شرم الشيخ مطلع الأسبوع الماضى. • كيف تابعت نتائج القمة العربية الأخيرة فى شرم الشيخ؟ •• شعرت بالعزة والفخر كمواطن مصرى عربى، فقد شهدنا ميلادًا جديدًا لجامعة الدول العربية وروحًا عربية وثابة، تتحول من الكلام إلى العمل المشترك، ولمسنا فى كلمات القادة خاصة الرئيس السيسى إدراكًا لحجم المخاطر والتحديات التى تواجه أمتنا العربية وتهدد وجودها، ويقينًا ستنتصر هذه الروح بإذن الله، لكن ذلك يتطلب أن نكون على مستوى المسئولية فى البذل والعطاء والعمل والإنتاج، فوحدة صف الأمة وجمع كلمتها تُعد مطلبًا شرعيًا ووطنيًا وقوميًا فى مواجهة التحديات التى تحيط بنا، وذلك من باب «ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب». • وما حقيقة المشادة الكلامية التى وقعت بينك وبين وزير الخارجية العراقى على هامش القمة؟ •• اللقاء الذى جمعنى به كان صدفة، وليس بناء على ترتيب مسبق، وشهد نقاشًا وديًا عن دور الشيعة فى إشعال بعض الأزمات فى المنطقة، وكنا متفقين فكريًا على ضرورة عدم توظيف الدين سياسيًا، وطالبت «الجعفرى» بوقف تصريحات الفتنة التى تخرج من الشيعة، ووجوب قطع الطريق على أى تصريحات مستفزة من أى جهة، فالخلاف العقائدى يمكن تقبله، لكن بشرط ألا يستغل سياسيًا، وعلينا أن نبحث عن القواسم المشتركة بين الطوائف الإسلامية. • لكن الواقع يقول إن المنطقة العربية أصبحت تعانى من صراع طائفى، وأبرز مثال على ذلك تناول الكثيرين لأزمة الحوثيين فى اليمن من منظور مذهبى؟ •• فيما يخص الأزهر والأوقاف فليس لديهما مشكلة عقائدية مع الشيعة، لقناعتهما بأن كل شخص حر فى اعتقاد ما يحلو له، وإنما المشكلة تأتى فى استغلال الجماعات الشيعية لتفتيت الدول العربية، فالتشيّع ليس دينيًا، وإنما سياسيًا، كما يحدث مع الحوثيين فى اليمن، والشيعة العرب إذا لم ينساقوا وراء إيران فإننا قادرون على التعايش كشيعة وسنة، ووقف مطامع إيران فى المنطقة العربية، فهناك فرق بين الشيعة كمذهب وبين ما يفعله الحوثيون من أعمال إرهابية، وقرارات القادة العرب فى القمة العربية أثبتت أن هناك وعيًا على أعلى مستوى لخطورة الموقف، وأن الدول لديها دراسات وافية عما يحدث فى إيران، وما ترغب به من اكتساح للمنطقة العربية، مستغلة فى ذلك جماعات الشيعة فى العراق ولبنان واليمن. • وما الجديد المنتظر طرحه على مائدة المؤتمر الوطنى الذى تعقده وزارة الأوقاف مطلع مايو المقبل؟ •• المؤتمر يأتى استجابة لتوجيهات القمة العربية، خاصة ما جاء فى خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، لبحث آليات تجديد الخطاب الدينى، فى إطار الحوار المجتمعى الذى تديره الوزارة، حيث يصبح التجديد حركة فكرية مجتمعية واضحة المعالم، تسهم فى إعادة تشكيل البناء الفكرى للمواطن المصرى والعربى على أسس تراعى مستجدات العصر وفى ضوء الحفاظ على ثوابت الشرع، ويجمع نخبة متميزة من العلماء والمفكرين والمثقفين والأكاديميين والتربويين والإعلاميين، ويتناول البعد الدعوى والثقافى والإعلامى والتعليمى ودورها فى تجديد الخطاب الدينى، كما يتضمن المؤتمر مناقشة دور البحث العلمى ودور النشر وحركة الترجمة والبعثات والمؤتمرات المحلية والدولية ودورها فى هذه القضية المهمة. • ألم تتحدث مع وزير التعليم بشأن استبعاد ابنتك من التعيين فى مسابقة ال30 ألف معلم؟ •• لم يحدث أبدًا، و«شيماء» لم يصبها الدور فى المسابقة، رغم حصولها على تقدير جيد جدًا فى اللغة الإنجليزية من جامعة عين شمس، وفى رأيى أنه ينبغى ألا يكون هناك أى تمييز سواء كان إيجابيًا أو سلبيًا فى التعيينات الحكومية، وما حدث موضع احترام وتقدير لوزير التربية والتعليم، وهو أمر مشرف بالنسبة لى، ولن أسمح لابنتى أن تتقدم لأى مسابقة خاصة بوزارة الأوقاف. • هل يمكن القول إن وزارة الأوقاف تطهرت من الأخونة؟ •• بفضل الله لا يوجد فى ديوان عام الوزارة ولا فى مديرياتها حاليًا أى قيادة إخوانية، وأتحدى أن يأتى أحد بقيادة إخوانية واحدة فى الوزارة، فقد وفقنا الله فى تطهير الوزارة منهم لتكون مكانًا لجميع الكفاءات، بصرف النظر عن الانتماء لحزب أو تنظيم معين، كما أن أى مخالفات مالية ارتكبها الإخوان تتم إحالتها بالكامل للنائب العام. • يصف البعض الضبطية القضائية بأنها نوع من التأميم للمساجد والتكميم للدعاة؟ •• تم منح الضبطية القضائية للمجموعة الأولى من قيادات ومفتشى الأوقاف وعددهم 100 على مستوى الجمهورية، وهؤلاء تم اختيارهم بعناية من خلال لجنة تشكلت من قيادات الوزارة برئاستى شخصيًا، على أن يكون استخدام هذه الضبطية فى نطاق ضبط الخطاب الدعوى فحسب، والحالات التى تستخدم فيها الضبطية القضائية، تشمل صعود المنبر دون تصريح، أو إقحام المساجد فى أمور سياسية وحزبية، أو الدعوة للتظاهر والتخريب، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات فورية مع كل من يخالف تعليمات الوزارة، وفى هذه الحالات سيقوم مأمور الضبطية القضائية، بتحرير محضر فى القسم التابع له المسجد الذى حدثت به المخالفة، ثم يقوم بتقديم المحضر للنيابة فى القسم نفسه التابع له مباشرة، دون انتظار قيام ضابط القسم بذلك، اختصارًا للوقت والجهد. • هل لديكم خطة لصيانة المساجد المغلقة؟ •• فى بداية هذا العام بدأنا أكبر خطة لإعمار المساجد، لبدء التنفيذ العملى لإحلال وتجديد وصيانة أكثر من ألف مسجد، وتوفير أكثر من مليون متر سجاد لفرش المساجد، وبفضل الله شهد عام 2014 أكبر عملية صيانة للمساجد فى تاريخ وزارة الأوقاف بتكلفة إجمالية 400 مليون جنيه، لكن كان لوزارة الأوقاف نصيب من التركة الثقيلة التى ورثتها الحكومة الحالية، فإن طابور الانتظار ما زال طويلًا، وعلى كل من لديه النية الخالصة لبناء أو ترميم دور عبادة ابتغاء مرضاة الله وحده التنسيق مع الوزارة للعمل طبقًا لقائمة الانتظار، وسيجد منا كل العون والمساعدة الفنية والمعنوية والمادية إذا لزم الأمر. • وماذا عن ملف التعديات على ممتلكات هيئة الأوقاف؟ •• يتم إعداد قائمة بالمعتدين على مال الأوقاف، والمحافظون يتعاونون معنا لإزالة التعديات على أموال الأوقاف واكتشاف أراضٍ تقدر بالمليارات، ولهذا تتم دراسة قانون جديد مع رئيس الجمهورية لإزالة أى تعديات على أراضى الأوقاف، وبدأنا تخصيص شركة حراسات خاصة بالأوقاف لحراسة الأراضى التى تمت إزالة التعدى عليها. • ما ملامح هذا القانون؟ •• تشجيع ثقافة الوقف الأهلى والخيرى، وتغليظ العقوبة على المعتدين على أموال وأراضى الوقف، ومن يسهلون الاعتداء عليها لينالوا العقاب الرادع. • كيف ترى عمليات التخريب والاعتداء الممنهج التى تقوم بها الجماعة الإرهابية؟ •• عمليات القتل والتخريب، والاعتداء الممنهج على أبناء الجيش والشرطة، ليست جديدة أو غريبة على جماعة الإخوان الإرهابية، والتنظيمات المنبثقة عنها، أو الموالية لها ، فالرفض الشعبى والدولى للجماعة جعلها تفقد صوابها، وتكشف حقيقتها الدموية الإجرامية، التى تتمثل فى حكم الشعب أو إحراقه، فالجماعة الإرهابية على استعداد لحرق الأخضر واليابس، فى سبيل تحقيق مصالحهم الخاصة، والسطو على السلطة، ولو على جثث كل من سواهم من البشر، فالإخوان يشعرون أنهم فصيل مميز بين المواطنين، كما يظن اليهود أنهم شعب الله المختار من بين البشر. • فى أنحاء الجمهورية تنتشر معاهد للدعاة تسيطر عليها جماعة الإخوان.. ماذا فعلت الوزارة حيالها؟ •• الوزارة لا تعترف بمعاهد إعداد الدعاة التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، ويتم فى هذه المعاهد نشر الفكر المتطرف، وتوزيع كتب بعيدة عن الإسلام الوسطى، وتحث على العنف والإرهاب، ومواجهة التشدد والغلو هو جزء لا يتجزأ من الحرب على الإرهاب، والوزارة لها حق الإشراف الكامل على جميع معاهد الثقافة الإسلامية ومعاهد إعداد الدعاة التابعة للجمعيات أو الجماعات الدينية، وهناك خطة للإشراف على معاهد الدعاة، ولن نسمح باستخدامها بابًا خلفيًا للتشدد أو الإرهاب، ولا استثناء لأى جماعة أو جمعية فى ذلك، سنتابع بجدية شديدة ما يُدرَّس بهذه المعاهد، ولن نسمح فيها إلا بتدريس المناهج التى تُقرها وزارة الأوقاف، وبداية من العام الدراسى القادم لن نسمح بعمل أى معهد من هذه المعاهد إلا إذا كان عميده أو المشرف عليه معتمدًا من الأوقاف، وكل من يقومون بالتدريس فيه من المؤهلين المتخصصين، ولدينا خطة للتوسع فى معاهد إعداد الدعاة ومعاهد الثقافة الإسلامية التابعة لها على مستوى الجمهورية لاستيعاب الراغبين فى تلقى العلم الشرعى الصحيح. • أصدرتم قرارًا بتشكيل لجنة لمكافحة الفساد فى الوزارة.. فما طبيعة عملها؟ •• تم تشكيل هذه اللجنة للقضاء على أى شبهة فساد بالوزارة أو بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية أو بهيئة الأوقاف، وهذه اللجنة تدرس ظاهرة الفساد ووضع الآليات المقترحة للقضاء عليه، وكذلك استطلاع الآراء فى دراسة أى جوانب فساد مالى أو إدارى وسبل مواجهتها والقضاء عليها، على أن تتقدم بتقرير شهرى يتضمن النتائج وما توصلت إليه من مقترحات وخطط تنفيذية للقضاء على أى شبهة فساد.