*مواطنون تبرعوا بأرض لبناء كنيسة عليها منذ 44 عامًا.. ومازالوا فى انتظار رد الحكومة *محافظ سوهاج الجديد: تسلمت منصبى منذ أيام قليلة.. وسأدرس الأزمة وأتخذ قرارات نجع رزق شنودة، واحد من عشرات القرى المصرية الفقيرة، لكن ما يميزه عن القرى الأخرى، أنها تحمل اسم شخصية قبطية، كما تحمل أيضًا معاناة 50 أسرة مسيحية، حرمها المتطرفون من إقامة كنيسة، لتضطر تلك الأسر مجبرة على أداء الصلوات فى العراء، دون سقف يحميها من الرياح، أو جدران تحتجز رصاصات الإرهاب التى تنهال عليهم من وقت لآخر. ورغم مرور 44 عامًا على تقديم أهالى القرية الواقعة غرب مدينة طهطا فى محافظة سوهاج، طلب بناء كنيسة على قطعة أرض تبرعوا بها، إلا أن الرد لم يأت، وعندها أدرك الأهالى أن الدولة تجاهلته لتفادى غضب المتشددين، فأرادوا رفع الحرج عنها، وتبرعوا بقطعة أرض أخرى مملوكة لأحد أثرياء النجع، يدعى المقدس جريس، ليقام عليها مسجد، مقابل بناء كنيستهم. وسرعان ما انتهى بناء المسجد، لكن حين شرع الأقباط فى هدم أحد 4 منازل متهالكة، كانوا يقيمون صلواتهم فيها، تجمع المتشددون حولهم، وأطلقوا الأعيرة النارية عليهم، لمنعهم من بناء الكنيسة، ثم جاءت قوات الأمن لتعلن التحفظ على المنزل المتهدم، باعتبار أن تراخيص بناء الكنيسة لم تكتمل. طوى أهالى النجع أحزانهم، وقرروا أن يقيموا صلواتهم فى بيوتهم، لكن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للكاتدرائية المرقسية فى العباسية، ليلة الاحتفال بعيد الميلاد، جددت آمالهم فى إنصاف الدولة لهم، لكن المتشددين لم يمنحوهم الفرصة للحلم، فقبل أيام هاجموا البيوت الثلاثة حين أراد الأقباط إقامة سرادق حولها، ليحمى الراغبين فى أداء صلوات «كهيك» من العواصف الخانقة، والأمطار المحتمل سقوطها، وتزامن الهجوم مع مراسم تسلم محافظ سوهاج الجديد، الدكتور أيمن عبد المنعم، لمهام منصبه. وقال الأب مخائيل صموئيل إن الكنيسة رصدت عددًا من مشاكل أقباط النجع، وكان أبرزها 35 جريمة خطف، و130 سرقة، و150 تعديًا بالضرب، و10 تحرش واغتصاب، خلال السنوات التى أعقبت ثورة 25 يناير، بالإضافة إلى العديد من حالات التعدى على الأهالى خلال التجمع لأداء الصلاة فى العراء، بالإضافة إلى الكثير من تهديدات عناصر الإخوان والجماعات السلفية المتمركزة فى القرية، ووصل الأمر إلى حد تمزيق فراشة السرادقات. وأشار أحد الأهالى، مكارى زكريا، «نحن نصلى فى العراء، رغم أننا تقدمنا بطلب لبناء كنيسة منذ عام 1971، ولم نحصل على تصريح حتى الآن، رغم أن الأرض موجودة، وتبرعات الأهالى تغطى التكلفة، كما أن بقاء الوضع على هذه الحال يعرض حياة المصلين للخطر، بسبب سواء الأحوال الجوية، أو حالات التضييق التى يمارسها المتطرفون ضد المسيحيين، خاصة أن أقرب كنيسة للنجع فى قرية ساحل طهطا، على مسافة تتجاوز 7 كيلومترات، ويتطلب الوصول إليها عبور طريق القاهرة - أسوان الزراعى، الذى يشهد العديد من الحوادث المرورية، والتحرش والاغتصاب، لذلك يفضل الكثيرون الصلاة فى العراء، باعتباره أقل خطرًا من التعرض لاعتداءات». وأضاف، «تبرع 3 أقباط بمنازلهم التى لا تتجاوز مساحتها 140 مترًا للصلاة، وهى منازل آيلة للسقوط، وهدمنا أحدها لإعادة بنائه، فمنعنا الإخوان والسلفيون، وطلبت قوات الأمن وقف البناء، بحجة درء الفتنة، ومع هطول السيول فى العام الماضى تعرضت هذه المنازل للغرق، فشرعنا فى تغطيتها بأقمشة الفراشة، لنحمى المصلين من برودة الجو، لكن المحافظة طلبت إزالة هذه الأغطية، وقررت جهات أمنية التحفظ على منزل رابع من المخصصة لبناء الكنيسة». ومن جهته، قال المحامى جرجس زكريا، أحد المقيمين فى النجع إن «أقباط النجع يصلون فى مكان غير لائق، ولا يحترم قدسية الصلاة، أو يراعى الظروف الإنسانية للمصلين، رغم توافر أرض مخصصة لبناء الكنيسة منذ عام 1971، لكن لم يصدر ترخيص لها حتى الآن، برغم تكفل الأهالى بجميع نفقات البناء». وأشار إلى أن «الأهالى يصلون دون سقف منذ أكتوبر الماضى، لأن أسقف المنازل الثلاثة كانت على وشك السقوط فوق رءوس المصلين، مما دفع الأهالى لإزالتها، معتقدين أن فى إمكانهم تشييد سقف جديد، لحين الحصول على ترخيص أرض الكنيسة الأساسية، لكن تم إيقاف أعمال تشييد السقف، بحجة عدم وجود ترخيص، وتم منعهم من تغطية المكان بالقماش، ورغم الشكاوى التى تقدموا بها إلى الجهات المعنية، مثل رئاسة الجمهورية، ورئاسة الوزراء، ووزارة الداخلية، والمجلس القومى لحقوق الإنسان، ومحافظة سوهاج، إلا أن أحدًا لم يستجب لهم».
وفى تصريحات ل«الصباح»، قال محافظ سوهاج الجديد، الدكتور أيمن عبدالمنعم، إنه تسلم مهام منصبه منذ أيام قليلة، موضحًا «لم أدرس ملف أزمة أقباط نجع رزق شنودة، ومن المؤكد أنه سيتم وضعها مع ملفات الشكاوى الأخرى فى المحافظة، وحين أدرس الملف سوف أتعامل مع الأمر بكل حسم وجدية».