ما زال برنامج الراقصة الذى يذاع على قناة «القاهرة والناس» يثير الجدل فى المجتمع المصرى، والقناة من جهتها حمت نفسها بأن قامت بعمل استفتاء بين الجماهير لمعرفة رأيهم حول منع البرنامج أو استمرار عرضه، بعدها تم الاستقرار على أن يذاع البرنامج بشكل أسبوعى، فلا يلغى كلية ولا يذاع بشكل يومى، لكن هذا لم يوقف مشاكل هذا البرنامج المثير للجدل، حيث طاردته سلسلة من البلاغات والمحاضر والقضايا رُفعت على القناة وعلى القائمين على البرنامج. وعلمنا من مصادرنا الخاصة أن معظم المتسابقات فى البرنامج هن فى الأصل راقصات محترفات، وهو الأمر الذى يعتبر خدعة كبيرة للمشاهدين؛ واستطاعت «الصباح» التوصل لبعض الراقصات فى البرنامج وأماكن عملهن قبل المشاركة فى البرنامج ومنهن الراقصة المصرية «حنة» التى شاركت من قبل فى فيلم «ظرف صحى» لدوللى شاهين، والراقصة الروسية «أوكسانا» المعروفة لنزلاء فنادق شرم الشيخ والغردقة، فهى تعمل هناك من ثلاث سنوات، والراقصة «سهر» التى وصلت إلى النهائيات رقصت قبل ذلك فى فيلم «النبطشى» لمحمود عبدالمغنى، فكيف للبرنامج أن يعتبرهن متسابقات مبتدئات؟ الخداع لم يقتصر فقط على الاستعانة براقصات محترفات وإنما امتد إلى أعضاء لجنة التحكيم حيث المشادات الكثيرة والمتكررة بين الراقصة «دينا» والممثلة التونسية فريال يوسف جاءت هى الأخرى لجذب المشاهدين للبرنامج، خاصة بعد انتقاد «دينا» لإحدى الراقصات، وعندما بدأت فريال فى الثناء على المتسابقة قاطعتها دينا: «انتى مش بتشوفى؟ ديه مش بتعرف ترقص خالص» - مع تشويحها باليد - لترد «فريال» عليها بحدة: «يا دينا مش تشوحيلى كده». أيضًا من المواقف الساخنة التى عرضت على الشاشة ما حدث فى إحدى الحلقات التى شملت ثلاث راقصات، هن «فريدة ونبوية مصطفى وسونيا» حيث كانت الراقصة الثانية «سونيا» السبب فى نشوب خلاف جديد بين دينا وفريال يوسف، إذ رأت الأولى أن سونيا قدمت أداءً جيدًا، لكن عندما اعتبرت «فريال» أن رشاقتها عامل مهم بالنسبة إليها، قاطعتها «دينا» محتدة قائلة: «بالنسبة إليك وحدك، وليس بالنسبة إلينا أيضًا، فالرشاقة ليست معيارًا». وعقب متابعة الراقصات الثلاث جاء وقت اختيار واحدة منهن فقط، ليتجدد الخلاف مرة أخرى بين دينا وفريال يوسف، حيث قالت الأخيرة إنها تخشى من ظلم إحداهن لأن كل واحدة منهن «أكلت المسرح»، بحسب تعبيرها، لتبادرها دينا قائلة «انتى مش هتفهمى فى الرقص أوى زيى»، لترد فريال: «لو كده أنا هروح بقى خلاص، أنا لم أتدخل فى التكنيك»، لتختتم دينا الحديث قائلة: «هذه هى قواعدى». الخلاف لم يتوقف عند هذا بل تصاعد إلى مناقشة حادة وساخنة تقول فريال: «خايفة لجنة التحكيم تطلع بطيخة»، ثم طالبت أن يتم وضع استثناء باختيار اثنتين من المتسابقات الثلاث، لأنهما متميزتان، فبادرتها دينا قائلة: «هو انتى لسه شفتى حاجة». «دينا» بررت تعاملها المبالغ فيه مع زميلتها فى لجنة التحكيم التونسية «فريال يوسف» بأنها فى الأصل ليست صديقتها، وتعرفت عليها فقط من خلال البرنامج، مضيفة: «وجدت أنها عنيفة فى آرائها وتجرح المتسابقات، لهذا لفت نظرها أكثر من مرة بأن تحاول أن تعبر عن رأيها بشكل متحضر». من جانبها أكدت «فريال» ل «الصباح» أن «دينا» كانت قاسية عليها بشكل غير مبرر فى البرنامج، وكانت تنتقدها لأتفه الأسباب إذا ما حاولت أن تبدى رأيها فى المتسابقات، رغم أن هذه هو دورها الطبيعى كعضو لجنة تحكيم. السؤال الذى يثير حيرة الجمهور الآن، هو لماذا لم تحذف مشاهد اختلاف «دينا» و«فريال يوسف» فى المونتاج، على الرغم من أن البرنامج مسجل وليس على الهواء؟ لكن ربما أن إدارة القناة رأت أن مناقشات وخلافات لجنة التحكيم الساخنة ستجذب نسبة مشاهدة أعلى، على غرار برنامج «أراب أيدول» الذى لا تخلو حلقاته من اختلاف وجهات نظر المشاركين فى لجنة تحكيمه مع الإماراتية «أحلام».